محامو المعتقلين العراقيين يُطالبون بإجراء تحقيق مستقل في انتهاكات الجيش
آخر تحديث GMT06:40:00
 العرب اليوم -

وسط نفي وزارة الدفاع البريطانية بوجود أي دليل منهجي على إدانتهم

محامو المعتقلين العراقيين يُطالبون بإجراء تحقيق مستقل في انتهاكات الجيش

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - محامو المعتقلين العراقيين يُطالبون بإجراء تحقيق مستقل في انتهاكات الجيش

معتقل عراقي في سجن المعاقل في البصرة عام 2004

 لندن ـ سليم كرم طالب فريق المحامين الممثل لمئات المعتقلين العراقيين السابقين، الثلاثاء من المحكمة العليا البريطانية، بـ "إجراء تحقيق عام وعلني بشأن المزاعم بشأن ارتكاب القوات البريطانية في العراق انتهاكات منهجية ومنظمة على نطاق واسع ضد المعتقلين من خلال التورط في أعمال وحشية مروعة وانتهاكات وترهيب". وقال فريق المحاماة المدافع عن عدد من العراقيين الذين سبق للجيش البريطاني اعتقالهم في العراق إن "اللجوء للقضاء وإجراء تحقيق، هو السبيل الوحيد لمنع الانتهاكات المنهجية المنظمة وأساليب التعذيب الوحشية في المستقبل".
وكان يشكو ما يزيد عن ألف سجين عراقي سابق من أنهم تعرضوا لإساءة المعاملة بصورة قاسية، بعد أن اعتقلتهم القوات البريطانية خلال فترة احتلالها لجنوب شرق البلاد على مدى خمس سنوات، بينما يقول آخرون من بينهم نساء وأطفال إنهم "تعرضوا لانتهاكات أثناء وجود ذويهم وأقاربهم من الرجال داخل المعتقلات البريطانية".
ويقول المحامي مايكل فوردهام إنه "آن الأوان لضرورة إجراء تحقيق عام في هذه القضايا الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات البريطانية في العراق خلال الفترة من العام 2003 وحتى 2008".
وأضاف فوردهام أن "الانتهاكات كانت منهجية ومنتظمة، وتشكل جزءًا من ثقافة وتدريبات القوات البريطانية"، وأكد أن "إجراء تحقيق عام ومستقل، هو السبيل الوحيد، ليس فقط لتحديد من هو المسؤول عن تلك الانتهاكات، وإنما هو أيضًا السبيل للحيلولة من دون تكرار ذلك في المستقبل".
وقال إن "الدولة في بريطانيا يمكن أن تخل بالتزاماتها تجاه حقوق الإنسان، إذا لم تقم بوضع أنظمة واتخاذ إجراءات لمنع تكرار ذلك في المستقبل".
يذكر أن هذا الصراع القضائي قد امتد لأكثر من ثلاث سنوات بين فريق المحامين المدافع عن المعتقلين العراقيين وبين وزارة الدفاع البريطانية التي تحاول تجنب إجراء تحقيق عام في تلك القضايا.
وتنفي وزارة الدفاع البريطانية "وجود أي دليل على أن هذه الانتهاكات كانت منهجية"  وتؤكد أن "لجنة التحقيق التي سبق تشكيلها والمعروفة باسم هيئة المزاعم التاريخية في العراق، قادرة على كشف حقيقة ما حدث داخل معتقلاتها في العراق".
وقال متحدث باسم الوزارة إن "إجراء تحقيق عام سابق لآوانه، وغير مناسب، وسيستغرق وقتًا أطول مما استغرقته لجنة المزاعم التاريخية". وأضاف أن "الوزارة تنظر إلى الانتهاكات بجدية، وهو ما دفعها لتشكيل تلك اللجنة".
يذكر أن الكثير من الدعاوى الفردية التي حققت فيها لجنة المزاعم التاريخية، قد انتهت بسداد مبالغ تعويض. وخلال كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلنت الوزارة أنها "دفعت ما يقرب من 14 مليون جنيه لتسوية 205 دعاوى، إضافة إلى سداد 1.1 مليون جنيه إلى 22 مدعيًا آخر خلال الأسابيع الماضية". ويتم الآن التفاوض مع 180 آخرين من المعتقلين السابقين حول مبالغ التعويض. وهناك ما يقرب من 700 حالة أخرى في الطريق.
إلا أن فورد هام قال أمام المحكمة إن "لجنة الوزارة لم تكشف عن الأسلوب المنهجي المنتظم للانتهاكات"، كما اعترض المحامون كذلك على أن "اللجنة كانت تضم ضباطًا من الشرطة العسكرية الذين يخضعون لإدارة كبار المسؤولين في وزارة الدفاع، وهو ما يتنافى مع قواعد الحيدة".
وتركز معظم الادعاءات في تلك القضايا على عمل فريق استجواب القوات المشتركة الذي يكتنفه الغموض، والذي يعمل تحت إدارة ثلاثة أفرع من الأجهزة العاملة في مركز الاعتقال القريب من البصرة، والذي سبق وأن تم وصفه في إحدى المحاكم البريطانية بأنه "سجن أبو غريب البريطاني".
وتشير تسجيلات فيديو إلى "أساليب الاستجواب التي عانى منها المعتقلون والتهديدات بالقتل والحرمان الحسي والحرمان من النوم والتجويع". وكان أحد حرس فريق الاستجواب قد أكد لصحيفة "الغارديان البريطانية" بأن "هذه الانتهاكات كانت تتم بصورة روتينية واعتيادية". وقد استمعت المحكمة إلى تسجيلات تكشف عن تلقي الحرس في السجن أوامر لإيقاظ المعتقلين كل 15 دقيقة، وهو الأسلوب المعروف باسم عملية اليقظة التامة.
كما تشير الادعاءات إلى "تعرض المعتقلين هناك للضرب والركوع على الركبة في أوضاع مؤلمة، واحتجازهم في زنزانة صغيرة لا تزيد مساحتها عن متر، كما تعرض البعض لصدمات كهربائية، بينما عانى البعض الآخر من إهانات جنسية على يد جنديات بريطانيات".
وكانت صحيفة الغارديان خلال العام 2010 قد كشفت في تقرير لها عن أن "هذا الفريق  كان يتدرب سرًا مع غيره من أفراد الجيش البريطاني بشأن أساليب الاستجواب المهينة والمسببة للإرباك والحيرة والإنهاك والقلق والخوف، من خلال برنامج تدريبي يعلم المتدربين على الاستعانة بأساليب التهديد والحرمان الحسي والإرغام على التعري وإبقائهم عراة كلما رفضوا الانصياع إلى أوامر المستجوبين، وذلك على نحو يمثل انتهاكًا واضحًا لاتفاقيات جنيف".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محامو المعتقلين العراقيين يُطالبون بإجراء تحقيق مستقل في انتهاكات الجيش محامو المعتقلين العراقيين يُطالبون بإجراء تحقيق مستقل في انتهاكات الجيش



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 العرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 03:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا
 العرب اليوم - زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab