الحريري يُدعّم حربًا إعلامية ضد حزب الله لكشف نواياه تجاه السنيورة
آخر تحديث GMT20:08:27
 العرب اليوم -

تتراشق القنوات الخاصة بكلا الطرفين في ظاهرة سياسية نادرة لبنانيًا

الحريري يُدعّم حربًا إعلامية ضد "حزب الله" لكشف نواياه تجاه "السنيورة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحريري يُدعّم حربًا إعلامية ضد "حزب الله" لكشف نواياه تجاه "السنيورة"

رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري
بيروت- العرب اليوم

تحول الهجوم المتعمّد من حزب الله اللبناني، على رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، على خلفية إثارة الأخير قضية الحسابات المالية لإنفاق الـ11 مليار دولار أميركي بين عامي 2006 و2009، إلى حملات إعلامية متبادلة بين إعلام "تيار المستقبل" الذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري، وإعلام "التيار الوطني الحر" الذي اشترك مع "حزب الله" في الهجوم على السنيورة.

وتناوب الفريقان التراشق الإعلامي بين المحطتين الخاصتين بكل منهما، حيث هاجمت محطة "أو تي في" الناطقة باسم حزب الله، فردّ عليه تلفزيون "المستقبل" الناطق باسم "تيار المستقبل" وهو ما يُعد ظاهرة غريبة على الوسط السياسي، خصوصًا في السنتين الماضيتين، لأن الجهتين اللتين تقفان وراء كل منهما، على وئام سياسي منذ مدة، وتراعيان التعاون القائم بين الرئيس العماد ميشال عون والرئيس الحريري.

وتحدثت مصادر إعلامية عن تزامن تلك الحملات على رموز تيار المستقبل تحت عنوان "مكافحة الفساد"، مع هجوم على مؤتمر "سيدر" من قبل وسائل إعلام مقربة من "حزب الله"، لمناسبة زيارة منسق السفير بيار دوكين، المكلف من الرئاسة الفرنسية متابعة تنفيذ قراراته.

وكان السنيورة كرر تفنيد وجهة إنفاق مبلغ الـ11 بليون دولار في مؤتر صحافي وعرض جداول حول أرقام هذا الإنفاق، في مؤتمره الصحافي يوم الجمعة الماضي، ورأى أن الفاسد سياسياً هو كل من يقيم دويلات داخل الدولة، ويسيطر على مرافقها، رداً على دعوة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في 16 شباط (فبراير) الماضي إلى كشف قضية الـ11 بليون دولار وكيف أنفقت، في إطار سعي الحزب إلى "مكافحة الفساد"، ثم حديث النائب في الحزب حسن فضل الله عن فضائح في حسابات الخزينة، وتقديمه ما وصفه بأنه مستندات عنها إلى النيابة العامة المالية.

وإذ رد فضل الله في بيان على مؤتمر السنيورة قائلا إنه لم يسمِه، وإنه سمّى نفسه، ثم عاد واتهمه في بيانه بأنه "كان يجيد فنَّ التهرب من الحساب القانوني"، فإن محطة "أو تي في" شنت هجوماً عنيفاً على السنيورة على رغم التقارب القائم بين "التيار الوطني الحر" ورئيسه الوزير جبران باسيل، وبين الرئيس الحريري.

وجاء في مقدمة المحطة: "ربما تأخر حزب الله والحلفاء بفتح النار على الفساد لكن فؤاد السنيورة لم يتاخر ابداً في الرد على النيران الاولى. حول دفاعه المالي المشوب بالعثرات، المليء بالثغرات، إلى هجوم سياسي على حزب الله مطلِقاً القذائف الدخانية للتعمية والقنابل المسيلة لدموع التعاطف واستدرار العطف واستجرار الرد على الدويلة من حراس الحريرية السياسية الذين اتخذوا مواقع لهم في الصفوف الأمامية والمواجهة الالتحامية الوهمية الخيالية مع حزب الله طبقاً للقول السائر: "يطعمك الحج والناس راجعة".

أضافت المحطة: "حزب الله تحاشى التسميات لكن السنيورة يخشى تسوية الحسابات السياسية قبل الحسابات المالية والقيود الدفترية. يخوض معركة استباقية بأسلحة الماضي ورجالات الماضي الغابر والربيع العابر الذين أضحوا في خريف المسيرة وسن اليأس السياسي". واعتبرت أن السنيورة "يخشى سوء العاقبة وفتح الاوراق القديمة في عهد الأب بعدما تخلى عنه الإبن وأفرد من النيابة والوزارة ورئاسة الوزارة واستفرد في الفساد من دون سائر العباد".

