قصة حصول إسرائيل على إرشيف الأهرام وإغفال المنصة الأميركية كمصدر لها
آخر تحديث GMT07:14:31
 العرب اليوم -

قصة حصول "إسرائيل" على إرشيف "الأهرام" وإغفال المنصة الأميركية كمصدر لها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قصة حصول "إسرائيل" على إرشيف "الأهرام" وإغفال المنصة الأميركية كمصدر لها

نقابة الصحفيين المصرية
القاهرة ـ العرب اليوم

أثار إعلان المكتبة الوطنية الإسرائيلية تدشين أرشيف رقمي لصحيفة "الأهرام" المصرية، موجة غضب واسعة بين صحافيين مصريين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي فيما وصفت الصحفية المصرية الأمر بمجرد "فرقعة إعلامية وكيدية من جانب إسرائيل". فكيف انتهى الأمر بأرشيف الأهرام في المكتبة الإسرائيلية؟
تأسست صحيفة الأهرام سنة 1875 وتعاقب على رئاستها أهم كتاب مصر.
ما إن أعلنت صفحة "إسرائيل بالعربي" عن تدشين المكتبة الوطنية الإسرائيلية أرشيفا رقميا لصحيفة الأهرام المصرية، حتى توالت تعليقات، من مستخدمين عرب ومصريين، تندد وتطالب بمعرفة الأسباب التي سمحت بوصول الأرشيف للطلاب الإسرائيليين "في وقت يواجه فيه الطلاب والباحثون المصريون صعوبات في الاطلاع عليه"، بحسب قول مغردين.
وكانت صفحة "إسرائيل بالعربية"، الناطقة بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية، قد نشرت الأربعاء تغريدة بينت فيها أن "المشروع الجديد يهدف لمشاركة الجمهور بمخزونها من الوثائق والمعلومات، حيث ارتأت أن تضع بين أيدي القراء نسخًا من الصحيفة المصرية العريقة".
ولم تكشف الصفحة عن مصدر حصول المكتبة الإسرائيلية على أرشيف صحيفة "الأهرام"، إلا أن القائمين عليها نوهوا لاحقا إلى أن "أرشيف الجريدة متاح فقط ضمن قاعدة البيانات الخاصة بالمكتبة، وللباحثين والطلاب في إسرائيل دون غيرهم".
وبتصفح حساب المكتبة الإسرائيلية على فيسبوك، سيصادفك منشور يتحدث عن مبادرة لتدشين أرشيف رقمي للصحيفة المصرية.
إلا أن المنشور يتضمن أيضا رابطا لمنصة East view التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها.
ومنصة "إيست فيو" وسيط إلكتروني مختص في توفير المعلومات باللغات الأجنبية.
وتمتلك المنصة قاعدة بيانات رقمية ضخمة لمجموعة من الكتب والصحف العالمية، فتعثر فيها على دوريات تعود إلى الاتحاد السوفيتي السابق، أو أعداد قديمة لمجلات أفغانية وجرائد عربية وغيرها من الوثائق.
ويسمح للجمهور بالاطلاع على تلك الصحف بمقابل مادي بعد الاشتراك في الموقع.
ولا تقتصر الخدمات التي تقدمها المنصة على الباحثين والصحفيين والطلاب فحسب، بل تتعاون مع المكتبات العمومية والمؤسسات الأكاديمية الحكومية.
وقد يعني هذا أن المكتبة الوطنية الإسرائيلية إحدى مؤسسات عديدة تتلقى خدمات الموقع، ما يتيح لها الاطلاع على أرشيف الأهرام وصحف عربية وعالمية أخرى.
وفي عام 2019، أعلنت East view حصولها رسميا على نسخ من صحيفة الأهرام، مشيرة إلى "أن هناك أكثر من 600 ألف صفحة من أرشيف الأهرام الرقمي متاحة على منصة إيست فيو غلوبال".
ولدى إعلانها عن إتاحة أرشيف الأهرام للجمهور الإسرائيلي، أغفلت صفحة "إسرائيل بالعربي" ذكر المنصة الأمريكية، ما سبب حالة من الجدل واللغط في أوساط المعلقين المصريين.
وطالب صحفيون وكتاب مصريين مؤسساتهم بالتحرك لحماية أمنهم القومي وأرشيفهم الوطني من "الاستغلال".
كما اعتبر صحفيون ومدونون أن أي تعاون مع جهات إسرائيلية يمثل "خرقاً لقرارٍ سابقٍ لنقابة الصحفيين المصريين بمنع التطبيع الشعبي مع إسرائيل".
إلا أن البعض الآخر رأى أن المشكلة لا تتعلق بإعلان مؤسسة إسرائيلية عرض أرشيف أهم صحيفة مصرية، ولكن بما كشفه الإعلان من تفاصيل وصفت بالكارثية.
إذ يتحدث صحفيون عن "صفقات مشبوهة بيعت من خلالها أرشيف الأهرام للشركة الأمريكية إيست فيو مقابل 185 ألف دولار".
وفي هذا الصدد تساءل المشرفون على صفحة دقائق: "أغلب التعليقات على صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" كانت اعتراضية، لكن السؤال: لماذا لم تخطو الأهرام هذه الخطوة وتوفر بنفسها أرشيفها للمهتمين بقراءته؟".

وبعد التواصل مع مسؤولين في مؤسسة الأهرام الذين قالوا إن الصحيفة المصرية تجري حاليا تحقيقا داخليا موسعا حول كيفية وصول أرشيف المؤسسة إلى المكتبة الوطنية الإسرائيلية.
وقال أشرف بدر، مدير مركز المعلومات بمؤسسة الأهرام، "إن بياناً رسميا سوف يصدر في وقت لاحق عقب اجتماع مجلس إدارة الأهرام غدا/الثلاثاء".
وأوضح بدر، أن الأمر هو مجرد "فرقعة إعلامية وكيدية من جانب إسرائيل في شهر الانتصارات" على حد قوله، مشيرا إلى أن أرشيف جريدة الأهرام وجميع الإصدارات التابعة للمؤسسة متاح عبر شبكة المعلومات الدولية في الداخل والخارج بالمجان وبعضه مقابل اشتراكات مالية".
وأضاف مدير مركز المعلومات والأرشيف بمؤسسة الأهرام أن "بعض الوثائق الخاصة بديوان الحياة المصرية المعاصر والأوراق الرسمية الخاصة بالمؤسسة محفوظة بنظام "الميكروفيلم المؤمن"، وهو غير معروض للبيع كما أنه غير متاح إلا بإذن مسبق ولأغراض معروفة وبموجب كتاب رسمي معتمد من الجهة التي تطلب الاطلاع عليه".
وقال سامح عبدالله، عضو الهيئة الوطنية للصحافة، إن "الهيئة تتابع باهتمام ما ينشر حول استيلاء المكتبة الوطنية الإسرائيلية على أرشيف الأهرام"، مشيرا إلى أنه "سيتم اتخاذ الإجراء المناسب في حال التأكد من وقوع فساد أو مخالفات داخل هذه المؤسسة وأي مؤسسة صحفية أخرى وفقا للوائح الداخلية والقانون المنظم للمؤسسات الصحفية".
يقول الصحفي المصري محمود كامل إن المكتبة الوطنية الإسرائيلية بالقدس ربما حصلت على أرشيف جريدة الأهرام الورقي من خلال مكتبة الكونغرس الأميركي.
وقال أيمن عبد العزيز، الصحفي بالقسم الخارجي بالأهرام، إنه "تقدم بمذكرة إلى هيئة الرقابة الإدارية بتاريخ 6 يوليو/تموز الماضي للإبلاغ عما وصفه بشبهة "إهمال جسيم" أدى إلى التورط في محاولة بيع المحتوى الصحفي لأخر 20 عاما لشركة "إيست فيو" الأمريكية وهذا أمر مثبت.
وأضاف عبد العزيز أنه يعتقد أن الإسرائيليين "ربما يكونون قد حصلوا على هذا المحتوى من الشركة الأمريكية أو من أي مصدر آخر،" مستبعدا علم الأهرام المسبق بما سيؤول إليه الأرشيف.
ويعتقد عبد العزيز أن ما أعلنته إسرائيل عبر صفحتها بالعربية هو استغلال لهذه القضية كنوع من "المكايدة السياسية".
وقال الصحفي عبد العزيز إنه "تواصل مع الشركة الأمريكية "إيست فيو" التي أعلنت عن إتاحة محتوى أرشيف الصحيفة عبر الإنترنت بمقابل مادي، وأخبروه أنهم وقعوا عقدا مع مجلس إدارة الأهرام الحالي لترخيص إتاحة المحتوى الخاص بالعشرين عاما الماضية من الصحيفة من خلال شركتين تابعتين لها هما البوابة و"سايند جيت" المحدودة في الأردن والإمارات".
ويضيف الصحفي بالأهرام أن "العقد الذي وقعه مدير عام مؤسسة الأهرام العام الماضي 2020 تم إلغاؤه من جانب المؤسسة بعد 3 أشهر فقط من توقيعه لمخالفة الشركة الموقعة عليه بنود التعاقد بإتاحة هذا المحتوى لأغراض تجارية، لأن العقد الموقع مع الأهرام به بعض البنود الخاصة التي تحظر الاستخدام التجاري للمحتوى".
في حين يقول الصحفي المصري محمود كامل، الذي تابع الموضوع ونشر عنه عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، إن" المكتبة الوطنية الإسرائيلية بالقدس ربما حصلت على أرشيف جريدة الأهرام الورقي من خلال مكتبة الكونجرس الأمريكي، التي تحتفظ بنسخة من جميع الإصدارات في جميع أنحاء العالم وباللغات المختلفة، وربما تكون هي من مكنت المكتبة الإسرائيلية من الدخول إليها مقابل اشتراكات مالية أو اتفاق".
وتعد الأهرام أعرق وأكبر الصحف المملوكة للدولة المصرية. وقد تأسست سنة 1875 على يد الأخوين اللبنانيين سليم وبشارة نقلا.
منذ ذلك التاريخ، لم تنقطع إصدارات الصحفية التي تحولت بمثابة كنز للمعلومات، لما يختزنه أرشيفها من وثائق ومشاهد لأهم الأحداث السياسية والثقافية والاجتماعية في تاريخ مصر المعاصر.
سطرت على صفحات الأهرام مقالات لأهم كُتَّاب المنطقة ومفكريها، من أمثال الشيخ محمد عبده وطه حسين ونجيب محفوظ بالإضافة لمحمد حسنين هيكل وإدوارد سعيد.
كما كانت الصحيفة سباقة في مواكبة التطور الرقمي، فدخلت عالم الإنترنت عبر تدشين موقع إلكتروني عام 1998.
تفطنت الصحيفة إلى أهمية التكنلوجيا في تسهيل وصول الناس إلى أرشيفها الغني؛ فسمحت للمهتمين بالاطلاع عليه عبر موقعها الالكتروني قبل أن تسحبه مكتفية بإتاحته للقادرين على زيارة مقراتها الرسمية في القاهرة، بحسب ما ذكرته تدوينات المصريين عبر مواقع التواصل.

قد يهمك ايضاً

الكشف عن حقيقة العثور على "أبو هول" جديد بالقرب من الأهرامات

إعلان مرتقب عن كشف أثري جديد من عهد بناة الأهرامات بمحافظة الفيوم في مصر

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة حصول إسرائيل على إرشيف الأهرام وإغفال المنصة الأميركية كمصدر لها قصة حصول إسرائيل على إرشيف الأهرام وإغفال المنصة الأميركية كمصدر لها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab