بغداد – نجلاء الطائي
تشهد العاصمة بغداد، عصر الجمعة، تظاهرة دعا إليها ناشطون ومواطنون على خلفية سوء الخدمات المقدمة لهم، فيما اتخذت القوات الأمنية اجراءات احترازية كبيرة، وأكد مصدر حكومي أن التظاهر حق يكفله الدستور.
وذكر المصدر في تصريح لـ"العرب اليوم"، أن "التظاهر حق يكفله الدستور"، مبينًا أن "الحكومة ستأخذ بنظر الاعتبار ما سيطالب به المتظاهرون، ونود نبين أن الوضع الحالي يشكل عقبات بالنسبة للحكومة"، وأضاف المصدر، أن "من بين هذه الأمور سوء التخطيط الذي رافق قطاع الكهرباء في السنوات الماضية والوضع المالي والأزمة المالية التي تمر بها الحكومة".

وأوضح المصدر، أن "الحكومة الحالية لا تتحمل وضع المنظومة الكهربائية الحالية وهي تسلمت زمام الأمور منذ ما يقارب 10 أشهر وتخوض حربًا شرسة مع تنظيم "داعش" تكلفها مبالغ طائلة مع تدهور وانخفاض كبير لأسعار النفط".
وأشار إلى أن "هناك خطوات إصلاحية تنفذها الحكومة في جميع المجالات ومنها قطاع الكهرباء وأننا نسعى لتوفير الأمن وسلامة المتظاهرين ونخشى عليهم من المندسين"، لافتًا إلى أن "التظاهر حق يكفله الدستور ونتمنى أن تكون التظاهرة سلمية وتبتعد عن كل ما هو يخل بالأمن ويسبب خللًا أمنيًا وأن رجال الأمن سيتولون حماية المتظاهرين".
وتابع المصدر، أن "الواردات النفطية انخفضت إلى أقل من النصف والإنفاق الحربي ارتفع لمحاربة "داعش" وتحرير كل شبر من العراق"، منوهًا إلى أن "قوات الأمن في الوقت الذي تحارب "داعش" تقوم بمسؤوليتها القانونية والأخلاقية لحماية المواطنين".
وأعلن عدد من المواطنين والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، عن عزمهم إقامة تظاهرة في ساحة التحرير وسط بغداد مساء الجمعة 31تموز/ يوليو 2015 احتجاجًا على سوء الخدمات المقدمة للمواطن.
وكتب الإعلامي أحمد عبدالحسين على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أي دعوة لتأجيل تظاهرة الغد لا تمثل إلا رأي أصحابها، موضحًا أن "الشائعات التي يروج لها البعض عن وجود مندسين مضحكة ولا أستغرب أن تكون لها دوافع غير نزيهة، مبينًا أن "هذا لتخويف المتظاهرين وهي طريقة نعرفها منذ زمن المالكي" مطالبًا " لا تلتفتوا لهم . التظاهرة في موعدها وهي مؤمنة من قبل قوات الأمن".
وقال الإعلامي العراقي مصطفى الربيعي لـ" العرب اليوم"، "كفى لنا صبرًا هؤلاء سرقوا بلادنا وأحلامنا وأعمارنا"، وأضاف "لعيون الأطفال والأمهات، هيا نخرج الجمعة في تظاهرات ساحة التحرير الساعة السادسة مساء"، بينما ذكر الإعلامي بهاء أحمد، "ستنطلق مظاهرة ضد الفاسدين وكل المسؤولين عن ملف الطاقة الكهربائية منذ عام 2003 وإلى يومنا هذا احتجاجًا على التردي الحاصل في الطاقة الكهربائية، لنقل كلمتنا وننتفض من أجل أطفالنا وجزءًا من تحملنا المسؤولية الأخلاقية والوطنية.
وشدد خطيب جمعة النجف صدر الدين القبانجي، على أن "أزمة الكهرباء لا يمكن السكوت عليها"، لافتًا إلى أن "التظاهرات حق مشروع ونحذر من استغلالها سياسيًا من خلال اندساس عناصر لها مآرب تهدف لإسقاط التجربة العراقية ونقل صورة أن العراق غير مستقر"، وتأتي تصريحات المرجعية الدينية في ظل تنامي الاستياء لدى السكان وخروج تظاهرات في مناطق مختلفة من البلاد احتجاجًا على انقطاع الكهرباء لفترات طويلة رغم الوعود المتكررة للحكومات العراقية بإنهاء الأزمة، وتزداد نقمة السكان على سوء خدمة الكهرباء في فصل الصيف حيث تتجاوز الحرارة خمسين درجة مئوية.
يأتي هذا في وقت، اتخذت القوات الأمنية العراقية مواقع لها بالقرب من مكان التظاهرة في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد.
ولاحظ" العرب اليوم" الإجراءات الأمنية الكبيرة في الشوارع المؤدية لمكان التظاهرة، حيث انتشر الجيش العراقي من قوات مكافحة الشغب مصحوبة بسيارات خراطيم المياه فضلًا عن قوات من الشرطة العراقية والانضباط العسكري، وأكدت الحكومة أن "هذه الإجراءات تأتي للحفاظ على أرواح المتظاهرين من المندسين".
أرسل تعليقك