مجهولون يشتبكون قوات الجيش العراقي في الفلوجة
بغداد ـ جعفر النصراوي
أفاد مصدر في قيادة شرطة محافظة الأنبار، السبت، أن مجموعة مسلحة سيطرت على موقع عسكري تابع للجيش العراقي شمال الفلوجة بعد مهاجمته بالقاذفات، وقال المصدر لـ"العرب اليوم" إن "مجموعة هاجمت قرابة الساعة السادسه والنصف من مساء السبت حسب التوقيت المحلي، موقعًا للجيش
العراقي في منطقة (السكة) شمال مدينة الفلوجة وتمكنت من السيطرة عليه بعد استهدافه بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "عددًا من الجنود شوهدوا وهو يفرون من الموقع أثناء تعرضه للهجوم"، مبينا أنه "لم يعرف لحد الآن عدد الجنود الذين كانوا في الموقع وما إذا سقط منه أحدا من جراء الهجوم".
وفي وقت لاحق قال مصدر في قيادة شرطة محافظة الأنبار السبت، بأن قوة أمنية اعتقلت أربعة مسلحين كانوا ينقلون اسلحة ثقيلة بسيارة مدنية، شمال الفلوجة (62 كيلومتر غرب بغداد)، وقال المصدر لـ"العرب اليوم" إن "قوة من الشرطة اعتقلت مساء السبت أربعة مسلحين يستقلون سيارة مدنية لدى مرورهم بنقطة تفتيش على طريق شارع الثرثار شمال الفلوجة"، مبينا أن "المسلحين كانوا ينقلون قاذفات (أر بي جي سفن) وعبوات لاصقة وأسلحة رشاشة نوع (بي كي سي)".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "القوة نقلت المعتقلين إلى مركز أمني للتحقيق معهم"، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وأشار المصدر كذلك إلى اختطاف ثلاثة جنود على يد مسلحين مجهولين في الطريق الدولي شرقي الفلوجة، وذلك بعد نحو ساعتين من قيام مسحلين بقتل جندي في برج للمراقبة شمال المدينة وإحراق جثته.
وبين المصدر إن "مسلحين مجهولين يستقلون مركبه حديثه اعترضوا سيارة تقل ثلاثة من عناصر الفرقة الأولى من الجيش العراقي متوجهين إلى منازلهم على الطريق الدولي وأجبروهم على الترجل منها تحت تهديد السلاح"، مبينًا أن المسلحين اقتادوا الجنود إلى جهة مجهولة"، مضيفا أن عملية الإختطاف وقعت على بعد نحو كيلومتر عن نقطة تفتيش تابعة للشرطة من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وأثارت حادثة الفلوجة ردود فعل وشجب من قبل العديد من الأطراف السياسية، إذ استنكر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر "الاعتداء المسلح" على المتظاهرين في قضاء الفلوجة، فيما دعا إلى ضبط النفس والحفاظ على سلمية التظاهرات.
واتهم رجل الدين السني البارز الشيخ عبد الملك السعدي رئيس الحكومة نوري المالكي بمحاولة تحويل التظاهرات السلمية إلى دموية من خلال قتل المتظاهرين، وفي حين دعا المتظاهرين إلى حمل السلاح في حال الدفاع المشروع عن النفس، طالب السياسيين والوزراء والقضاة بالانسحاب من العملية السياسية.
كماا دانت رئاسة إقليم كردستان "بشدة" الإجراءات العسكرية ضد المتظاهرين في الفلوجة وقمعهم"، وأكدت أن "ذلك يعد خرقا صارخا للدستور، وأعلنت جبهة الحوار الوطني التي يتزعمها نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك، انسحابها من الانتخابات المقبلة، احتجاجا على الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون في الفلوجة أمس الجمعة، مطالبة بـتسليم المتورطين إلى القضاء ومحاكمتهم في الأنبار، داعية القائمة العراقية إلى الانسحاب الكامل من الحكومة عدم جدية الاستجابة لمطاليب المتظاهرين.
كان سكان مدينة الفلوجة، قد شيعوا السبت، جثامين 6 متظاهرين قُتلوا في اشتباك مع القوات العراقية، الجمعة، وسط حالة من الإحتقان والتوتر الأمني، بعد أسابيع من تظاهرات غاضبة مناهضة لحكومة نوري المالكي، فيما أكدت خلية الأزمة العامة التابعة للحكومة، سقوط 11 من أفراد القوات الأمنية العراقية بين قتيل وجريح في الأحداث التي شهدتها الفلوجة، وذلك بالتزامن مع إعلان محافظة الأنبار أن القوات الأمنية ستفرض حظرًا للتجوّل ليلاً في الفلوجة.
وقالت خلية الأزمة العامة، في بيان صدر عنها مساء الجمعة وتلقى "العرب اليوم" نسخة منه، عقب اجتماع عقدته لمناقشة الأحداث التي وقعت في الفلوجة، إنه "تم الاتفاق على التشديد على القوات الأمنية بضرورة التمسك برباطة الجأش وعدم الإنجرار للمخطط الطائفي ومنعه من تحقيق أهدافه في استدراج القوات الأمنية لمواجهات مسلحة وتفجير الوضع الأمني".
وأكَّدت الخلية مقتل 3 وإصابة ثمانية من عناصر القوات الأمنية المرابطين في شوارع المدينة لحماية المتظاهرين"، مبيِّنة أنه "تم استهدافهم بالقاذفات والرمانات اليدوية ما دفع أفراد السيطرة للرد والدفاع عن أنفسهم وإصابة بعض المهاجمين ما أثار موجة من الرعب والإستنكار عند المتظاهرين، وأن المتظاهرين ما خرجوا للإصطدام بأبنائهم من القوات المسلحة بقدر ما خرجوا ليعبروا عن مطالب تعنيهم، وفق حق التظاهر المشروع المعبر عن طلبات المواطنين"، مشيرة إلى أن "القوات الأمنية تؤكد التزامها بقرار الحكومة في حماية المتظاهرين ومنع تسلل المجموعات الإرهابية داخل المدينة خشية العودة إلى الأيام السوداء التي سيطر الإرهاب فيها على المدينة وأذاقها المر والهوان".
وطالبت خلية الأزمة "الأجهزة الأمنية كافة بضرورة التعامل الحَسَن مع المتظاهرين وضبط النفس وحماية المتظاهرين، ودعت أبناء العراق كافة بتفويت الفرصة على المجموعات الإرهابية وأصحاب النوايا السيئة الذين يريدون استغلال المظاهرات لصالح مخططاتهم العدوانية"، موصية بـ"ضرورة متابعة اللجنة التحقيقية المشكلة لتحديد المقصرين ومعاقبتهم وفق القانون من أي جهة كانت".
يذكر أنَّ خلية الأزمة العامة المكونة من ممثيلن عن وزارات الداخلية والدفاع والأمن الوطني والصحة العراقية قد شكلت من قبل الحكومة العراقية، الجمعة، بتوجيه من رئيس الحكومة نوري المالكي عقب الاشتباكات التي شهدتها مدينة الفلوجة.
من جهته، أعلن محافظ الأنبار قاسم الفهداوي، أنَّه تم الاتفاق مع الحكومة العراقية على سحب قوات الجيش من ساحات الاعتصام في المحافظة خلال 24 ساعة واستبدالها بقوات الشرطة الاتحادية التي ستوكل لها مهام تأمين الاعتصامات وذلك على خلفية الصدامات الدموية التي وقعت في الفلوجة بين المتظاهرين والجيش.
وقال الفهداوي لـ"العرب اليوم" إنَّه "تم الاتفاق مع الحكومة العراقية على سحب قوات الجيش من ساحات الاعتصام في المحافظة خلال 24 ساعة واستبدالها بقوات الشرطة الاتحادية التي ستوكل لها مهام تأمين الاعتصامات"، مبينًا أن "القطعات العسكرية ستبدأ بالانسحاب في أسرع وقت ممكن".
وأضاف الفهداوي أنَّ القوات الأمنية ستقوم بفرض حظرًا للتجوال في مدينة الفلوجة اعتبارًا من ليل الجمعة حتى إشعار آخر ويبدأ من الساعة الثامنة مساءً وينتهي عند السادسة صباحًا.
وشهدت الفلوجة اشتباكات دموية بين متظاهرين من أبناء المدينة وقوات من الجيش، سقط خلالها قرابة 66 قتيلاً وجريحًا بحسب مصدر طبي في مستشفى الفلوجة العام الذي أكد لـ"العرب اليوم" ، أن "مستشفى الفلوجة العام استقبل حتى الساعة الرابعة من بعد ظهر الجمعه 6 جثث لمتظاهرين قتلوا بعد إصابتهم بطلقات نارية في مناطق حساسة من الجسم إضافة إلى اكثر من ستين شخصا أصيبوا بجروح متفاوتة بالشدة من جراء تعرضهم إلى إطلاق نار مباشر".
وأكد المشرف على ساحة الاعتصام في الفلوجة خالد الجميلي لـ"العرب اليوم"، أن "المتظاهرين تعرضوا إلى الاستفزاز من قبل قوات الجيش الذين دخلوا بعجلاتهم إلى داخل الساحة لتشتيت المعتصمين"، مضيفًا أن "المتظاهرين قاموا برمي الحجارة على الجيش، الذي رد بإطلاق النار عشوائيًا على المتظاهرين".
وتعد مواجهات الفلوجة تصعيدًا بارزًا في مسار الاعتصامات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهر، وكانت مواجهات طفيفة سجلت بين المتظاهرين وقوى الأمن العراقية خصوصا في مدينة الموصل وآخرها أمس الخميس وأدت إلى إصابة أربعة متظاهرين بهراوات ونيران الشرطة الاتحادية التي حاولت تفريقهم من ساحة الأحرار بعدما تجمعوا لإحياء ذكرى المولد النبوي.
من جهتها، أعلنت السلطات العراقية أن "الاشتباكات اندلعت الجمعة في الفلوجة، وهي مدينة تقطنها غالبية سنية على بعد 50 كيلومترا شمال العاصمة بغداد، حين ألقى الجيش القبض على ثلاثة محتجين، واشتبك مع متظاهرين يلقون الحجارة ويحاولون قطع طريق رئيسي، فيما قررت السلطات منع إقامة الصلاة الموحدة في محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى، وقامت بمصادرة خيام المعتصمين، وأعادت قوات الشرطة في مدينة الرمادي فتح الطريق المؤدي إلى ساحة الاعتصام بعدما قامت بإغلاقها صباح الجمعة.
وشارك عدد من نواب "ائتلاف العراقية" ورئيس مجلس محافظة الأنبار، إلى جانب الآلاف من المحتجين، في جمعة "لا تراجع" في الفلوجة، في حين شارك عشرات الآلاف في صلاة الجمعة، وسط توتر أمني شديد، دفع خطيب الجمعة إلى حث المصلين على عدم الصدام مع الأمن، في الوقت الذي احتشد فيه الآلاف من أهالي محافظة الأنبار ومحافظات عراقية أخرى في ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي، للمشاركة في المسيرة السلمية التي دعت إليها اللجان المنظمة للتظاهرات لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث رفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها "لن نرحل حتى ترحل"، في رسالة إلى حكومة المالكي، كما أكد المعتصمون أنهم باقون في ساحاتهم حتى تنفّذ الحكومة مطالبهم كافة.
أرسل تعليقك