رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل
القاهرة ـ أكرم علي/ محمد مصطفى
قال ، أنه أثناء تفقده فجر السبت لمنطقة قصر الاتحادية وميدان التحرير والمنطقة المحيطة "تصدَّى لنا مجموعة من الصبية والمشاغبين والخارجين على القانون الذين استقرُّوا في الميدان في الوقت الذي خلا من أي قوى ثورية أو سياسية". وأضاف قنديل في بيان له السبت "آثرت
تفادى الصدام بينهم وبين المسؤولين عن الأمن حرصًا على سلامة المواطنين المتواجدين فى الميدان وعدم إعطاء هذه المجموعة الضالة الذريعة لإحداث المزيد من الضرر الذي أصاب وجه مصر كما حدث الجمعة"
واعتبر قنديل أن "هذا الأمر يعطى صورة واضحة لطبيعة الأفراد الذين يحتلون ميدان التحرير منذ الثورة ونقطة إنطلاقها مما يلقى مسؤولية على كل مواطن شريف شارك بالفعل أو بالقلب في ثورته العظيمة التي وضع فيها كل آماله لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية، ومن ثَم من غير المقبول أن يُسمح لهؤلاء بالاستمرار في التواجد والقفز على ثورة مصر العظيمة متمتعين بغطاء تسبغه عليهم دعوات سياسية في ظاهرها الحق وفي باطنها الباطل".
واختتم قنديل بيانه قائلًا "إنها لحظة فارقة ليتحمل الجميع مسؤوليتهم ويسلكون نهجاً أخر يتناسب مع القيم الجديدة والعظيمة للثورة لتحقيق هدف واحد حتى وإن إختلفت السبل".
وفي سياق متصل قال مساعد الرئيس للشؤون الخارجية والتعاون الدولي عصام الحداد، إن ما حدث في محيط ميدان التحرير وقصر الاتحادية وغير ذلك من أعمال متفرقة في الإسماعيلية والفيوم، واستخدام للمولوتوف والأسلحة النارية، لا يعد تعبيرًا عن مواقف سياسية وإنَّما "أعمالًا إجرامية".
وقال عصام الحداد في بيان صحافي له "إن رئاسة الجمهورية لن تتهاون إزاء أيَّة اعتداءات على الأشخاص أو الممتلكات"
واعتبر أن الشرطة تعاملت مع هذه الأحداث في إطار من ضبط النفس، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية تُحقق في واقعة قيام أفراد من الشرطة بضرب وسحل أحد المواطنين.
وأشار إلى أن مصر على طريق استكمال رحلتها نحو الديمقراطية بإجراء انتخابات مجلس النواب المقررة بعد نحو شهرين.
وقال "إن رئاسة الجمهورية تحث كافة الأطراف بالإدانة الواضحة للعنف واتخاذ خطوات واضحة للحد من الفوضي والجريمة. كما تدعو رئاسة الجمهورية كل المصريين إلى الاستمرار في نهج الديمقراطية كوسيلة لتحقيق تطلعاتهم وإحداث التغيير المنشود".
من جانبه أكد حزب "المؤتمر المصري" برئاسة عمرو موسى السبت، أن أحداث الجمعة تبعث بعدة رسائل مهمة إلى النظام على رأسها احتياج مصر الواضح إلى حكومة وحدة وطنية ذات كفاءة تستطيع إدارة الأمور بشكل أفضل، وضرورة أخذ قضية تعديل الدستور بجدية، والإسراع في تفعيل عناصر وثيقة الأزهر.
وقال الحزب في بيان صحافي "إن أحداث العنف التي جرت الجمعة تتطلب الإقدام الفوري على التحقيق في الأسباب التي أدت إلى استشهاد وإصابة مواطنين في محافظات القناة والقاهرة وغيرهم من المحافظات في الأحداث الأخيرة، بالإضافة إلى المطالب الأخرى المهمة، وعلى رأسها وقف العنف المتصاعد، وتأكيد حياد جهاز الدولة".
وحذر الحزب من أن الوضع الخطير الذي تعيشه مصر الآن بل يمكن أن ينتهي إلى انهيار الدولة واقتصادها ولُحمتها الاجتماعية.
وخيَّم الهدوء صباح السبت من جديد على محيط قصر الاتحادية، وتراجعت قوات الأمن إلى بداية نادي هليوبليس، وتوقفت عن إطلاق القنابل المسيلة للدموع والخرطوش على المتظاهرين، بعد اشتباكات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح السبت.
وأكد شهود عيان لـ "العرب اليوم" أن قوات الحرس الجمهوري فرضت سيطرتها الكاملة على محيط قصر الاتحادية غرب القاهرة وقامت بوضع أسلاك شائكة أمام بواباته لتامينها من أي هجوم من قبل المتظاهرين.
