أفراد شرطة أفغان أمام مدخل قيادة الشرطة في كابول
كابول - أعظم خان
أطلقت شرطية أفغانية النار على مستشار عسكري أميركي فأردته قتيلاً داخل مجمع قيادة الشرطة في العاصمة الأفغانية كابول، فيما وصف بأنه أول هجوم على الأجانب في أفغانستان تشنه امرأة تعمل في قوات الأمن الأفغانية، فيما شهدت أفغانستان هذا العام حتى الآن 46 حادث إطلاق نيران على الأجانب، أسفرت عن
مقتل ما يزيد على 60 جنديًا ومستشارًا مدنيًا.
وقال نائب رئيس الشرطة الإقليمية في كابول داود أمين، الاثنين "إن الشرطية الأفغانية أطلقت نيران مسدسها في العاشرة من صباح الإثنين، على مستشار أميركي فأصابته إصابة بالغة، تم نقله على أثرها إلى المستشفى، حيث وافته المنية هناك".
وقامت الشرطة بإلقاء القبض على المرأة الشرطية، وبدأت التحقيق معها على الفور. يأتي هذه الحادث ضمن سلسلة من الهجمات التي تعرضت إليها القوات الأجنبية داخل أفغانستان، على يد أفراد من الشرطة والجيش الأفغانيين.
وتقول صحيفة "غارديان" البريطانية: إن الجماعات المتمردة في أفغانستان تقوم بتجنيد عدد قليل جدًا من النساء في صفوفها في بلد يهيمن عليه الرجال والتقاليد الشديدة التحفظ. وتتجهه أصابع الاتهام في هذا الشأن إلى حركة "طالبان"، على الرغم من أن الحركة لم تدعِ بعدُ مسؤوليتها عن الحادث.
وكان المستشار الأميركي الذي لم يذكر اسمه، يعمل ضمن المهمة يقودها حلف "الناتو" في أفغانستان. وقد أكدت قيادة "الناتو" الخبر، ولكنها رفضت التعليق أو الإدلاء بأي تفاصيل عن جنسيته، أو الدور الذي كان يقوم به.
يذكر أن أفغانستان شهدت هذا العام حتى الآن 46 حادث إطلاق نيران على الأجانب، أسفرت عن مقتل ما يزيد على 60 جنديًا ومستشارًا مدنيًا، وذلك مقارنة بالعام 2011 الذي شهد مقتل 35 فردًا في حوادث مشابهة. ويشكل هؤلاء سدس الخسائر البشرية التي تكبدها حلف "الناتو" في أفغانستان. ومن شأن هذه المخاطر أن تقوض أركان مهمة قوات التحالف في الوقت الذي تعتزم فيه تحويل مهامها إلى مهام تدريبية في البلاد.
ومع ذلك، فإن المثير للدهشة والذي لم يحدث من قبل هو قيام امرأة برفع مسدس وأن تطلق نيرانه داخل مقر قيادة الشرطة في العاصمة. يذكر أن مطلع هذا العام شهد مقتل اثنين من الضباط داخل وزارة الداخلية الأفغانية.
ونسبت وكالة رويتر إلى مصدر في وزارة الداخلية في قسم رعاية شؤون النساء قوله إن المرأة بعد الحادث أصابتها حالة اضطراب ودخلت في نوبة بكاء. وقال أيضًا إنها كانت تبكي وتردد عبارة "ما هذا الذي فعلته".
ويعلق قادة الناتو بأفغانستان على مثل هذه الحوادث بقولهم إن مثل هؤلاء لا يمثلون سوى نسبة ضئيلة من قوات الأمن الأفغانية التي يزيد قوامها الآن على 300 ألف فرد، وإن مثل هذه الهجمات ربما ترجع لأسباب شخصية أو ضغائن، وليس لأسباب أيديولوجية أو عقائدية.
وفي محاولة للحد من هذه الظاهرة المتنامية، يقوم الآن عملاء للاستخبارات بتحريات سرية في الكثير من وحدات الجيش الأفغاني لهدف التعرف على المتعاطفين مع الجماعات المتمردة، كما تقوم قوات "الناتو" بإنشاء نظام أطلقت عليه اسم "الملاك الحارس"، حيث يقوم جنود بحراسة زملائهم الجنود أثناء وجودهم مع القوات الأفغانية.
أرسل تعليقك