وزير الخارجية المغربي الدكتور سعد الدين العثماني
الدار البيضاء - محمد لديب
مرر القيادي في حزب العدالة والتنمية ووزير الخارجية المغربي الدكتور سعد الدين العثماني، مجموعة من الرسائل إلى الأوساط السياسية المغربية، خلال الملتقى الوطني التاسع لشباب العدالة والتنمية الذي تختتم أعماله السبت.
وقال سعد العثماني، الذي يعتبر واحدا من أبرز الوجوه السياسية الأكثر اعتدالا في
حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة المغربية الحالية، إن المغرب ينعم بخاصيتي الأمن والاستقرار التي تفتقدها مجموعة من الدول، معتبرا أن "الأمن والاستقرار نعمة في هذا العصر خصوصا في محيطنا الإفريقي لا يشعر بها إلا من افتقدها”.
وأشار القيادي البارز في حزب المصباح المغربي إلى أن "المتأمل في الواقع السياسي المغربي يجد أن هناك إيجابيات وهذا هو بداية الإصلاح".
وخاطب السياسي المغربي جموع المشاركين في هذا الملتقى المنعقد في الدار البيضاء قائلا "أعتز بكوني مغربيا سواء في مركز المسؤولية أو كمواطن عادي وصحيح أن هناك إشكالات ونحن نناضل لتحقيق الإصلاحات”.
وقال الدكتور سعد العثماني، الذي يشغل أيضا منصب رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن “حرية الفكر جزء أساسي في الإبداع والتجديد وهو منهج حزب العدالة والتنمية فهناك إجماع على مجموعة من المبادئ ولا حرج من الاختلاف في المواقف والآراء" داعيا شبيبة حزبه إلى "أنه لا داع للشعور بالحرج في هذا الاختلاف وفي التعبير عنه بكل حرية".
وطالب الدكتور العثماني أتباع حزب العدالة والتنمية بضرورة أن يتغير فهمهم للنص القرآني والاعتماد على الاجتهاد أكثر، حيث قال "إنه عبر التاريخ كان هناك اجتهاد في قراءة النص، أما اليوم ونتيجة لعملية تطور المعارف البشرية فلا بد أن يتغير فهمنا للنص القرآني مع التأكيد على النصوص التي لا تخضع للاجتهاد والتي تبقى ثابتة عبر العصور، هذا الاجتهاد تشهد عليه تشهد عليه مجهودات علماء الأمة عبر التاريخ الإسلامي".
وأشار المسؤول إلى أهمية المنهج في حياة البشر العلمية والعملية وأوضح أنه "في غياب منهج سليم سيؤدي ذلك إلى صراعات وفوضى فكرية، وغياب الوضوح المنهجي قد يكون سببا في اضطراب عدد من المفاهيم، كفمهوم العقل والنقل والوحي ومفهومي الدين والحداثة وكذا المفهوم الشرعي و الوضعي”.
وضرب المثل في هذا الإطار بالنقاش الذي كان يدور بين علماء الشرع في القرن 19 ميلادي عن مفهوم الحداثة والتحديث. ورد ذلك إلى "عدم اعتمادهم على منهج سليم في تحليلاتهم لهذين المفهومين وكذا عقل المتدين الذي بقي على العموم عقلا دفاعيا غير استباقي لإيجاد منهج يمكنه الجمع بين ماهو شرعي وفكري".
ولدى تطرقه لإشكال العلاقة بين المنهجية والمرجعية، قال الدكتور سعد الدين العثماني "إن الذين يعيبون على الربط بين المنهجية والمرجعية لا يعون حقيقة كتاب الله المقسم إلى قسمين كتاب منظور يتجلى في الكون وكتاب مقروء المنزل على الرسول الكريم، وأن الفهم السليم ينبني على الجمع بين القراءة الكتابين معا".
أرسل تعليقك