اثار الدمار الذي خلفه الصراع في سورية
دمشق ـ جورج الشامي
قتل 86 سورياً، الخميس، في حين أكّد الثوار وصولهم لأسوار مدينة دمشق، تزامناً مع قصف عنيف على حمص، وسقوط صاروخ سكود في الرقة، فيما أكد رئيس هيئة أركان الجيش "الحر" اللواء سليم إدريس حاجة الثوار إلى صواريخ مضادة للطائرات وأسلحة وذخيرة، وأعلن الائتلاف المعارض عن نيته تشكيل حكومة مؤقتة الثلاثاء
المقبل، هذا و دعت "منظمة أطباء بلا حدود" الحكومة إلى السماح بدخول إمدادات طبية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والكف عما قالت إنه هجمات على المستشفيات والأطباء.
أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط 86 سورياً الخميس، وأكد الثوار السوريون أنهم حققوا اختراقًا جديدًا بوصول عملياتهم إلى محاذاة أسوار دمشق القديمة، وبث ناشطون صورًا قالوا "إنها لتدمير حاجز عسكري وعربة مدرعة قرب مجمع الثامن من آذار في منطقة الشيخ رسلان والتي تقع بين بابي السلام والباب الشرقي لدمشق القديمة.
فيما واصلت القوات النظامية السورية هجومها بالطائرات والصواريخ البالستية على محافظة الرقة بعد سيطرة كتائب الثوار على معظم أنحائها. وأفاد المركز الإعلامي السوري في ساعات الصباح الأولى بإطلاق صاروخين من طراز سكود من اللواء 155 في القطيفة بريف دمشق باتجاه الشمال السوري، ثم أعلنت لجان التنسيق المحلية أن عشرات الأشخاص قتلوا وجرحوا لدى سقوط أحد الصاروخين على بلدة معدان بريف الرقة.
في حين تواصل القتال في حلب وحمص، حيث أكد ناشطون أن محافظة حمص تتعرض لحملة عسكرية هي الأعنف منذ بدء الثورة قبل سنتين، حيث قصف الطيران الحربي اليوم بصواريخ جو أرض مدينة تلبيسة بريف حمص. وقالت لجان التنسيق المحلية إن القصف استهدف الأحياء السكنية، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات أغلبهم من الأطفال والنساء وتدمير عدد كبير من المباني. كما جددت قوات النظام قصفها على بلدة تير معلة ومنطقة البساتين بريف حمص، وسط اشتباكات بين الجانبين في بلدة الدار الكبيرة بريف المدينة. ووثقت شبكة شام اليوم قصفا كافة أحياء حمص المحاصرة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في محيط حي الخالدية.
كما تحدثت الشبكة عن وقوع اشتباكات في محيط حي الليرمون في حلب، وقالت "إن الطيران الحربي قصف عددا من الأحياء الشرقية في حلب، وإن الجيش الحر تصدى لمحاولة قوات النظام اقتحام بلدة معارة الأرتيق في منطقة جمعية الزهراء".
وفي ريف دمشق، قال المجلس المحلي لمدينة داريا إن قوات النظام تواصل لليوم الخامس عشر بعد المائة إرسال الآليات العسكرية من مطار المزة العسكري إلى داريا لاستعادة السيطرة عليها, وذلك بالتزامن مع تجدد القصف من مدفعية الحرس الجمهوري والدبابات المنتشرة على أطراف المدينة.
وأكدت شبكة شام تواصل القصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على معضمية الشام، كما تحدث ناشطون عن تجدد القصف بقذائف الهاون على بلدة الذيابية.
على الصعيد العسكري أكد رئيس هيئة أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس حاجة الثوار إلى صواريخ مضادة للطائرات وأسلحة وذخيرة، وقال "إن هذه الأسلحة لو توافرت ستستخدم للدفاع عن السكان المدنيين فقط". واعتبر اللواء إدريس أن الحل للأزمة السورية يكمن في رحيل الرئيس بشار الأسد عن البلاد، مشيراً إلى أن 5 ملايين مواطن سوري نازحين داخل الأراضي السورية يعانون أوضاعاً معيشية صعبة، كما أن هناك أكثر من مليون لاجئ سوري في الدول المجاورة.
فيما قال أعضاء في الائتلاف الوطني السوري المعارض الخميس "إن الائتلاف سيجتمع في اسطنبول الثلاثاء لانتخاب رئيس حكومة مؤقتة". و أضاف أعضاء بالائتلاف في عمان "إنه تم اتخاذ القرار بعد أن سحب رئيس الوزراء السابق ترشحه رياض حجاب. وحجاب هو أرفع مسؤول مدني ينشق عن النظام السوري منذ اندلاع الانتفاضة. وكان حجاب المرشح الأبرز لهذا المنصب لكنه واجه معارضة من أعضاء إسلاميين وليبراليين بالائتلاف لصلته السابقة بالنظام الحاكم".
ومن جانبه قال عضو في الائتلاف الوطني السوري "سنجتمع في اسطنبول في 12 و13 من هذا الشهر،توسع المجال للمرشحين منذ أن انسحب حجاب."
وأضاف "إن سحب ترشيح حجاب كان من الأسباب التي أدت إلى تأجيل اجتماع التحالف الذي كان من المقرر أن يعقد السبت".
وقال بيان أصدره مكتب حجاب "إن حجاب أبلغ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري بعد محادثات في القاهرة الشهر الماضي إنه يأسف لعدم تمكنه من المشاركة في الحكومة المؤقتة التي يسعى الائتلاف لتشكيلها".
هذا و أفادت المصادر "إن المجلس الوطني السوري- وهو كتلة كبيرة داخل الائتلاف الذي يضم 71 عضوًا ويخضع بدرجة كبيرة لنفوذ جماعة "الإخوان" المسلمين- اختار 3 مرشحين لمنصب رئيس الحكومة المؤقتة، والمرشحون الثلاثة هم سالم المسلط وهو زعيم قبلي من (شمال شرق سورية) عمل في مراكز أبحاث في الخليج وأسامة القاضي وهو أستاذ اقتصاد تعلم في الولايات المتحدة ويرأس قوة مهام شكلتها المعارضة لوضع خطط للانتعاش الاقتصادي في مرحلة ما بعد الأسد والناشط المعارض المخضرم برهان غليون، وهو أستاذ يحظى باحترام من مدينة حمص ورئيس سابق للمجلس الوطني السوري، وسط أنباء عن اعتذار الأخير عن قيادة الحكومة المزمع تشكيلها".
فيما أعلنت الخارجية الروسية أن دبلوماسيين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وروسيا سيجتمعون لمناقشة الأزمة السورية على هامش محادثات تعقد في لندن اليوم الخميس. كما سيلتقي بوغدانوف بالمبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، لكن الخارجية الروسية لم توضح ما إذا كان الدبلوماسيون الثلاثة سيلتقون معاً.
إنسانياً دعت "منظمة أطباء بلا حدود" الحكومة السورية الخميس إلى السماح بدخول إمدادات طبية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والكف عما قالت "إنه هجمات على المستشفيات والأطباء".
وأضاف المدير العام للمنظمة فيليب ريبيرو في مؤتمر صحافي في دبي "إن كل من يقدم دعما سياسيا للأطراف المتحاربة ينبغي له ألا يستغل عمليات نقل المساعدات الإنسانية في تهريب السلاح اليها.
و تابع "نادينا مرارا باحترام المنشآت الصحية والمباني الصحية، ودعونا الحكومة السورية أيضا إلى مساعدتنا في توصيل المساعدة الطبية إلى الجميع ولم نحصل إلى الآن على أي موافقة على القيام بذلك".
وواصل "إن هجمات القوات الحكومية لا تزال تستهدف العاملين الطبيين والمستشفيات.
و أفاد قائلاً "الآن قد يتعرض طبيب يساعد المواطنين السوريين للاعتقال والتعذيب والقتل". وسئل ريبيرو عما إذا كان يجري تهريب أسلحة إلى سورية مع الإمدادات الطبية فقال "إن أطباء بلا حدود لم تر أي حالة من هذا القبيل"، لكنه أضاف "لن أدهش إذا كان هذا يحدث". وقال إن وظيفته تقتضي منه التأكد من أن الهيئات التي تقدم مساعدات طبية لا تستغل من قبل أي منظمات أخرى لها أهداف سياسية.
وكانت "أطباء بلا حدود" التي تدير ثلاث مستشفيات في شمال سورية قالت في كانون الثاني/ يناير "إن المساعدات الدولية المقدمة إلى سورية لا توزع بشكل متساو حيث تحصل عليها كلها تقريبا المناطق التي تسيطر عليها الحكومة".
وفي سياق متصل تواصل الحملة السعودية لنصرة الشعب السوري في الأردن تقديم المساعدات للاجئين السوريين في مخيم الزعتري (شمال شرق عمّان)، حيث قامت الحملة بتقديم 30 بيتاً جاهزًا "كرفاناً" لمساعدة اللاجئين السوريين في المخيم وتحسين ظروفهم المعيشية وإيوائهم من البرد والمساهمة في التخفيف من معاناتهم. وتعمل الحملة على تقديم المساعدات وإقامة التجهيزات التي تلبي الاحتياجات الأساسية للاجئين السوريين وأسرهم، خاصة مع تردّي أوضاعهم نتيجة موجة البرد وهطول الأمطار وسط التدفق المتواصل للاجئين السوريين إلى الأردن.
أرسل تعليقك