التحقيقات تؤكّد أن الحكومة السورية تعقبت تحركات ماري كولفن للقضاء عليها
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

يقاضيها المدعون بمبلغ 300 مليون دولار ويطالبون بإصدار حكم علني ضد الرئيس بشار الأسد

التحقيقات تؤكّد أن الحكومة السورية تعقبت تحركات ماري كولفن للقضاء عليها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التحقيقات تؤكّد أن الحكومة السورية تعقبت تحركات ماري كولفن للقضاء عليها

الصحافية ماري كولفن
دمشق ـ نور خوام

استهدف نظام الرئيس السوري بشار الأسد، عمدًا مبنى استخدمه الصحافيون أثناء حصار حمص في عام 2012 ، مما أسفر عن مقتل الصحافية ماري كولفن والمصور ريمي أوشليك، وفقًا لقضية قانونية تاريخية أثارتها عائلة كولفين. وتم تقديم الأدلة على مدى السنوات الست الماضية منذ أن قدم موت السيدة كولفين للقضاء، بما في ذلك فيديو من لحظاتها الأخيرة، وما يقرب من 200 وثيقة عسكرية سرية وشهادة من منشق سوري.

ويدعي التحقيق أن الحكومة السورية تعقبت تحركات الصحافية الأميركية من أجل إسكات تقاريرها عن الحرب الأهلية. ويقاضي المدعون الحكومة السورية بمبلغ 300 مليون دولار ويدعون المحكمة الفيدرالية في واشنطن لإصدار حكم علني ضد نظام الأسد، وإدانته على جرائمه المزعومة. وقالت شقيقة كولفين "كات كولفين" في حديثها إلى صحيفة الإندبندنت، إن مركز العدالة والمساءلة (CJA) قد وضع "مجموعة أدلة قوية حقًا". "لقد كان من المأثر قرائتها"."ويوضح ما حدث أنه كان هناك جهد مخطط بشكل جيد لاستهداف الصحافيين عكس أي شخص آخر في سورية، فهم يقتلون الصحافيين، ثم الأشخاص الذين يقودون المسيرات، ثم المشاركين العاديين. إنها مروعة" .

وكانت ماري كولفين، وهي مراسلة أجنبية مخضرمة لصحيفة "صنداي تايمز"، في مهمة مع المصور الفرنسي ريمي أوشليك الحائز على جائزة في فبراير/شباط 2012 ، لتوثق أول حصار كبير للحرب الدموية هناك . وقد أدى إطلاق الصواريخ على المنزل الذي كانا يقيمان فيه في حي بابا عمرو في حمص إلى مقتلهما وإصابة المصورين البريطانيين بول كونروي والمراسل الفرنسي إديث بوفير والمترجم السوري وائل العمر. وتوفي تسعة مدنيين آخرين على الأقل في القصف.

وتضمنت الدعوى كدليل، 10 روايات شهود عيان على الهجوم وعشرات من صفحات المخابرات والوثائق العسكرية التي تم تهريبها إلى خارج البلاد من قبل مجموعة ناشطة معارضة للجنة العدالة والمساءلة الدولية (CJA). ويقول محامو عائلة كولفين إن فاكسًا في أغسطس/آب 2011 ، يُزعم أنه أرسل من مكتب الأمن القومي في سورية، أمر الهيئات الأمنية بشن حملات عسكرية واستخباراتية ضد "أولئك الذين يشوهون صورة سورية في وسائل الإعلام الأجنبية والمنظمات الدولية".

وأظهرت وثائق أخرى أن خلية إدارة الأزمات المركزية، وهي حكومة حرب خاصة أنشأها الأسد للإشراف على حملة قمع المعارضة الديمقراطية، قد تتبعت تحركات كولفين من لبنان وعبر الحدود إلى سورية، وهي الأدلة التي يقول محامو الأسرة أنها أظهرت أنها كانت تستهدف الاغتيال على أعلى المستويات الحكومية.

وقامت الفرقة الرابعة المدرعة التابعة للجيش السوري، بقيادة شقيق الرئيس الأسد ماهر، بتعقب موقع كولفين عن طريق تتبع إشارة هاتفها عبر الأقمار الصناعية، وأكدت ذلك من خلال المخبرين على الأرض، وفقا للمدعين. ويزعمون أن المنزل الذي يتم استخدامه كمركز إعلامي مؤقت لتوثيق تجويع وقصف حصار حمص الذي يسيطر عليه المتمردون، تم قصفه من قبل الحرس الجمهوري السوري والقوات الخاصة التي تعمل مع فرقة الموت شبه العسكرية المعروفة باسم الشبيحة. ولقد رفض الرئيس الأسد الاعتراف بالقضية الأميركية. وفي رده العلني الوحيد في مقابلة في عام 2016 بعد رفع الدعوى، قال إن السيدة كولفين هي المسؤولة عن وفاتها. وقال في ذلك الوقت: "إنها حرب، وقد جاءت بشكل غير قانوني إلى سورية، وعملت مع الإرهابيين ولأنها جاءت بشكل غير قانوني، فهي مسؤولة عن كل ما أصابها".

وعادة ما تكون الحكومات الأجنبية محصنة ضد الدعاوى المدنية الأميركية، ولكن هناك استثناءات للبلدان التي حددتها وزارة الخارجية كراعٍ للإرهاب، مثل سورية. وقال سكوت غيلمور، المحامي في CJA، الذي يمثل عائلة كولفين ، إن القضية التي تعد الأولى من نوعها في الولايات المتحدة ضد الحكومة السورية، يجب أن تشكل مخططًا لمحاولات أخرى لتحقيق العدالة في الحرب السورية الوحشية. و"هذه قضية مدنية تسعى للحصول على تعويضات عقابية ومالية قدرها 300 مليون دولار، لكن هذا ليس هدفها الأساسي، فالهدف الرئيسي هو إنشاء سجل تاريخي لأهوال سورية وتحفيز وبناء دعم للتحديات القانونية الأخرى في جميع أنحاء العالم".

وهناك عدد قليل من السبل مفتوحة أمام السوريين الذين يسعون إلى العدالة ضد الاختفاءات المزعومة والتعذيب والجرائم الأخرى للحكومة السورية. ففي العام الماضي استقالت رئيسة لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في انتهاكات حقوق الإنسان في الحرب الأهلية من منصبه لأنها كانت محبطة للغاية بسبب عدم قدرتها على محاسبة المجرمين.

وهناك العديد من التحقيقات الجنائية الجارية باستخدام مبادئ الولاية القضائية العالمية. لكن في غياب أي آلية للأمم المتحدة تعمل للحد من جرائم الحرب السورية، فإن البحث عن الحقيقة والعدالة يمثل تحديًا صعبًا للغاية. وقالت كات كولفين: "تشعر عائلتنا بتضامن كبير مع الشعب السوري، ومن المؤلم أن نعتقد أن هذه المأساة لا تزال مستمرة ولا يبدو أن هناك من يهتم بها بعد الآن. خاطر الشهود بحياتهم للحصول على هذه الأدلة. نحن ممتنون إلى الأبد. إن إرث ماري يلفت الانتباه إلى هذه القضايا. ويستمر عملها وصوتها ".

ويذكر أن سورية دخلت عامها الثامن في الحرب الأهلية الشهر الماضي. وأدى الصراع المعقد إلى مقتل أكثر من 500 ألف شخص ودفع نصف سكان ما قبل الحرب البالغ عددهم 22 مليون نسمة إلى النزوح عن ديارهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحقيقات تؤكّد أن الحكومة السورية تعقبت تحركات ماري كولفن للقضاء عليها التحقيقات تؤكّد أن الحكومة السورية تعقبت تحركات ماري كولفن للقضاء عليها



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab