الموافقة على مقترح قانون لإحداث قناة تلفزيونية برلمانية في المغرب
آخر تحديث GMT19:04:36
 العرب اليوم -

جاءت المبادرة من فرق نيابية من الأغلبية والمعارضة

الموافقة على مقترح قانون لإحداث قناة تلفزيونية برلمانية في المغرب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الموافقة على مقترح قانون لإحداث قناة تلفزيونية برلمانية في المغرب

مجلس النواب المغربي
الرباط - العرب اليوم
صادق مجلس النواب المغربي أخيراً على مقترح قانون لإحداث قناة تلفزيونية برلمانية، وهو مشروع انتظره النواب منذ أزيد من 30 سنة. وجاءت المبادرة من فرق نيابية من الأغلبية والمعارضة.   لا يخفي أعضاء مجلسي البرلمان المغربي أن الهدف من إحداث قناة برلمانية، هو تحسين صورتهم لدى الرأي العام، التي تنقلها عنهم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة. فلطالما اشتكى البرلمانيون المغاربة من تسليط كاميرات النقل التلفزيوني على الكراسي الفارغة داخل قاعة الجلسات العامة، سواء في الجلسة الأسبوعية المخصصة للأسئلة أو جلسات التصويت على القوانين، وباعتقادهم أن هذا الأمر مقصود لإظهار حجم غياب النواب وتخلفهم عن حضور تلك الجلسات، فضلاً عن تعمد بعض مصوري الصحف التقاط صور نواب وقد غلبهم النوم، أو أنهم منشغلون بالنظر في هواتفهم النقالة أو تبادل الأحاديث الثنائية. فما العمل؟   بإحداث قناة تلفزيونية خاصة بالبرلمان سيجري «تصحيح صورة البرلمان لدى المواطنين، ونقل ما يجري داخله»، لأنها ستتكفل بنقل ما لا ينقل على القناتين التلفزيونيتين المغربيتين الأولى والثانية. وسيظهر المجهود الكبير الذي يبذله النواب في «الظل»، إذ إن القناة ستقوم بـ«تغطية ونقل عمل أعضاء البرلمان في مختلف مراحل العمل البرلماني، من أشغال اللجان الدائمة والموضوعاتية والنقاشات التي تعرفها الجلسات العامة، وكذلك تغطية الندوات والأيام الدراسية والبرامج الحوارية ذات الصلة بالعمل البرلماني»، حسب ما جاء في مقترح القانون. كل ذلك من أجل «تعزيز الانفتاح والتواصل الإيجابي للمؤسسة التشريعية مع محيطها، وخصوصاً مع المواطن، لتكون منبراً يعكس كل هواجسه وانشغالاته». كما ستعمل على دعم وتشجيع المشاركة السياسية للشباب والنساء.   في سياق ذلك، قال عبد الواحد الأنصاري، رئيس الفريق النيابي لحزب الاستقلال المعارض، إن «البرلمان المغربي الموقر يتعرض لشتى أنواع الانتقادات حول قلة الفعالية وعدم الانتظام في العمل، وإن صورته ما انفكت تعاني من هذه الانتقادات رغم أنه أصبح له حضور ويشكل قوة في أداء الدور المنوط به المتمثل في مهامه التشريعية والرقابية وتقييم السياسات العمومية». وتأسف الأنصاري لكون «معظم المواطنين والمواطنات ينظرون إلى أن أعضاء البرلمان إنما يعملون لخدمة أجندة سياسية صرفة». وزاد قائلاً إن «ما يؤسفنا أكثر هو أن التغطية الإعلامية لأنشطة البرلمان بمختلف أنواعها تعزز هذه الصورة النمطية لدى المواطنين»، وهذا الأمر يكرس بنظره «النظرة السلبية تجاه العمل السياسي والممارسة البرلمانية».   وأشار النائب المغربي المعارض إلى أن إحداث قناة خاصة بالبرلمان حلم راود البرلمانيين منذ أزيد من 30 سنة، وسيؤسس لمرحلة جديدة في الإعلام من خلال إعلام برلماني مؤهل يصل إلى كل شرائح المجتمع يبرز المهام المنوطة بالمؤسسة والدبلوماسية البرلمانية، ويبرز أيضاً «العمل الجاد والمضني للنواب داخل اللجان»، حسب تعبيره.   أما النائب محسن مفيدي، المنتمي لحزب العدالة والتنمية متزعم الائتلاف الحكومي، فقال إن «لحظة التصويت على مقترح قانون يتعلق بالقناة البرلمانية، لحظة طال انتظارها، بالنظر إلى المكانة التي يحتلها البرلمان في البناء الدستوري للمملكة».   وأوضح مفيدي أن القناة البرلمانية، ستتم الاستفادة فيها من تجارب دولية، ساهمت فيها قنوات البرلمان في فتح وإغناء النقاش السياسي ومواكبة التطور الديمقراطي، مثل كندا وبريطانيا وفرنسا، مضيفاً أنه من المنتظر من القناة البرلمانية، نقل النقاش البرلماني، وتقريب المهام التي يقوم بها البرلمانيون للمواطنين، خاصة أن تمثلاتهم حول المؤسسة التشريعية تتعلق فقط بالجلسة الأسبوعية التي ليست سوى جزء من مهام البرلمانيين».   وعاش البرلمان المغربي فترة ازدهار غير مسبوقة من حيث نسبة متابعة الجلسات العامة، لا سيما تلك المتعلقة بالمساءلة الشهرية لرئيس الحكومة التي أقرها للمرة الأولى دستور 2011، إذ كانت تلك الجلسات تحظى بنسب متابعة عالية خلال الولاية الحكومية لعبد الإله ابن كيران التي امتدت خمس سنوات (من 2012 إلى 2016)، والسبب هو الخطاب السياسي الجديد الذي جاء به ابن كيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، والذي أوصله «الربيع العربي» إلى رئاسة الحكومة للمرة الأولى فكانت تجربة جديدة حظي فيها بن كيران بشعبية كاسحة، وانتهت فترة الازدهار بإعفاء ابن كيران من رئاسة الحكومة لولاية ثانية، وتعيين سعد الدين العثماني خلفاً له، وبذلك عادت نسب المتابعة لجلسات المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة إلى حالتها السابقة، وفقد عدد كبير من المغاربة الحماس لمتابعتها لاختلاف السياق السياسي وطبيعة الخطاب بين العثماني وابن كيران.   وعندما فتح النقاش حول مشروع القناة البرلمانية قبل سنوات طرح مهتمون أسئلة تتعلق بجدوى المشروع وإمكانية نجاحه المتعلق أساسا بتحقيق نسب مشاهدة معقولة، ومن بين تلك الأسئلة كيف ستنجح قناة تعنى بشؤون البرلمان من جذب اهتمام المواطن المغربي العادي في ظل الخيارات اللامحدودة المتاحة أمامه من قبل وسائل التواصل الاجتماعي؟ ومختلف المنصات الرقمية والمحطات التلفزيونية؟   كما أثار آخرون مشكلة ضمان استقلالية القناة، وعدم تبعيتها لأي جهة (قناة تعكس التعددية اللغوية والسياسية والثقافية بموازنة مستقلة لا يتحكم فيها الفاعل السياسي، ومنفتحة على كل الفعاليات الحقوقية والسياسية والمجتمع المدني).   يذكر أن القانون المحدث للقناة يمنعها من بث الإعلانات كيفما كان نوعها، ما عدا تلك المتعلقة بالمشاركة السياسية في الانتخابات والاستفتاءات الدستورية، كما يمنعها من نقل نقاشات اللجان الدائمة إلا بموجب قرار من رئيس المجلس التابعة له كل خدمة تلفزيونية، في احترام للدستور والنظامين الداخليين لكل مجلس». ويعتبر مقترح إحداث هذه القناة «دعامة أساسية لدعم المنحى التأسيسي العام للبلاد، في إطار ضمان الخيار الديمقراطي، وضمان حرية التعبير وحق المواطنين في الولوج إلى المعلومة».   وأسند القانون تسييرها إلى شركتين مساهمتين طبقا لقانون الشركات 17.95، وتضم خدمتين تلفزيونيتين، الأولى خاصة بمجلس النواب، والثانية خاصة بمجلس المستشارين.   وحسب مقترح القانون، فإن تسيير كل شركة من الشركتين يخضع لمجلس إداري برئاسة رئيس المجلس ومكون من رؤساء الفرق والمجموعات النيابية التابعين للمجلس المعني كأعضاء، ويحيل مكتب المجلس التابعة له الشركة البرامج على المجلس الإداري وكل الاقتراحات والتوجيهات التي يراها مواتية لتحسين العمل من أجل اعتمادها.  

 

قد يهمك أيضًا

 المغرب يعتمد أول قانون لمحاربة العنف ضد النساء رسميًا

أول قناة تلفزيونية بكادر نسائي في سورية تحارب الصور النمطية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموافقة على مقترح قانون لإحداث قناة تلفزيونية برلمانية في المغرب الموافقة على مقترح قانون لإحداث قناة تلفزيونية برلمانية في المغرب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab