بي بي سي تستحوذ على اهتمام مستمعيها خلال سبعة وسبعين عامًا
آخر تحديث GMT14:22:48
 العرب اليوم -

تتعدي الشبكة محدودية المكان والزمان وتحفل بكفاءات مميزة

"بي بي سي" تستحوذ على اهتمام مستمعيها خلال سبعة وسبعين عامًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "بي بي سي" تستحوذ على اهتمام مستمعيها خلال سبعة وسبعين عامًا

إذاعة الـ"بي بي سي"
لندن - ماريا طبراني

ما دمت أصبحت تاريخًا فسوف أكتب وأتحدث عن التاريخ وليس لي صلة بالحاضر، الـ"بي بي سي" بالنسبة لي تتعدي محدودية المكان والزمان.

عندما تدرك أنَّ مستمع الـ"بي بي سي" في الصحراء وقلب البداوة يسمعك ويحكم مؤشر مذياعه بشكل شبه متواصل على إذاعة الـ"بي بي سي"، ويشاركه في ذلك الحضري في المدينة مثقف أو غير ذلك.

وعندما يعارض والدي عملي في الإعلام ويتنبأ لي بالفشل ولا يعترف بي إلا عندما يسمعني أذيع نشرة الأخبار من الـ"بي بي سي" ويصبح من المتحمسين الفخورين بابنته، وكان أيضا له مذياعه المخصص فقط لمحطة الـ"بي بي سي"، فهل احتاج لقول المزيد! ربما لا، ولكن للتاريخ أوضح.

عندما وطئت قدماي الـ"بي بي سي" كانت تحفل بكفاءات مميزة وبارزة، وقد احتضنتني غالبيتهم، أذكر منهم وليسامحني من غاب عن ذاكرتي: الدكتور كمال حسين، والدكتور إسطفانوس، وجورج مصري، وصلاح نيازي، وأنطون متري، ومنير شما، وكثيرون، كانوا لا يقدمون النصيحة فقط بل يسعون لتقديمها وتنوير آفاقي بالمعلومات، وأيضا في بعض الحالات تحذيري خوفا عليّ ورفقا بي.

ولكن يبقي السؤال: ما السر في تمكن الـ"بي بي سي" من الاستحواذ على اهتمام فئة واسعة من المستمعين في جميع الأصقاع، شرقًا وشمالًا عربيًا وأفريقيًا؟

إذاعة الـ"بي بي سي" كانت في الواقع تحفل بباقة من الورود والأزهار، وكانت تلك تعبق وتشنف سامعها بشتى البرامج المنوعة منها الخفيفة جدًا كندوة المستمعين وما يطلبه المستمعون، والجادة كلية من قبيل السياسة بين السائل والمجيب، وبرامج أخرى تظهر الجانب الثقافي والتجاري والسياحي للبلاد، عدا برامج الشعر والثقافة عامة، التي كانت تتناول بالفرز والتحليل المطبوعات من قصص وشعر وغير ذلك.

ولكن يبقى القالب الأساسي الذي يحوي كل ما ذكر وما لم يذكر من برامج ألا وهو الطابع الإخباري للمحطة وعلى رأسه نشرات الأخبار وأقوال الصحف والأحاديث السياسية التحليلية.

والـ"بي بي سي" تسعى في ذلك إلى البحث عن الحقيقة، بجهد جهيد، نعم، ولكن بموضوعية هدفها الرئيسي إظهار الصورة و"العفريتة" أو ظلال الصورة.

وإذا ما استرسلت في الحديث عن البرامج السياسية كانت تجري مقابلات خاصة مع شخصيات قيادية وتخصص لها أوقات إضافية تصل إلى ما يقارب الساعة.

وأذكر تحديدا لقاءات كثيرة، أولها في لندن والباقي في جدة أجريتها مع وزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبدالعزيز، لم يرفض الأمير نايف الإجابة على أي سؤال طرحته باسم الـ"بي بي سي"، وما أدراك ما أسئلة الـ"بي بي سي"، وتميز بالهدوء على الدوام.

وكنت دائمًا، وأمر مؤكد، أن ألقي عليه سؤالا أو اثنين عن المرأة السعودية، وعندما سألته في آخر أحد اللقاءات عن السبب وراء قرار منع السعوديين من الزواج من الأجانب إلا بإذن مسبق، أجابني بهدوء وتؤدة، وكأنما لاحظ لهفتي في طرح السؤال وانتظار الإجابة، قائلا إن "هذا الإجراء اتخذ أساسا لحماية المرأة السعودية، لأن الرجل السعودي هو الذي يقدم أكثر من المرأة بمراحل على هذه الخطوة".

ورغم كل التوتر الذي يسبق تسجيل المقابلة كانت تتم بسلاسة ودون توقف أو إعادة إلقاء أي سؤال.

وعلينا في سياق الحديث عن برامج الـ"بي بي سي" ألا ننسى الحديث عن برنامج "في الواحة"، وهو عبارة عن لقاءات تتم مع ضيوف من شتى الاهتمامات السياسية والثقافية والفنية.

وقد التقيت عبر البرنامج بكثيرين، منهم: وزير البترول الأستاذ أحمد زكي يماني، ومصطفي محمود في القاهرة، وأنيس منصور في لندن الذي أكد لي أنَّ الشيخ والقسيس والحاخام يتشابهون في المظهر وتأدية الطقس الديني.

ولا أنسى مقابلة أجريتها مع وزير الإعلام السعودي آنذاك محمد عبده يماني، لأكتشف أنَّ الجهاز لم يسجل شيئا من المقابلة، وعندما قدمت له الاعتذار، وكنت في غاية الحرج، نظر إليّ بإشفاق، وقال: "لا بأس تعالي في الغد في الثامنة صباحا لنعيد التسجيل"، وكان سيغادر لندن بعدها بوقت قصير، وقد كان.

أما الموعد الآخر الذي طلب مني فيه أن أحضر إلى الفندق الذي تنزل فيه أيضا في الثامنة صباحا لأنها ستغادر لندن ظهرا، فكان مع الفنانة كتلة المشاعر والأحاسيس فايزة أحمد.

عندما دلفت إلى غرفة النوم في الجناح كانت قد استيقظت من النوم من فترة قصيرة، وكان يوجد عندها ابنة جارتها في شقتها في القاهرة، كانت مساحيق الليلة الماضية لم تزل في وجهها ورمش يتدلى من إحدى عينيها.

رحبت بي وطلبت مني الجلوس وأخذت تستعد للسفر. عدلت زينتها وبدلت ملابسها وارتدت طقما ورديا جميلا، وبدت أنيقة ومشرقة مع انعدام الأمان الداخلي والثقة بالنفس، لأنها أخذت تسألني وتكرر السؤال عن كيف تبدو وهل ما ترتديه حقا جميلا، وأخذت أطمئنها، ولكنها ظلت تسأل.

ثم بدأت في ترتيب الحقائب وكان حرفيا على هذا الشكل، كانت تتناول أشياء بأكياسها من تحت السرير، يبدو أنها اشترتها في اليوم السابق وتلقي بها في الحقيبة حتى تفيض بالأغراض ثم تقوم هي وابنة جارتها بوضع ثقلهما على كل حقيبة لإقفالها، ثم قامت بتقريب الحقيبة الأخيرة من طاولة الزينة التي كانت تعج بالأدوات وتلقي بها داخل الحقيبة.

ثم جاءت حيث أجلس لنبدأ التسجيل، ما رأيته أمامي بقدر ما فاجأني بداية فقد أسعدني باكتشاف حقيقة الطفلة في الفنانة صاحبة الصوت الساحر فايزة أحمد.

الذكريات كثيرة أريد أن استرسل، ولكن قبل أن أنهي هذه الرحلة الساحرة أود العودة قليلا إلى الحاضر الذي تحتفل فيه الـ"بي بي سي" بعيدها السابع والسبعين؛ أي سبعة وسبعة، آمن الإغريق بأن الرقم هو مبدأ الوجود لذلك رقم سبعة يحوي النقيضين السكون والحركة، أي الواحد والكثير واليمين واليسار، والرقم سبعة يدل على العقل والصحة والحب والحكمة، ونحن في عالمنا يعني الرقم سبعة كثيرا ودلالاته أكثر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بي بي سي تستحوذ على اهتمام مستمعيها خلال سبعة وسبعين عامًا بي بي سي تستحوذ على اهتمام مستمعيها خلال سبعة وسبعين عامًا



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان
 العرب اليوم - حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab