أعلن وزير الخارجية القطري، خالد العطية، طي صفحة الخلافات بين دول الخليج، وعدّها من الماضي، واصفًا ما بينها حاليًا بـ"الاختلافات في وجهات النظر، وليست خلافات، وهو شيء صحي وطبيعي".
وأكد أنَّ طموح الخليجيين لا يزال يرنو إلى إقامة اتحاد خليجي "كونفدرالي" أو "فدرالي" في المستقبل، ما يعني أنَّ مبادرة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز لقيام اتحاد خليجي لا تزال باقية، واصفًا موقف دول الخليج حيال "الانقلاب الحوثي" في اليمن بأنَّه "حازم وقوي بما يكفي لحماية مصالح الدول الست وأمنها"، حسبما ذكرت "الحياة".
وشنّ الوزير القطري هجومًا حادًا على موقف المجتمع الدولي من الأزمة في سورية، ووصفه بأنَّه "سقوط أخلاقي"، وانتقد تدخل ميليشيا "حزب الله" اللبناني، واتهمها بقتل السوريين وتشريدهم.
ورفض وزير الخارجية القطري ما يتردد عن موقف قطري مناوئ للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقال إن الدوحة ظلت تدعم القاهرة منذ ثورة 25 يناير، ولا تزال ملتزمة باتفاقاتها مع مصر بعد الثورة وقبل مجيء "الإخوان المسلمين" إلى الحكم.
وأضاف أنَّ قطر تدعم مصر لأجل مصر، ولأنها تؤمن بأن بقاء مصر قوية سينعكس إيجابًا على الوطن العربي، مؤكدًا أنَّ الودائع القطرية لا تزال تدعم الاقتصاد المصري، وأنَّ الدوحة أرسلت في عهد الرئيس السيسي خمس شحنات "عملاقة" من الغاز القطري "هبة للشعب المصري".
وعن محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي بالتخابر مع قطر قال: "إذا كان التعامل مع دول عربية شقيقة يعتبر تخابرًا، فهذه كارثة"، مشيرًا إلى أنَّه استقبل مسؤولًا مصريًا قدم دعوة إلى قطر لحضور القمة الاقتصادية لدعم مصر، لكنه فوجئ بمسؤول مصري آخر يُسأل في مقابلة تلفزيونية إن كانت قطر دعيت إلى المؤتمر، فأجاب: "ما سمعتش".
ولم يقطع الوزير القطري بحقيقة الموقف من استضافة قادة جماعة
"الإخوان المسلمين" المصرية في الدوحة، مبينًا أنَّ وصف ما تردد عن مغادرة بعضهم بأنه ترحيل "خارج عن السياق".
وأكد أنَّ من غادروا هم الذين بادروا بذلك وأنَّهم يستطيعون في أي وقت أن يغادروا ويعودوا، "فهذه تعتبر بلدهم"، رافضًا اتهام بلاده باستخدام قناة "الجزيرة" ذخيرة للضغط على دول عربية.
وأكد أنَّ القناة مستقلة في إدارتها، وأنَّ مُشاهد "الجزيرة" إذا لم تعجبه مادتها، فعليه أن ينتقل إلى قناة أخرى، "فهو ليس مجبورًا أن يرى الطلقة آتية إليه".
وبخصوص لبنان الذي يكمل عامًا من دون رئيس للجمهورية، نفى العطية وجود أيَّة مبادرة قطرية للمصالحة بين الفرقاء اللبنانيين، وقال: "ليست لدينا مبادرة في الوقت الحالي، لكن لو طلب منا فستجد قطر مستعدة لأي شيء يقرِّب، ولا يفرِّق".
وأشار إلى أنَّ رئاسة الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي لا تعني الانفراد بالقرار، مؤكدًا أنَّ اختلاف الخليجيين في وجهات النظر يتيح تمحيص القرارات بدرجة وافية قبل إقرارها، لافتًا إلى أن بلاده لديها رؤية للانتقال بحلول العام 2030 من اقتصاد مخرجات النفط والغاز إلى الاقتصاد المعرفي.
وذكر أنَّ قطر لا وجود لها حاليًا في ليبيا منذ نجاح الثورة في الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي العام 2011.
ورفض الاتهامات الموجهة إلى قطر بالسعي إلى التحالف مع حزب "الإخوان المسلمين" الذي يحكم تركيا على حساب الدور العربي - الخليجي.
وأضاف "تركيا هي تاسع أكبر اقتصاد في العالم، ومن حق قطر أن تقيم معها علاقة طبيعية في إطار مصالح متبادلة مشتركة".
وجدّد الموقف القطري حيال سَجْن الشاعر الذيب منذ أربعة أعوام، موضحًا أنَّ الرجل لم يسجن بسبب قصيدة كما يتردد، ولكن لمخالفته القانون، وإن كثيرين في الإعلام القطري "يشتُمون ولم يدخلوا السجون".
أرسل تعليقك