الشرطة البريطانية تحقق في مقتل الجندي البريطاني
لندن ـ عبدالرحيم جرار
ترأس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إجتماع لجنة الطواريء البريطانية المعروفة باسم "كوبرا" الخميس لمناقشة موضوع مقتل جندي بريطاني في الطريق العام في منطقة ويلتش ،جنوب شرق لندن على يد ما وصف بـ"إسلاميين متشددين".وندد المجلس الاسلامي البريطاني الذي يضم
تحت لوائه أكثر من 400 جمعية ومسجد ومركز ثقافي إسلامي بالحادث وقال إن "هذا عمل بربري حقاً ولا أساس له في الدين الإسلامي الحنيف، ونحن ندينه بلا تحفظ وندرك أن الضحية يخدم في القوات المسلحة البريطانية، وقد خدم المسلمون في الجيش البريطاني بكل فخر وشرف، كما يعتبر الهجوم على عضو في القوات المسلحة عمل مشين ولا يمكن تبريره"، متوقعا أن " يؤدي هذا العمل بلا شك إلى زيادة حدة التوتر في شوارع بريطانيا"، داعياً جميع جالياتنا المسلمة وغير المسلمة إلى "العمل معاً في إطار تضامني ضد قوى الكراهية".
وحثّ المجلس الإسلامي البريطاني المسلمين على "توخي أقصى درجات اليقظة"، داعياً الشرطة والسلطات إلى" تهدئة التوترات الناجمة عن قتل الجندي حيث قام المنفذون المسلحون بالسكاكين فقط بقطع رأس الجندي بعد قتله في أحد شوارع جنوب شرق العاصمة لندن.
وإثر الحادث قطع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون زيارة عمل لباريس وقال في حديث مع الصحافييين إن "هناك إشارات قوية على أن الحادث يمكن أن يكون عملاً إرهابياً".
من ناحيتها أكدت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي وقوع الهجوم مساء الأربعاء 22 مايو/أيار، وقالت إنه "عمل إرهابي"، واصفة إياه بأنه "هجوم بربري ومقزز".
وأشارت ماي إلى أن عناصر الشرطة البريطانية لاحقت المنفذين وأطلقت النار بإتجاههم، حيث تم إصابة إثنين فقط برصاص الشرطة، إلا أن إحتمالات أن يكون هناك شركاء آخرين لهم في الهجوم أمر وارد.
ونقلت وسائل الإعلام المحلية في لندن عن شاهد عيان في منطقة "ويليش" ، وقف على الحادث ، قوله إنه شاهد شخصين لهما ملامح أفريقية يسيران في الشارع بطريقة تثير الإستغراب، ومن ثم تبين أن بحوزتهما سكاكين قاموا بتنفيذ الهجوم بواسطتها على احد الاسخاص ، ومن ثم قامت الشرطة بإطلاق النار بإتجاههم.
ويأتي الهجوم الذي إستهدف جندياً بريطانياً في أحد شوارع لندن في الوقت الذي تشهد فيه البلاد جدلاً واسعاً بشأن المهام التي يقوم بها الجيش البريطاني في أفغانستان، كما أنه يأتي بعد أسابيع من اكتشاف خلية مسلحة تضم عدداً من الإسلاميين المتشددين قالت أجهزة الأمن البريطانية إنها كانت تستهدف مواقع عسكرية ومسؤولين في الجيش البريطاني.
كما يأتي الهجوم في نفس اليوم الذي أصدرت فيه الحكومة البريطانية موافقتها على إصدار 600 تأشيرة لمترجمين أفغان سبق أن عملوا مع الجيش البريطاني داخل أفغانستان، ويقولون إن بقاءهم هناك بعد انسحاب الجيش البريطاني سيعني أن حياتهم مهددة.
وفي سياق متصل ألقت الشرطة البريطانية القبض على رجلين إثر هجمات منفصلة على مساجد بعد ساعات من مقتل جندي بريطاني في هجوم يشتبه أنه "إرهابي" جنوب شرقي لندن.
وأفادت تقارير باحتجاز رجل في الثالثة والأربعين مساء الأربعاء يشتبه في محاولته إشعال حريق بعد اتجاهه إلى مسجد حاملا سكينا في مدينة برينتري في مقاطعة إسيكس،في شمال شرق لندن.
كما إعتقلت الشرطة رجلا آخر في بلدة غيلينغهام للإشتباه في ضلوعه بعمل إجرامي تدميري عندما تجمع نحو 250 من أنصار رابطة الدفاع الإنكليزية المناهضة للمسلمين في وولتش وإشتبكوا مع الشرطة.
وقتل الجندي البريطاني قرب ثكنات للجيش في لندن في الاعتداء الذي استخدم فيه ساطور، في حين أصيب شخصان برصاص الشرطة.
وظهر أحد المهاجمين في لقطة بثت على محطة تلفزيون اي تي في البريطانية وهو يحمل ساطورا ملطخا بالدم ويردد "نقسم بالله العظيم أننا لن نتوقف عن محاربتكم. السبب الوحيد الذي دفعنا لفعل هذا هو أن المسلمين يموتون كل يوم."
من ناحيته حذر وزير الداخلية البريطاني السابق اللورد جون ريد من "التلاعب بأجندة" منفذي الهجوم.
واستطرد قائلا "الحد الفاصل ليس بين الإسلام وغير الإسلام، بل بين الإرهابيين وكل ما سواهم."
أرسل تعليقك