زعم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه ملتزم بحل الدولتين وأنه غير معني أبدًا في حل الدولة الواحدة، مضيفا أن الفلسطينيين لا يريدون الاعتراف بالدولة اليهودية، وأنهم ينتظرون الاعتراف.
وشدد نتنياهو في كلمة ألقاها ليلة مساء الثلاثاء أمام مؤتمر هرتسليا الدولي الـ 15 "إن أية دولة فلسطينية ستقوم يجب أن تكون منزوعة السلاح لكي نكون مطمئنين إلى أنه عندما نغادر الضفة لن نعود إلى السيناريو الحاصل حاليًا في قطاع غزة، ولبنان، ولضمان عدم قيام الفلسطينيين بحفر أنفاق من قلقيلية إلى كفار سابا".
وأضاف نتنياهو "يجب إدارة مفاوضات من أجل الوصول إلى الاعتراف المتبادل بدولتين قوميتين، وهو ما يتطلب الاعتراف بالدولة القومية للشعب اليهودي مع ترتيبات أمنية فاعلة على الجانب الآخر من الحدود، فمن المهم معرفة الحدود، ولكن الأهم هو معرفة ما يدور من وراء هذه الحدود".
وأشار نتنياهو إلى أنه يحاول التواصل مع الرئيس محمود عباس منذ ستة أعوام ونصف ساعيًا إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بين الطرفين، وعبر: "قمت بما هو لازم من أجل هذه المحاولات عبر تجميد البناء في المستوطنات لمدة عام، وبعد الشهر العاشر وافق أبو مازن للحديث حيث كان له مطلب واحد فقط المزيد من التجميد، الفلسطينيون يرفضون إجراء المفاوضات، وفي نفس الوقت يدعون لفرض المقاطعة على إسرائيل، وهم بذلك يعملون على إبعاد السلام".
وأفاد أنه يتحدث عن دولة منزوعة السلاح، وتعترف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي، متابعًا "الفلسطينيين يطالبون إسرائيل بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، في حين يرفضون الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وهذه الشروط ليست شروط البدء بالمفاوضات، وإنما شروط لإنهاء المفاوضات بشكل ناجح والوصول إلى سلام مستقر ودائم".
يذكر في هذا السياق إلى أن تصريحات نتنياهو تبدو كأنها رد على أقوال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في مقابلة مع القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية، والتي جاء فيها أنه من غير الواقعي الاعتقاد بأنه يمكن تطبيق شروط "إسرائيل" في المستقبل القريب، ولذلك فإن هناك خطر أن تفقد إسرائيل مصداقيتها.
وأوضح أوباما أيضًا أن المجتمع الدولي لا يعتقد أن "إسرائيل" جدية في نواياها في الوصول إلى حل الدولتين، وأن تصريحات نتنياهو تعزز الاعتقاد بأنه غير ملتزم بذلك بشكل جدي.
وذكر نتنياهو في كلمته "السؤال المركزي هو إذا انسحبت إسرائيل من الضفة، فكيف يمكن ضمان عدم تكرار ما حصل في لبنان وقطاع غزة؟ وكيف يمكن منع حفر أنفاق من غزة إسرائيل؟ أو من قلقيلية إلى كفار سابا؟".
وتابع أن المشكلة في قطاع غزة ليست تهريب السلاح، وإنما إنتاج السلاح، مضيفًا أن ذلك يتطلب تهريب بضعة مهندسين ومعادن وحاويات، وعندها يمكن إنتاج أنابيب مع توجيه دقيق، وإن ذلك يحصل في قطاع غزة لأن إسرائيل ليست هناك، بينما لا يحصل في رام الله لأنها تستطيع أن تكون فيها متى اقتضت الضرورة، إننا منشغلون بمسألة الحدود، ولكن ماذا سيحصل في الطرف الثاني؟ هل ستكون هناك غزة أخرى؟ يجب إيجاد حلول لذلك".
وتطرق نتنياهو إلى ما يدور في محكمة الجنايات الدولية، مشيرًا إلى أن الجميع يتهمه بإفشال العملية السلمية إلا أن المشكلة تكمن في أنه طالب بإجراء مفاوضات معمقة، من أجل إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وتعترف بالدولة اليهودية.
وفي حديثه عن إطلاق القذائف من قطاع غزة الأسبوع الماضي؛ أوضح نتنياهو"أن حماس هي المسؤولة عن ذلك، ونحن لا نرغب بالتصعيد، إلا أننا جاهزون للرد، وإسرائيل هي الطرف الوحيد الذي يعمل على إعمار غزة، فالعشرات من الشاحنات تدخل يوميا إلى غزة وهي تحمل مواد البناء".
وخصص نتنياهو جزءًا من كلمته إلى ما أسماه "التهديد الإيراني"، وأردف "إنها لا تشكل تهديدًا نوويًا فحسب، وإنما تشكل تهديدًا تقليديًا من خلال مبعوثيها وجنودها المنتشرين في العراق وسورية ولبنان، وقبالة الجولان وقطاع غزة، وإن لدى إيران شبكة تطرف منتشرة في خمس جبهات".
وتحدث أيضا عن صناعة الأسلحة في إيران، مفيدًا أن هناك نحو 50 ألف عامل يعملون في إنتاج أسلحة متطورة ودقيقة، مثل الأقمار الصناعية والغواصات وكل أنواع الأسلحة، وبوتيرة سريعة جدًا.
وتابع أن "إيران تواجه مشكلة مالية، وأنه في حال إزالة ضغط العقوبات الاقتصادية عنها، فإن خزينتها ستمتلئ بعشرات ومئات المليارات من الدولارات التي توفر الوقود لكل أعمالها العدوانية".
أرسل تعليقك