عالمية خداع الدولة ودور الإعلام في تزييف الحقيقة
آخر تحديث GMT04:45:56
 العرب اليوم -

رغم مبالغة مقولة أن التاريخ توقّف عند عام 1936

عالمية خداع الدولة ودور الإعلام في تزييف الحقيقة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عالمية خداع الدولة ودور الإعلام في تزييف الحقيقة

مجموعة من الملصقات الدعائية من قبل وخلال الحرب العالمية الثانية
برلين ـ جورج كرم

تعتبر مقولة "لقد توقف التاريخ عام 1936، بعد ذلك، كانت الدعاية فقط"، من أهم أقاويل جورج أورويل، وذلك في العصر الذي تفاقمت فيه المآسي المتعددة الناجمة عن الكساد الكبير لاستراتيجيات وسائل الإعلام التي لا ترحم لهتلر وستالين، وكانت الحقيقة هي الضحية الأولى للكساد العظيم. ما يعكس معاناة هذا التوقيت، حيث تم تصنيع الدعاية على نطاق غير مسبوق. وبينما كانت تهدد العالم كارثة اقتصادية لتحريك الحروب قال جورج أورويل، إن الكذب المفيد كان مفضّل على الحقائق الضارة. وذهب أبعد من ذلك، معلنا أن التاريخ توقف في عام 1936. بعد ذلك كل ما نعيش فيه دعاية فقط.

عالمية خداع الدولة ودور الإعلام في تزييف الحقيقة

وعلى الرغم من أن هذه مبالغة مميزة، لكنه يشير إلى عالمية خداع الدولة، فالكساد كان مصطلح يهدف إلى إحداث عملية تضليل على المدى البعيد،  واستخدمها الرئيس هوفر على أساس أنه كناية عن كلمة الأميركية القياسية للأزمة المالية "الذعر". وبطبيعة الحال، الكذب أمر بشري، اُستخدم على مرّ العصور، ولكن تم تطويره بشكل مكثّف خلال الحرب العالمية الأولى، ولا سيما في ظل اتجاه السير هارمسورث، مؤسس الصحافة الشعبية في بريطانيا والذي يشتهر في ألمانيا باسم "أبو الكذب".

عالمية خداع الدولة ودور الإعلام في تزييف الحقيقة

وأدت جهود هارمسورث إلى عواقب وخيمة على أوروبا. وزعم القوميون المتطرفون أن ألمانيا لم تُهزم بقوة السلاح في عام 1918، ولكن طعنت في الظهر من قبل المجرمين السياسيين الذين استخدموا الدعاية البريطانية الوحشية. ولكن الدعاية، مثل الإعلانات، تصيب المناطق الحساسة فقط عندما تكون الظروف مناسبة. فهتلر لم يكن له أبدا أن يحصل على دعم واسع النطاق إذا لم يكن قادرا على استغلال المآسي المتعددة من الكساد. فبعد عام 1929، تقبّل الألمان تأكيده بأن معاناتهم هي ثمرة الشر من نظام فايمار الفاسدة. وأصر أن المشكلة ليست اقتصادية بل سياسية، ولا يمكن حلها إلا من خلال استعادة القوة الألمانية، تحت قيادته.  

وعندم أصبح هتلر في السلطة، نشر جميع موارد الدولة والتكنولوجيا الحديثة للسيطرة على العقول الألمانية، واستخدم الإرهاب والمسرح في ذلك، فكان يتواصل معهم بمفعول التنويم السحري، من خلال وسائل الإعلام الجديدة للإذاعة والسينما. وكان كل مجال من مجالات الحياة الألمانية مسلوب من قبل هتلر ونظامه، فقد هاجم غوبلز الفن ووصفه بـ"المنحل" وأشرف على حرق الكتب من المكتبات العامة ووصفها بـ "بيوت الدعارة الفكرية". وتم تنظيم الصحافة، وترهيب الكنيسة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالمية خداع الدولة ودور الإعلام في تزييف الحقيقة عالمية خداع الدولة ودور الإعلام في تزييف الحقيقة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab