قائد الجيش العماد جان قهوجي والرئيس العماد ميشال سليمان
بيروت ـ جورج شاهين
سقط قتيلان شيعيان وأصيب عدد آخر من مواطنيهم في بلدتين لبنانيتن تقعان في منطقة بعلبك - الهرمل اللبنانية القريبة من الحدود السورية المشالية –الشرقية المواجهة لمنطقة القصير السورية وضواحي تل كلخ جراء قصف مدفعي من الجيش السوري الحر عليهما بعدما اتهم حزب الله بالتورط في العمليات العسكرية
الجارية في الأراضي السورية المتاخمة لها إلى جانب القوات الحكومية السورية.
ودان رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان هذا القصف واتصل بقائد الجيش العماد جان قهوجي وناقش معه التطورات في المنطقة ، وتحديداً القصف الذي تعرّضت له بلدة القصر في منطقة الهرمل حيث سقطت قذائف قرب جامع البلدة أدت إلى استشهاد مواطن وسقوط جرحى، داعياً إلى وقف هذه الممارسات التي لم تؤد إلا إلى سقوط لبنانيين أبرياء لا علاقة لهم بالصراع الدائر خارج بلادهم، وتابع الرئيس سليمان مع وزارة الداخلية وقيادة الجيش تطورات هذا الموضوع، وتزامن ذلك مع بيان تهديد ووعيد من الجيش الحر اعتبره "نداء اللحظة الأخيرة للطائفة الشيعية في لبنان".
وشدد المنسق الإعلامي والسياسي لـلجيش السوري الحر لؤي المقداد عبر وسائل إعلامية لبنانية عدة على أن المعركة في سورية ليست بين قوات الأسد وتنظيم القاعدة وأنّ هذا توصيف خاطئ، مؤكداً أن بشار الأسد يعلم أنه انتهى، مُبدِياً أسفه لأن الرئيس السوري يعلم هذا الأمر لكن بعض حلفائه في لبنان لم يقتنعوا به.
وأشار المقداد إلى أن الاشتباكات التي وقعت السبت أظهرت أن عناصر حزب الله متواجدون في سورية وقُتِلَ منهم عدد كبير، موجهاً ما وصفه بنداء اللحظة الأخيرة للطائفة الشيعية وعناصر حزب الله، وقال "المعركة ليست معركتكم وأنتم أهلنا، لا تنجروا وراء سياسة حزب الله، وفّروا أسلحتكم ولا توجهوها إلى صدور السوريين".
ميدانياً وفي تطور لافت عقب هدوء حذر على الجبهة الشرقية بين الجوسية وتلال عرسال في البقاع الشمالي حيث تتركز اعتداءات قوات الأسد على القرى اللبنانية جواً وبراً توجهت الأنظار السبت إلى الشريط الشرقي – الشمالي من الحدود اللبنانية – السورية وتحديداً عندما تعرضت قريتان شيعيتان من قضاء بعلبك - الهرمل لقصف صاروخي ومدفعي مصدره مواقع للجيش السوري الحر في المنطقة السورية المقابلة على هامش خوضها معارك ضارية مع قوات الأسد في منطقة القصير على أطراف مقاطعة تل كلخ السورية.
وقال مرجع أمني لبناني لـ"العرب اليوم" إن القصف الذي ترافق وأصداء المعارك داخل الأراضي السورية تَرَكَّز على بلدتي حوش السيد علي والقصر الحدوديتين منذ ما قبل الظهر وبعدهُ بصواريخ غراد وقذائف مدفعية من عيار 120 ملم ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين بجروح مختلفة.
وأضاف المرجع أن القصف هدأ عصراً ولم تعد تسجل أية عمليات عسكرية على الأراضي اللبنانية فيما بقيت تسمع أصوات القصف عميقة في الداخل السوري.
وقال المرجع إن وحدات الجيش التي توجهت إلى المنطقة ونصبت حواجز على مداخل هذه القرى وسيرت دوريات في منطقة تعتبر مواجهة للحدود بين البلدتين والجانب السوري علماً بأنه ليس هناك ما يمكن اعتباره خطوط تماس بين الطرفين أو أراضي متنازعاً عليها كما في نقاط حدودية أخرى باعتبار أن هناك منطقة معزولة تفصلهما عن الأراضي السورية ولا حركة عسكرية فيها فيما تقتصر الحركة المدنية فيها على المهربين والتجار.
وقال تقرير أمني أن الفتى عباس خيرالدين (13 عاماً) توفي متأثراً بجروح أصيب بها جراء سقوط أحد الصاروخين اللذين استهدفا بلدة حوش السيد علي وفي منطقة تقع في وسط البلدة كما أصيب معه شخص آخر مجهول الهوية. كما أدت إحدى القذائف التي سقطت وسط بلدة القصر إلى مقتل علي حسن قطايا، وجرح 4 أشخاص أحدهم في حالة خطرة ويدعى محمد خليل جعفر، فيما أصيب 4 آخرون بحالات إغماء.
وتحدثت معلومات وردت من المنطقة عن أن بعض أهالي القريتين موجودون في الأراضي السورية منذ فترة غير قصيرة ويتهمهم الجيش السوري الحر بالمشاركة في العمليات العسكرية في منطقة القصير وريف حمص إلى جانب القوات الحكومية السورية لجهة القرى اللبنانية المواجهة للأراضي السورية وهم يشرفون على نقل البضائع من الأراضي السورية الى الأراضي اللبنانية وعمليات تهريب تتركز في هذه الفترة لتبادل بعض المواد الاستهلاكية، وقالت المصادر إن اللبنانيين ينقلون إلى الجانب السوري المحروقات والغاز ويعودون من هناك بالإنتاج السوري من الزيت والزيتون والخضار لتسويقها في الأراضي اللبنانية.
وأكدت قيادة الجيش اللبناني مساء الأحد وقوع العمليات العسكرية في المنطقة الحدودية وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي"عند الساعة 16,45 من بعد ظهر الأحد، تعرضت بلدة القصر الحدودية في منطقة الهرمل لسقوط عدد من قذائف المدفعية، مصدرها الأراضي السورية، ما أدى الى استشهاد أحد المواطنين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، بالإضافة إلى حصول أضرار مادية في بعض منازل البلدة، وعلى إثر ذلك، استنفرت وحدات الجيش ونفذت انتشاراً واسعاً في المنطقة، كما اتخذت الإجراءات اللازمة لحماية الأهالي والرد على مصادر الاعتداء بالشكل المناسب".
أرسل تعليقك