دمار نتيجة القصف السوري على مدن دمشق
دمشق - جورج الشامي
دعت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، الولايات المتحدة والأسرة الدولية إلى "الحذر" بشأن سورية، مشيرة إلى أن أي تدخل عسكري ستكون له "عواقب كارثية" على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيما أرجأت الولايات المتحدة الأميركية اجتماعاً كان مقرراً مع روسيا في" لاهاي" لبحث الأزمة السورية، في وقت بدا
أن واشنطن تعد لضربة عسكرية محتملة إثر التقارير عن استخدام نظام الرئيس بشار الأسد أسلحة كيميائية، الأمر الذي دعا روسيا لإبداء "أسفها" لإرجاء الاجتماع. في المقابل توعدت سورية بالرد على أي هجوم يستهدفها، وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن "بلاده ليس أمامها إلا الدفاع عن نفسها إذا وقع عدوان عليها".
وأعلنت الوزارة الروسية في بيان أن "المحاولات الرامية إلى الالتفاف على مجلس الأمن وإيجاد ذرائع واهية وعارية عن الأساس مرة جديدة من أجل تدخل عسكري في المنطقة ستولد معاناة جديدة في سوريا وستكون لها عواقب كارثية على الدول الأخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، داعية إلى "الحذر وإلى احترام صارم للقانون الدولي".
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الثلاثاء، عن تأجيل اجتماع كان مقرراً عقده غداً الأربعاء 28 أغسطس/آب مع روسيا في لاهاي لبحث الوضع في سوريا بسبب "المشاورات الجارية حول رد مناسب على هجوم بالأسلحة الكيميائية" بغوطة دمشق الأسبوع الماضي.
وكان من المقرر أن يناقش الاجتماع خططاً لمؤتمر سلام دولي لإنهاء الحرب الأهلية في سورية .
الاجتماع كان سيعقد بين ويندي شيرمان، وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، وروبرت فورد، سفير الولايات المتحدة لدى سورية، وبين نائبي وزير الخارجية الروسي جيناي جاتيلوف وميخائيل بوجدانوف.
وقال مسؤول كبير بالخارجية الأميركية في بيان: "سنعمل مع نظرائنا الروس لتحديد موعد جديد للاجتماع"، مضيفاً أن هجوم الأسلحة الكيماوية أظهر الحاجة إلي "حل سياسي شامل ودائم" لإنهاء إراقة الدماء في سوريا.
هذا وأبدت روسيا "أسفها" لإرجاء الولايات المتحدة الاجتماع حول سوريا، وفق ما أفاد نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف على حسابه على موقع "تويتر".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أبلغ رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون في اتصال هاتفي الاثنين بأنه لا يوجد دليل على أن "القوات النظامية السورية استخدمت أسلحة كيماوية ضد المسلحين المعارضين".
وقال المتحدث باسم مكتب رئاسة الوزراء إنه خلال مكالمة هاتفية بين الزعيمين قال بوتين إنه "ليس لديهم أدلة على أن هجوماً بأسلحة كيماوية قد وقع أو من هو المسؤول عنه".
وقد حذرت روسيا القوى الغربية من أي تدخل عسكري في سورية قائلة إن استخدام القوة دون تفويض من الأمم المتحدة سيكون انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو ليست لديها النية للدخول في صراع عسكري بسبب الحرب الأهلية في سوريا، وإن واشنطن وحلفاءها سيكررون "أخطاء الماضي" إذا تدخلوا في سوريا.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود الثلاثاء أن الرئيس الأميركي يفكر في خيارات "كاملة المدى" ضد سورية رداً على الهجوم المفترض بالأسلحة الكيماوية على مدنيين بالقرب من دمشق.
وأوضح رود الذي ستتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي الشهر المقبل، أنه أجرى محادثات مع أوباما الاثنين من أجل "رسم الطريق الواجب اتباعها" بعد الهجوم المفترض الأسبوع الماضي الذي أوقع مئات القتلى.
وأضاف أن "الأسرة الدولية موحدة حول هذا الرأي بالإضافة إلى أن أسلحة كيماوية قد استعملت وهناك ترجيح كبير أن النظام (السوري) هو المسؤول" عن الهجوم.
وأوضح: "إنها جريمة ضد الإنسانية وانتهاك للقانون الدولي. لن يمر الأمر دون تبعات" مؤكداً أن أوباما "يركز على خيارات كاملة المدى يعمل على بحثها مع شركائه وحلفائه في العالم".
وكان البيت الأبيض قد أفاد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث مع رئيس وزراء أستراليا بشأن سوريا وناقشا ردوداً دولية محتملة.
وقال البيت الأبيض أيضاً إن أوباما، لم يتخذ قراراً بعد بكيفية الرد على استخدام دمشق للكيماوي ضد السوريين، كما قال الكونغرس الأميركي أيضاً إن "على الرئيس أوباما أن يحصل على موافقتنا قبل القيام بأي عمل عسكري ضد سوريا".
في المقابل قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن" بلاده ليس أمامها إلا الدفاع عن نفسها إذا وقع عدوان عليها". وأضاف الزعبي في تصريحات لقناة "المنار" التابعة لحزب الله اللبناني -بثت في وقت متأخر من مساء الاثنين- "إذا وقع عدوان على سورية ليس هناك خيار أمام السوريين سوى الدفاع".
وأضاف "نحن لا نتمنى أن يحدث ذلك، لأن هذا سيكلف الجميع. وهذه الحرب لا مشروعية لها، لأن ذريعة الكيمياوي فاشلة، ولأن هناك لجنة مفتشين أممية بدأت بالقيام بعملها. ومن عملها أن تقول هل استخدم السلاح الكيمياوي أم لا، وليس أن تقول من استخدم السلاح الكيميائي".
وتابع الزعبي "ليس لدى الدول الغربية أي دليل على أن الدولة السورية استخدمت السلاح الكيمياوي لأن سورية لم تستخدم الكيميائي أصلا".
وأوضح الزعبي أن "الاتفاق الموقع بين وزارة الخارجية السورية والأمم المتحدة "فيه أن مهمة اللجنة هي تحديد هل استخدم السلاح الكيمياوي أم لا، وهي مسائل فنية وتقنية بحتة".
وأشار إلى ما سماه "القفز الأميركي والغربي فوق كل عمل اللجنة وعلى قواعد العمل الدولية والقانون الدولي"، منبها إلى أن "الحكومة السورية هي التي طلبت حضور لجنة التحقيق بعد حادثة خان العسل، وهم أخروا قدومها".
من جهة ثانية أعلن فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إنه تم "إطلاق النار على مركبة تابعة للمراقبين ما أدى الى توقفها عن العمل، ولم يسفر عن الحادث أي إصابات ، كما انه لا تفاصيل حول مصدر إطلاق النار، وذلك خلال توجه المراقبين إلى بلدة المعضمية غرب دمشق".
وأضاف حق في بيان للمنظمة الدولية الاثنين : إن "فريق المحققين عاد إلى مقره حيث يجري تقويماً لإجراءات عمله، وربما يعاود عمله" ، لافتاً إلى أنه لم نوجه الاتهام إلى أي فريق حيث يمكن استخدام الأسلحة الكيميائية من أي فريق، ونطالب بعدم استخدامها لأن ذلك يشكل خرقاً للقانون الدولي بغض النظر عن الجهة التي تفعل ذلك".
وأوضح حق أن "عشرة مراقبين كانوا في الموكب الذي تعرض لإطلاق النار، وقد عادوا جميعهم الى مقرهم بعد حصولهم على العينات، وتمكنوا من القيام بعمل جيد، وإذا احتاج الفريق للمزيد من الوقت، فإننا سنراجع الأمر بعد تقويم ما لديهم والوقت الذي يحتاجونه، ونأمل أن يلتزم الطرفان بالتزاماتهما لنتمكن من القيام بعملنا".
وقال حق: ان "فريق المحققين سيحلل كل المعطيات ويسعى أولاً للحصول على العينات وجمع المعلومات حول ما إذا كانت هذه الأسلحة الكيميائية قد استخدمت في 21 آب/ اغسطس". وسيستكمل تحليله العلمي بأسرع وقت ممكن وستحاول البعثة الحصول على كل المعلومات حسب التوجيهات التي حصلت عليها.
وكان مارتن نسيركي المتحدث باسم الأمم المتحدة أعلن أن "قناصة مجهولين أطلقوا النار على خبراء الأسلحة الكيميائية التابعين للمنظمة الدولية، ما أرغمهم على تعليق محاولتهم التحقق من مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق".
وقال المتحدث: إن "السيارة الأولى لفريق التحقيق بالأسلحة الكيميائية تعرضت لإطلاق نار متعمد عدة مرات من قبل قناصة مجهولين، مشيراً إلى أنه لم تقع إصابات".
وكان مصدر إعلامي سوري قال: إن "فريق الأمم المتحدة تعرض أثناء دخوله إلى منطقة المعضمية لإطلاق نيران من المجموعات الإرهابية المسلحة بعد أن أوصلتهم الجهات المختصة حتى الموقع الذي تسيطر عليه تلك العصابات".
أرسل تعليقك