بغداد ـ نهال قباني
أعلن التلفزيون العراقي "سقوط الدولة الأسطورية"، بعد أن استعادت القوات الخاصة مسجد الموصل الشهير، حيث قام قائد "داعش" أبو بكر البغدادي بالظهور العام الوحيد المعروف. وقال قائد القوات الخاصة، "قوات مكافحة الإرهاب تسيطر على مسجد نوري وهدبة ". إلا أن الملازم العام عبد الوهاب السعدي، أكد أنه في الوقت الذي كانت فيه القوات العراقية على وشك استعادة المسجد، إلا أنهم لا يزالوا على بعد 20 مترًا.
ومن المتوقع أن يلقي رئيس الوزراء العراقي خطاب النصر في الموصل في وقت لاحق. وكان المسجد ومئذنته المائلتان اللتان كانتا من معالم الموصل، كان لهما أهمية كبرى في تاريخ حكم داعش في العراق. وبدا البغدادي خلال صلاة الجمعة في مسجد نوري في عام 2014، بعد وقت قصير من استيلاء داعش على مدينة العراق الثانية، مطالبا المسلمين بطاعته. وبعد ثلاث سنوات، لا يزال مصير البغدادي ومكان وجوده مجهولا، وفقد داعش الكثير من الأراضي التي اجتاحها في عام 2014. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الارهابيين المطلوبين في العالم لقوا حتفهم في غارة جوية روسية يوم 28 مايو/أيار مع قادة اخرين كبار.
ويعتقد أن البغدادي، الذي رصدت مكافأة قدرها 20 مليون جنيه استرليني على رأسه، يختبئ في الصحراء خارج مدينة الموصل المحاصرة في شمال العراق. لكن اجهزة الاستخبارات تعتقد أنه هرب من المدينة بينما كان يستعيدها الجيش العراقي. ويعتقد أنه حاول بعد ذلك الوصول إلى الرقة. وأبلغ عن وفاته أكثر من عشر مرات في الماضي. وقد قام الجهاديون بتفجير المسجد والمئذنة في 21 حزيران / يونيو، حيث كانوا يشكلون مقاومة يائسة على نحو متزايد لتقدم القوات العراقية.
وقال مسؤولون من العراق والائتلاف المناهض لتنظيم داعش، بقيادة الولايات المتحدة أن تدمير الموقع كان دليلا على فقدان الجماعة الجهادية الوشيك للموصل، ووصفه رئيس الوزراء حيدر العبادي بأنه "اعلان رسمي للهزيمة". وفقدان المئذنة الشهيرة في القرن الثاني عشر - هي واحدة من المعالم الأثرية الأكثر تميزا في البلاد، والتي يشار إليها أحيانا باسم برج بيزا في العراق - ترك البلاد في حالة صدمة. لكن التدمير كان متوقعا على نطاق واسع، حيث قال القادة إن داعش لن تسمح للقوات العراقية بتسجيل انتصار رمزي كبير من خلال استعادة الموقع.
وادعى تنظيم "داعش" على وكالة الدعاية التابعة له أن الموقع أصيب في غارة جوية أميركية، لكن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، قال إن المتطرفين "دمروا إحدى كنوز الموصل والعراق الكبرى". وجاء تدمير المسجد بعد ثلاثة أيام من قيام القوات الحكومية بشن هجوم على البلدة القديمة، وهي آخر منطقة في الموصل لا تزال تحت سيطرة داعش. ويعتقد أن حوالي 100 الف شخص ما زالوا محاصرين في المنطقة من قبل داعش، التي تستخدم المدنيين كدروع بشرية للدفاع عن اخر معاقل لها في الموصل.
المنطقة التي لا يزال يسيطر عليها المتطرفون صغيرة ولكن شوارعها الضيقة ووجود عدد كبير من المدنيين جعل العملية محفوفة بالمخاطر. وقد تعرض المتطرفون لمقاومة شرسة في البلدة القديمة، حيث أدى إطلاق قذائف الهاون وعدد كبير من الفخاخ المتفجرة إلى إبطاء التقدم العراقي. وبينما حققت القوات العراقية تقدما جيدا للوصول إلى مسجد نوري، حذر القادة العراقيون من أن معركة المدينة القديمة لم تنته بعد.
أرسل تعليقك