القيادي السعودي البارز في تنظيم القاعدة في اليمن سعيد الشهري
صنعاء ـ علي ربيع
أعلنت مصادر سعودية، الثلاثاء، مقتل القيادي السعودي البارز في تنظيم"القاعدة" في اليمن، سعيد الشهري، نقلاً عن معلومات تسربت من محيط أسرته، في حين لم تتوفر أي معلومات من المصادر اليمنية تؤكد خبر الشهري الذي يعد الرجل الثاني في التنظيم في اليمن، بعد زعيمه اليمني ناصر الوحيشي،
ونقلت قناة العربية الإخبارية، معلومات من عائلة الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" بجزيرة العرب سعيد الشهري تفيد أنه توفي متأثرًا بجراحه في اليمن، وأشارت القناة نقلاً عن مراسلها في الرياض، إلى تفاصيل سربت من محيط عائلة الشهري تؤكد أنه "أصيب في الأسبوع الثاني من شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي ضمن عمليات كانت تقوم بها قوات يمنية وأميركية تستهدف تنظيم القاعدة"،وأضافت أن الشهري قتل مع سعودي آخر ويمني، "حيث أصيب بإصابات بالغة أدت إلى دخوله غيبوبة، حتى توفي متأثرًا بجروحه ودفن باليمن".
وفيما لم تؤكد المصادر اليمنية هذا الخبر عن مقتل الشهري، يعتقد أنه أصيب في غارة جوية استهدفت منطقة وادي آل أبو جبارة في مديرية كتاف التابعة لمحافظة صعدة(شمال اليمن) في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بمعية سعودي آخر ويمني، كانوا في مهمة لاستلام أموال أرسلتها خلايا التنظيم في السعودية لتمويل عمليات قياداته في اليمن، وذلك في أعقاب آخر ظهور صوتي له في الشهر نفسه، نفى خلاله أنباء مقتله في غارة جوية لطائرة من دون طيار كانت استهدفته في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وكان"العرب" اليوم" قد نشر خبرًا في أعقاب تلك الغارة التي استهدفت صعدة، معتمدًا على مصادر مقربة من "القاعدة" ألمحت عن مسقط قيادي كبير في التنظيم يحمل الجنسية السعودية، في إشارة منها إلى سعيد الشهري نفسه، أو إلى مواطنه خبير المتفجرات المطلوب أميركيًا إبراهيم عسيري، وفيما تحفظت تلك المصادر نفسها، على تفاصيل الموضوع، قالت لـ"العرب اليوم" "إن التنظيم، سيكشف قريبًا، في بيان له وبشكل رسمي، على حد تعبيرها، عن اسم القيادي الذي قتل في الغارة الأميركية، التي كانت استهدفت منزلاً في وادي آل أبو جبارة، في محافظة صعدة".
كما أكدت من جهتها، مصادر الجيش اليمني، حينها أن الغارة السالفة الذكر، "قتلت 3 من "القاعدة" بينهم سعوديان، وأصابت قياديًا رابعًا في التنظيم يمني الجنسية يدعى عمر صالح باتيس" دون أن تكشف عن هويات السعوديين، مشيرةً بحسب مصادرها، إلى أن القتلى كانوا في اجتماع هدفه استلام أموال، يعتقد أنها سعودية، بغية تمويل أنشطة التنظيم في اليمن".
وهو ما يرجح مقتل الشهري خلال تلك الغارة، إن كان قد تأكد مقتله بالفعل، بخلاف رواية"قناة العربية"، التي يبدو أن مصادرها تأكدت من خبر مقتل الشهري من محيط أسرته في السعودية، بناء على تسريبات التنظيم لأقارب الشهري، لكن دون يقين حول تاريخ إصابته أو مقتله".
و يعد الشهري الملقب بـ "أبي سفيان الأزدي" الرجل الثاني لتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" الناتج عن اندماج جناحي التنظيم في اليمن والسعودية عام 2009، كما يعتبر من أهم المطلوبين للسلطات اليمنية والسعودية والأميركية، وسبق أن أُعلنت السلطات اليمنية في شباط/ فبرايرمن العام 2011 مقتله مع آخرين في انفجار معمل للمتفجرات كانوا يعملون على تركيبها في محافظة أبين جنوب اليمن، ولكنه ظهر مرة أخرى في عدة تسجيلات، بثها التنظيم على مواقع جهادية على شبكة الانترنت.
وفي حين يقترب عمره من سن الأربعبن، يلقب الشهري نفسه بـ "أبي سفيان الأزدي الشهري، و يشتبه بضلوعه بالتفجيرات الانتحارية التي استهدفت السفارة الأميركية في العاصمة صنعاء في شهر أيلول/ سبتمبر 2008، كما كان سجيناَ في معتقل جونتانامو، وأُعيد إلى السعودية في عام 2007، وخضع لبرنامج تأهيل في مركز الأمير محمد بن نايف المخصَّص للجهاديين السابقين في السعودية،وعقب الانتهاء من برنامج إعادة التأهيل الذي كان يخضع له، اختفى من منزله وعلم فيما بعد أنه سافر إلى اليمن للالتحاق بـ"القاعدة".
وضمته السلطات السعودية إلى قائمة المطلوبين الأمنيين بعد تسلله إلى اليمن وانضمامه لصفوف تنظيم "القاعدة"، وقيامه بالتهديد المباشر بأعمال إرهابية وعمليات اغتيال لمسؤولين ورجال أمن في المملكة، حيث أصبح المطلوب رقم 31 على قائمة الـ85 التي كانت أعلنتها الداخلية السعودية، فيما كانت المطلوبة أمنيًا هيلة القصير التي تم القبض عليها في السعودية 2010، إحدى زوجتيه، إلى جانب وفاء الشهري.
وكان تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب، الذي يتخذ من اليمن مقرًا له، قد أعلن في أيار/مايو 2009 هروب زوجة سعيد الشهري، إلى اليمن بطريقة غير مشروعة، وذلك لانضمامها إليه في اليمن،وأوضحت حينها مجلة "صدى الملاحم" التي يشرف عليها زعيم التنظيم في اليمن ناصر الوحيشي المكنى بـ"أبي بصير"، أن زوجة المطلوب سعيد الشهري، وصلت إلى اليمن برفقة طفلين من أزواجها السابقين.
أرسل تعليقك