بغداد – نجلاء الطائي
كشف مجلس محافظة نينوى عن "هروب معظم القيادات البارزة من تنظيم (داعش) إلى سورية وبقاء المنتمي منهم إلى السكان المحلي مختبئين في منازل الأقليات وعدم ظهروهم بصورة علنية في الشوارع الرئيسية من المحافظة.
وأشار مصدر رسمي من الموصل إلى "اختباء عدد من تنظيم (داعش) بين المدنيين وعدم ظهور أيّ بوادر عسكرية عليهم بما في ذلك الزي الأفغاني وحلاقة اللحى خوفًا من دخول القوات الأمنية العراقية بدعم أمريكي إلى الموصل".
وأوضح رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة نينوى غزوان الداودي لـ " العرب اليوم "أنّ "أبرز القيادات من تنظيمات (داعش) ذهبت إلى سورية تحسبًا من أيّ هجمات حكومية بمساندة الطيران الأمريكي " ، لافتًا إلى " اختبائهم في منازل الاقليات وعدم خروجهم إلى الشارع".
وأضاف الداودي أنّ "المتطرفين في الموصل أصدوا تعليمات جديدة في اليوميين الأخيرين تتضمن عدم ارتداء الزي الأفغاني وحلاقة اللحى تحسبًا من دخول القوات العسكرية في أيّ لحظة".
وتابع الداودي "انتشار المتطرفين بصورة كبيرة وكثيفة في الجانب الأيمن من محافظة الموصل، وخلوهم من الجانب الأيسر"، منوهًا عن " تفخيخ جميع الدوائر الحكومية ومنازل المسؤولين في المحافظة".
وتطرق الداودي إلى " اجتماع حصل قبل أيام بين محافظ نينوى ،وعدد من الضباط المحليين بشأن آليات العمل بعد خروج تنظيم (داعش ) من الموصل" مشيرًا إلى أنّ "عدد الضباط المحليين قد يصل إلى (700) ألاف شرطي محلي متواجدين الآن في إقليم كردستان".
بدوره أكّد رئيس لجنة إسناد أم الربيعي زهير الجلبي لـ" العرب اليوم "، أنّه " ليس هناك معلومات استخباراتية تؤكد خروج المتطرفين من محافظة نينوى "، لافتًا إلى" عدم تواجدهم في الأماكن العامة واكتفائهم في الأسواق الذي تتواجد فيها النساء لمحاسبتهم على لبس الخمار والمستشفيات والجوامع".
وأستاء الجلبي من " بعض وسائل الإعلام في نشر معلومات غير دقيقة في خروج المتطرفين من الموصل"، مبررًا ذلك إلى "تشويش على الأجهزة الاستخباراتية والأمنية في عرقلة عملها".
وأوضح الجلبي أنّ " التنظيم يحتل آلاف المنازل في المحافظة ويعمل عبر مقارٍ تشبه آلية تنظيم حزب البعث المنحل ، وبالتالي فإن تحرير المدينة ممكن تدريجيا وبمساعدة دولية".
وأضاف الجلبي أنّ "تنظيم داعش في نينوى ،أسس مقرات له شبيهة بمقرات حزب (البعث المنحل) وعناصره يدخلون ويخرجون من وإلى سورية دائمًا، لأن الحدود سائبة في تلك المناطق من دون مراقبة" ،لافتًا إلى أنّ "تحرير الموصل ليس صعبًا ولكنه يحتاج إلى جهد وتعاون دولي وقصف جوي لمقار المتطرفين".
ويرى الجلبي أنّ "الموصل حاضنة رئيسة للتطرف والمتشددين، ما يعني أنّ عملية تحريرها يطول"، منوهًا أنّ "تحرير المحافظة ممكن عبر تحرير مناطقها بالتدريج ليكون هنا تشجيع للعشائر والمواطنين بغيّة تقديم المساعدة المطلوبة للقوات الأمنية وتخليصهم من كبت تنظيم (داعش) على أنفاسهم".
ورجح الجلبي "وجود عدد كبير من الـ(دواعش) في مجلس النواب والمؤسسات الحكومية ، ولابد من استئصالهم لأنهم يعّدون وباء ومصدر استخباراتي للمتطرفين".
وأكّد الخبير السياسي هاشم الهاشمي لـ " العرب اليوم " أنّ " خروج التنظيمات المتطرفة من الموصل وصلاح الدين تعتمد أساسًا على تَفَهُم أهالي نينوى خطورتهم".
ونفى الهاشمي "خروج المتطرفين من الموصل وبقائهم في أماكن محددة، معتمدين في ذلك على تخطيطات استخباراتية لديهم في تنقلهم من مكان إلى أخر ، مما يتضح عند البعض هروبهم إلى سورية"


أرسل تعليقك