وفي ميدان التحرير خيم الهدوء صباح السبت على أرجاء الميدان، وانخفضت أعداد المتظاهرين، في ظل توقف الاشتباكات في محيط الميدان بين قوات الأمن المركزي والمتظاهرين.
وانتظمت حركة المرور بشكل طبيعي على طريق كورنيش النيل، وأعلى كوبري قصر النيل، عقب توقف الاشتباكات، فيما قام عدد من عمال النظافة بإزالة مخلفات وآثار الاشتباكات بمحيط الميدان لتسهيل سير السيارات.
وانسحبت قوات الأمن من محيط ميدان التحرير واقتصر تواجدها بمحيط السفارة الأميركية والبريطانية في وسط القاهرة.
وأعلن المتحدث الرئاسي ياسر علي، أنه تم القبض على عدد من المتورطين في أعمال العنف أمام قصر الاتحادية، وجار التحقيق عنهم.
وأكد علي في تصريحات صحافية أنه تم تنفيذ غالبية ما تم الاتفاق عليه في الحوار الوطني، خاصة ما تم الاتفاق عليه بشأن قانون الانتخابات، بإحالته كما هو لمجلس الشورى.
ومن جانبه أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة أن إجمالي أعداد المصابين، منذ ظهر الجمعة، ضمن فاعليات "جمعة الخلاص" وحتى صباح السبت، بلغ 102 مصابًا في القاهرة والمحافظات، بالإضافة إلى حالة وفاة واحدة وقعت في الاشتباكات في محيط قصـر الاتحاديـة.
وأضاف في بيان صحافي أن 36 شخصًا خرجوا من المستشفيات بعد تحسن حالتهم، فى حين مـازال يتواجد 66 مصابًا في المستشفيات لتلقي العلاج اللازم لافتًا إلى أن اشتباكات قصر الاتحادية شهدت إصابة 78 شخصًا، تم نقلهم إلى مستشفيات منشية البكري وهليوبوليس وكليوباترا والشرطة في مدينة نصر وعين شمس التخصصي، والدعاء الخاصة والقاهرة التخصصي والتأمين الصحي في مدينة نصر والدمرداش والقوات الجوية، فيما بلغ عدد المصابين في ميدان التحرير 10 تم تحويل 5 منهم إلى مستشفى قصر العيني و3 لمستشفـى الهـلال وحالـة واحـدة لكـل من المنيـرة العـام و أحمـد ماهـر.
كما شهدت محافظة كفر الشيخ وتحديدًا أمام ديوان المحافظة إصابة 13 تم علاج 12 منهم في مستشفـى العبـور في كفـر الشيـخ، وحالـة واحـدة تـم تحويلهـا إلى مستشفـى الرمـد، بينما لم تشهد محافظـة بورسعيـد سوى حالة إصابة واحدة تحـت العلاج والملاحظة في المستشفـى الأميـري.
وفى سياق متصل توافد عدد من أقارب وزملاء الشهيد محمد حسين القرني، الذي لقى مصرعه أمس الجمعة في محيط قصر الاتحادية، على مشرحة منطقة زينهم استعدادا لتشريح الجثة.
وحمَّل أقارب الشهيد، المسؤولية كاملة للرئيس محمد مرسي، عن وفاة الشهيد، مضيفين أن الرئيس محمد مرسي توعد للمتظاهرين بأقصى درجات القمع في خطابه، وكذلك وزير الداخلية وقواته لتعاملهم العنيف مع المتظاهرين.
في الوقت ذاته أعلنت صفحة الشرطة المصرية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، رفضها التام لما حدث من أحد أفراد الأمن المركزي، تجاه أحد المتظاهرين بعد سحله وتجريده من ملابسه، وأنها تؤكد حساب المخطئ، وحملت الصفحة المسؤولية كاملة لمساعد الوزير للأمن المركزي.
وأضافت الصفحة الرسمية للشرطة المصرية، في بيان لها "نهيب بزملائنا في المظاهرات السيطرة على من يتعرض لضغوط عصبية، أثناء عمله من رجال الشرطة، وذلك لأننا نتعلم من أخطاء الماضى، ولن نكون عصا في أيدي النظام، وما حدث جرم فردى في حق مواطنينا".
وكان رئيس مجلس الوزراء، هشام قنديل قد اعترف أن الحكومة وجميع القوى السياسية، فشلت في استيعاب الشباب، مؤكدًا أن أي حكومة لن تستطيع أن تدير البلاد في ظل هذا المشهد العبثي، مدينًا أحداث الاتحادية الجمعة.
وأضاف قنديل في بيان رسمي أن جميع القوى السياسية عليها أن تتكاتف وتعمل على سحب المتظاهرين السلميين، وإدانة هذا العنف، وإحداث التغيير من خلال الانتخابات المقبلة، وليس عن طريق العنف.
أرسل تعليقك