ورأت أن "حزب الله الذي لم ينس دور السنيورة في حرب تموز (يوليو) وما تلاها من انهيار حكومي و7 ايار (مايو) وما سبقها من تلاعب بالخيار وتوجيه القرار، يتطلع الى السنيورة العائد الى الخطاب الهجومي للحريرية السياسية على حزب الله مدفوعاً بتململ الشارع ومشفوعاً بغضب القواعد نافياً ان يكون لوحده في المعركة رافضاً ان يكون لوحده في قفص الاتهام.

والسؤال الاكثر حساسية في الايام الاخيرة كان: هل يكون التراشق بتهم الفساد مدخلا لمشكلة سياسية اكبر بين مكونات الحكومة وإيقاداً للخلاف السني - الشيعي وإحراجاً لرئيس الحكومة واستدراجه لمعركة لا يريدها ولا يخطط لها؟ ام مبرراً للتهدئة وإعادة النظر بالتوقيت تقديراً للظروف والعواقب والإفساح في المجال للحكومة كي تقلع بملفات منتظرة ومنتجة قبل أن تطيح بها عاصفة الملفات؟ السنيورة وصف موقف حزب الله بالزوبعة في فنجان والحزب رد بأن العاصفة آتية لكنها لا تستهدف شخصاً او حزباً او طائفة"...

أقرأ أيضاً :سوريون يقرصنون موقع الدفاع المدني اللبناني ويوجّهون رسالة للحريري

ومساء أمس رد تلفزيون "المستقبل" في مقدمة نشرته الإخبارية بعنف على محطة "أو تي في" فأكد أن "ما يجمع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بالرئيس فؤاد السنيورة، قضية وطن وشعب، وتاريخٌ من النضال المشترك في الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله وحريته. تاريخ في الدفاع عن مصالح لبنان واللبنانيين. تاريخ قائم على إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكلِ ما يُمثل، لكن يبدو ان البعض يريد ان يتناسى هذا الامر".

أضاف: "بالأمس طالعتنا محطة الـ"أو تي في" في نشرتها المسائية بكلام تضمنته مقدمتها الإخبارية لا يمكن وصفه إلا بمحاولاتِ تفرقة رخيصة هي من نسيج خيالِ مَن كتبها وهم يعرفون تماماً أنها أضغاث احلام. فالذين يشرفون على سياسات المحطة العليا والسفلى جعلوها تتولى دوراً لم تكن بحاجة اليه".

وأكد "المستقبل" في مقدمة نشرته أن "فؤاد السنيورة اليوم هو تيار "المستقبل"، وهو الحزب والموقع، وهو رئاسة الحكومة وهو الطائفة التي يمثلها إذا شئتم. فؤاد السنيورة رمزٌ لرجل الدولة التي دافع عن مصالحها ولم يبع هذه المصالح في سوق النخاسة الاقليمي لقاء جوائز ترضية في هذا الموقع وذاك. فؤاد السنيوة كان ولم يزل خطَ الدفاع عن حقوق الدولة وسيادتها وقرارها المستقل ولم يقدم حقوق الدولة هدايا مجانية للمحاور الاقليمية. الذي يتطاول على فؤاد السنيورة يتطاول على الرئيس سعد الحريري وعلى كل ما يمثله السنيورة في تاريخ الحريرية السياسية".

وتابع: "أما الإبراء المستحيل (كتاب أصدره "التيار الحر" عام 2013 لاتهام "المستقبل" بالفساد وهدر المال العام، قبل التسوية مع الحريري على تأييد عون للرئاسة)، فيمكنهم ان يبلّوه ويشربوا المياه الآسنة التي نشأت عنه. تقديمٌ لحزب الله اوراق اعتماد جديدة للمعارك السياسية المقبلة. هذا شأنكم. اما شأنُ فؤاد السنيورة ومن معه، فيبقى الدفاعَ عن مصالح الدولة وحمايةَ لبنان من سياسات عشوائية، لا وظيفة لها، سوى توريط لبنان والدولة، في معارك وهمية".

وقالت مصادر مراقبة إنه ليس من عادة موقف بهذه الحدة أن يصدر عن محطة "المستقبل" من دون علم القيادة السياسية لتيار "المستقبل". إلا أن مصدراً قيادياً في التيار قال إن "محطة "أو تي في" شنّت هجوماً وردّ عليها تلفزيون "المستقبل" وليس هناك حملة منظمة وهذا كل ما في الأمر". وحصر المصدر بهذا التفسير المشكلة بين الوسيلتين الإعلاميتين، ما يعني أن هناك نية لعدم توسيع الاشتباك السياسي.

ولفت المصدر إلى حصول هجوم من وسائل إعلام موالية ل"حزب الله"، على قرارات مؤتمر "سيدر" وعلى زيارة السفير دوكين قبل ثلاثة أيام إلى بيروت والتي حثّ فيها المسؤولين اللبنانيين على الإسراع في إرسال إشارات إيجابية للمجتمع الدولي الذي خصص في مؤتمر باريس 11،8 بليون دولار على شكل هبات وقيود للبنان، كهبات واستثمارات في البنى التحتية، لمساعدته على النهوض باقتصاده المتعثر، شريطة تطبيق إصلاحات اقتصادية ومالية وإدارية، لأن تأخير تشكيل الحكومة منذ أيار (مايو) الماضي أضاع الكثير من الوقت وجعل بعض الجهات المانحة تشكك بمقدرة التركيبة السياسية على الإصلاحات".

وأشار المصدر إلى وصف بعض وسائل الإعلام كلام دوكين على أنه "إملاءات"، فيما تحدثت أخرى عن "عودة الانتداب الفرنسي". أوضح أيضا مصدر واكب لقاءات دوكين في بيروت أن الأخير حثّ المسؤولين اللبنانيين على السرعة ثم السرعة، في إرسال الإشارات الإيجابية للمانحين لأن هناك اجتماعاً سينظم في باريس بين 5 و8 من شهر نيسان (أبريل) المقبل مع رجال الأعمال الفرنسيين والشركات المعنية بالاستثمار، بدعوة من الرئيس الحريري، على غرار منتدى الأعمال الذي انعقد في كانون الأول (ديسمبر) الماضي في لندن للترويج لـ"سيدر". وأضاف المصدر أن دوكين أراد أن تبرهن الحكومة اللبنانية عن جدّيتها في الإصلاحات للمستثمرين، بخطوات يمكنها اتخاذها قبل هذا الاجتماع الذي يصادف مع مرور سنة على انعقاد مؤتمر "سيدر"، بعد التأخر في مباشرتها، نتيجة التعطيل الذي أصاب ولادة الحكومة.

وأوضحت مصادر أخرى أن دوكين خرج بانطباع إيجابي عن نوايا لبنان في شأن الإصلاحات من لقائه مع الحريري وعدد من الوزراء، وحصل على صورة دقيقة عن أرقام الوضع المالي المتعثر من اجتماعه مع وزير المال علي حسن خليل، وباستنتاج بأن نصيحته الإسراع في إجراء التعيينات في الهيئات الناظمة للقطاعات الإنتاجية، لا سيما في قطاع الكهرباء الذي يوليه المانحون أهمية لخفض عجز الخزينة، قد لا يؤخذ بها كلها (مع الاتصالات والطيران المدني..) لأن وزيرة الطاقة ندى البستاني حدثته عن وجوب تعديل القوانين أولاً، ما يوحي بتأخير تعيين الهيئة الناظمة للكهرباء وتأخير معالجة أزمة الطاقة الكهربائية...

قد يهمك أيضا .. 

سعد الحريري يتجاوز نجيب ميقاتي في هذا الأمر

الحريري يدعو الوزراء إلى عدم اللعب على وتر الخلاف مع عون

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحريري يُدعّم حربًا إعلامية ضد حزب الله لكشف نواياه تجاه السنيورة الحريري يُدعّم حربًا إعلامية ضد حزب الله لكشف نواياه تجاه السنيورة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:53 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وأمير قطر يبحثان التطورات في المنطقة
 العرب اليوم - رئيس دولة الإمارات وأمير قطر يبحثان التطورات في المنطقة

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
 العرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 18:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد السقا يكشف عن أحلام طفولته
 العرب اليوم - أحمد السقا يكشف عن أحلام طفولته

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 العرب اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 04:44 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تجدد القصف المدفعي شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

GMT 20:58 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

العملات المشفرة ترتفع وبيتكوين تتخطى 68 ألف دولار

GMT 07:07 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

استئناف الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة

GMT 04:52 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تؤجل اختبار صاروخها الفضائي الجديد

GMT 01:37 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تستهدف بلدة دبين جنوب لبنان

GMT 02:19 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن نقل 11 مصابًا جراء الصواريخ إلى المستشفيات

GMT 14:16 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تشن هجوما على ترامب وتنتقد تعليقه بشأن النساء

GMT 14:18 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تمنح 270 مليون دولار مساعدات للمتضررين من الفيضانات

GMT 07:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل مسلحة عراقية تعلن استهداف 6 مواقع حيوية داخل إسرائيل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab