لارا عتوم ترى أن السخرية السياسية تهدفت إلى بناء اجتماعي ثقافي
آخر تحديث GMT17:26:27
 العرب اليوم -

أكدت أنها تؤدي إلى الهروب من الواقع

لارا عتوم ترى أن السخرية السياسية تهدفت إلى بناء اجتماعي ثقافي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - لارا عتوم ترى أن السخرية السياسية تهدفت إلى بناء اجتماعي ثقافي

متحدثون يستعرضون نشأة السخرية السياسية في الأردن
عمان – إيمان يوسف

كشفت الباحثة لارا العتوم إن السخرية السياسية يعتبرها البعض "لغة ناطقة للغالبية الصامتة" ، فيما يعتبرها البعض البعض الأخر"نتاج إبداعي ينتقد القصورات، والتعاليم الاجتماعية في المجتمعات البشرية باستخدام النكتة، والعکس، والغضب، والنقائض" .

واعتبرها آخرون "الهروب من الواقع" وآخرون "نتاج خوف وهروب من العقاب" ، ولكن الأجماع فإن السخرية السياسية شكل إبداعي تحتمله النفس ويثير الضحك بغض النظر عن طبيعة الواقع التي تخرج منه ، سواء كان مضحكًا أم مبكيًا أم بلا موقف فالسخرية السياسية جاءت ملزمة بتقديم الحلول أو النظر إلى الشيء بإبداع بشري تام في المفردات التي يستخدمها  الساخر في التعبير بتجانسها مع المفاهيم الاجتماعية ، أو الثقافية ، أو السياسية.

وأضافت العتوم خلال ندوة نظمها مركز إمداد للإعلام في العاصمة الأردنية عمان مؤخرًا بعنوان "السخرية السياسية في الأردن" أن السخرية كالعديد من الكلمات التي تغير استخدامها مع مرور الزمن فأصل الكلمة سُخْرِيَّه "تَهَكُّم،اِسْتِهزاء" استخدامها الأن بمعناها "أُضْحوكة جَماعيَّة ، "نُكتة ساخرة" أكثر استخدامًا في الحياة العامة ، كنوع من أنواع التعبير خاصة تلك التي تخص الأوضاع السياسية.

وبينت العتوم أن الأردن بعد لبنان من أوائل الدول التي أعطت مساحة للكتابة الساخرة في صحيفة رسمية في أوائل الثمانيات في "شاهد عيان بعد أن كان تداولها في السبعينات بين العامة وبشكل غير رسمي إلى أن أصبحت منتظمة الصدور ومتطورة حتى وقتنا الحاضر الذي برز فيها الكاتب الأردني أجمد  حسن الزعبي ، كما احتضنت العديد من السياسيين الأردنيين الذي تميزوا بقربهم من الشارع الأردني ، ومنهم الوزير الأسبق الدكتور صبري ربيحات.

وبينت العتوم أن وجود الإنترنت زاد من زخم السخرية السياسية في المواقع الإلكترونية كافة ، إضافة إلى وجود مواقع متخصصة لذلك ، مشيرة إلى أن الإعلام ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالرسومات ، بما عرف بفن الكاريكاتير السياسي ، بمساحات على الصفحات الأخيرة للصحف ، حيث  بدأ مع عدد من الفنانين منهم رباح صغير ، وجلال الرفاعي ، وزكي شقفة حيث شكل ثلاثتهم ملامح هذا الفن في الأردن لعقد كامل تقريبًا ، وفي السبعينيات، تطوّر الكاريكاتير في الأردن على صعيد الشكل والمضمون مع تطور الطباعة.

وظهرت منافسة بين الرسامين وتم التطرق للقضايا المحلية ولو بخجل كما بدأت تقنيات الفنون الطباعية كالزيباتون والكاريكاتير الملون بالظهور إلى أن توسّع فنّ الكاريكاتير في الصحف الأردنية في فترة حساسة ، واكبت "فك الارتباط" القانوني والإداري والمالي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، عام 1988.

ورُفعت الأحكام العرفية وانطلقت مسيرة الديمقراطية والانتخابات وظهرت الصحف الحزبية الجديدة والأسبوعيات المنوّعة، ومعها ظهر الرسامون الشباب الجدد.
وأشارت العتوم إلى أنه منذ  التسعينيات حتى اليوم برز العديد من الرسامين في الأردن استفادوا من ارتفاع سقف الحرية ، وتعدد المنابر وأصبح التنافس على استقطاب رسامي الكاريكاتير مهمة رئيسة للصحف وصار هامش التطرّق إلى شؤون السياسة المحلية والتصدي لظواهر مجتمعية أمرًا متاحًا ، فقاموا بخلق حركة جديدة عبر رسوم تعبّر عن صوت المواطن الأردني من ارتفاع سقف الحرية ،

وفي عام 2008 ، حيث تألق أبرز رسامي وقتنا الحاضر عماد حجاج  ونضال هاشم وجلال الرفاعي وأمجد رسمي وناصر الجعفري ، حيث عملوا على تأسيس "رابطة رسامي الكاريكاتير الأردنيين" ، لافتة إلى أن السخرية السياسية والاجتماعية تغلغلت في الثمانينات ، من الصحف الورقية إلى الدراما الأردنية ، فتكاتف الشارع الأردنيمع الكوميديا الاجتماعية الساخرة من خلال المسلسل  "أبوعواد" ،  بتسليط الضوء على بعض عادات وثقافات ومشاكل المُجتمع المدني والريفي ومسلسل "العلم نور" الذي كان كمساند لعملية محو الامية التي شهدها الأردن ، في أوائل السبعينيات ، لينتقل بعد ذلك إلى المسرح الحر فكان أول مسرح أردني سياسي ساخر في منتصف التسعينيات "نبيل وهشام  ليصار" مسرح نبيل ، نبيل صوالحة ، الذي جعل ناقدوه يقولون ، وداعًا للعصر الذهبي للمقالات والأعمدة الساخرة ، إذ وضع مسرح نبيل صوالحة الأردن ، في خارطة الـعمال الساخرة العربية والعالمية وباتت تمتاز أعماله ليس فقط بأنها لسان حال المواطن الأردني بل فيما يسمى بالفكر الناقد الساخر الجديد ، بإبداع التعبير تحت سلطة الممنوع بجمل مرنه تكاد تكون نكتا سهلة التداول ، والاستخدام بين الناس بل وتتحمل الإضافة إليها من طرف ناقلها ، كالأساطير التي حملت الكثير من أحلام الناس التي نقلتها وأمانيهم ن وللمفارقة لم يختار "مسرح نبيل صوالحة" ، مواطنيه أو متابعيه ، وفي قضاياه مفتوحة قد تمس الواقع المعيشي للمواطن الأردني في المقام الاول.

وقد ترى مشهدًا يظهر مواطن في بلد ما في ظرف ما وهنا اختاره الجمهور كالناطق الإعلامي لحاله ، لما تمتع به من أخلاق في الطرح والسهل الممتنع في التعبير والذكاء في طرح السلبي ، إذ يشعر المواطن بالراحة أن هناك من يرسل الرسائل ، خاصة أن المعنيين من الجمهور بعد ذلك أسس الفنان موسى حجازين ، ما عرف بالكاريكاتير التلفزيوني الناطق متميزًا بإثارة القضايا الاجتماعية والسياسية بوقت قصير وهادف.

وبحسب العتوم فإن السخرية السياسية تحظى بإهتمام الشارع ليس فقط لإبداعها بل لقصرها وليونتها وتعبيرها المباشر ، حيث ابتعدت السخرية السياسية عن النمطية رغم زخم الأفراد العاملين فيها من هواه ومتخصصين وسياسيين ، وجمعت الناس باختلافاتهم بهدف بناء اجتماعي سياسي ثقافي أفضل مبتعدة عن الإدراك الخاطئ ، رغم تتلونها بتأثير مباشر على السلوك الفردي ، مولدة تفاعل اجتماعي كبير جدًا .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لارا عتوم ترى أن السخرية السياسية تهدفت إلى بناء اجتماعي ثقافي لارا عتوم ترى أن السخرية السياسية تهدفت إلى بناء اجتماعي ثقافي



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab