دمشق ـ نور خوام
نشر مقاتلو "داعش" لقطات مصورة أظهرت مدى الرغد الذي يعيشون فيه في مدينة الرقة السورية، وهم يجلسون على الموائد الضخمة أمام أشهى الأكلات مثل السمك المشوي والأرز
الأبيض والسلطة الخضراء، بينما على الجانب الآخر هناك صور نشرها ناشط مناهض لـ"داعش" تظهر مئات النساء اللواتي يرتدين النقاب والشباب من الصبية خلال ثاني أيام رمضان يصطفون للحصول على الطعام والشراب رغم شدة حرارة الطقس.
ورصدت صور أخرى غريبة تظهر بنادق آلية خاصة بالمقاتلين وقد تم وضعها على السجادة بجوار الأطباق الفضية التي تمتلئ بالفاكهة الطازجة والسكاكين اللامعة المغلفة في فوط السفرة الأنيقة.
وتأتي الصور لتتناقض مع الحملة الترويجية لـ"داعش" التي ظهرت فيها المحال التجارية والأسواق وهي تمتلئ بالطعام الطازج، وإلى جانب صور الهمجية وقطع الرؤوس فإن تنظيم "داعش" يفتخر في كثير من الأحيان بتقديم الإعالة الكاملة للمواطنين ممن يعيشون تحت مظلة حكمهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما ينشر صورًا لتمهيده الطرق وإصلاح اللافتات في محاولة لتصوير أن بإمكانهم رعاية عدد هائل من السكان.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر صور تكشف عن الوضع في مدينة الرقة المكلومة التي أنهكتها الحرب، وقد وقف السكان يصطفون للحصول على الطعام والشراب، حيث نشرت في شهر نيسان/أبريل صورًا مماثلة فيما كان تعليق أحد مؤسسي "داعش" على الطابور بأن هذه هي دولة تنظيم "داعش".
وتمتد الأوضاع المتردية لهؤلاء المحظوظين ممن لهم بيوتًا بحيث يقضون حياتهم في الظلام والبرد لساعات بحسب ما يصف أبو إبراهيم الرقاوي، فالمدينة تعاني من عجز في الكهرباء بحيث ينقطع التيار الكهربائي لمده 21 ساعة في اليوم.
وبينما يعاني سكان المدينة السورية بسبب هذه الأوضاع الصعبة، فقد حاول الأسبوع الماضي أحد حراس الأمن السابقين لدى "موريسونز" يدعى عمر حسين، والذي غادر بريطانيا للانضمام إلى "داعش" في سورية، استقطاب النساء بتقديم وعودًا بمنح مزايا ومكافآت نقدية وتنقلات بواسطة الحافلات بسعر بخس، إضافة إلى حمايتهم من الغارات الجوية.
وأوضح حسين أن الصورة المأخوذة عن المدينة بأن هناك جثثًا متناثرة في الشوارع وتفجيرات تحدث كل يوم لا صحة لها، ولكن شهود عيان أكدوا أن هناك عمليات إعدام بشعة أمام يتبناها "داعش" يقوم خلالها بقطع الرؤوس والصلب وإلقاء الأشخاص من أعلى أسطح المباني.
أرسل تعليقك