لندن ـ سليم كرم
كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أنه سيتم حظر الإعلانات المؤيدة للصورة النمطية لكلا الجنسين في المملكة المتحدة، اعتبارا من يونيو/ حزيران 2019، بسبب الإرشادات الجديدة الصادرة عن هيئات الرقابة على الإعلانات.
وأوضحت الصحيفة أنه بموجب القواعد التي وضعتها هيئة المعايير الإعلانية في المملكة المتحدة (ASA)، لن تكون الشركات البريطانية قادرة على إنتاج إعلانات تُظهر الرجال والنساء الذين يتطابقون مع الصور النمطية المبنية على أساس التفرقة الجنسية، مثل إظهار رجل لا يقوم بشيء في المنزل، بينما تقوم زوجته بأداء الأعمال المنزلية باعتبار أن هذه هي الصورة النمطية عن المرأة.
قد يهمك أيضًا :
ارتفاع الإعلانات في الصحف الوطنية بالمملكة المتحدة منذ 2010
ويتبع القانون الجديد مراجعة أدوار الجنسين كما نشرت في إعلانات ASA، التي وجدت دليلا على أن الصور النمطية "ضارة" ويمكن أن تحد من الخيارات والطموحات والفرص للأطفال والشباب والبالغين.
وأضافت هيئات الرقابة في موقع ASA الإلكتروني، أن هذه الصور النمطية "تلعب دورا في الفرص غير المتساوية بين الجنسين"، ولمساعدة الشركات على الالتزام بالقواعد الجديدة نشرت لجنة الممارسات الإعلانية (CAP) توجيهات على الإنترنت توضح نوع الإعلانات التي من الممكن اعتبارها "غير مقبولة".
وتشمل الإعلانات التي تصور رجلا أو امرأة فشلا في تحقيق مهمة معينة بسبب جنسهما، ومثالا على ذلك "عدم قدرة الرجل على تغيير الحفاضات باعتبار أن ذلك ليس من مسؤولياته وبالتالي لن يستطيع القيام بها"، أو "عدم إمكانية المرأة من ركن السيارة".
ويمكن للإعلانات التي تستهدف الأمهات الجدد أن تكون مزعجة، إذا كانت تشير إلى أن المظهر الجذاب أو الحفاظ على نظافة المنزل من الأولويات بغض النظر عن صحتهم العاطفية، كما تشير ASA إلى أنه ينبغي التعامل بحذر مع الإعلانات التي تسعى إلى "التأكيد على التناقض بين الشخصية النمطية للصبي (مثل الجرأة) وشخصية الفتاة النمطية (التي تحتاج لرعاية دائمة)".
وظهرت أنباء الحظر المحتمل على هذه الإعلانات للمرة الأولى في يونيو/ حزيران 2017، بعد نشر ASA تقريرا وجد عددا كبيرا من الشركات البريطانية يؤيد الأدوار النمطية للجنسين.
وأشارت إيفلين غريفيز، وهي فتاة في الثامنة عشرة من عمرها، لصحيفة "الإندبندنت"، إلى كم الإعلانات التي أثرت على إحساسها بذاتها، خلال فترة المراهقة، قائلة: "لقد استغرق الأمر مني وقتا طويلا للتخلص من الصور النمطية التي غُرست في داخلي من خلال الإعلانات. ووسائل الإعلام أثناء نشأتي"، وأضافت أن "صور النساء تجعلني أشعر بأن جسمي يجب أن يكون في صورة معينة، وأعتقد بأنني ما زلت لا أستطيع التخلص من هذه الفكرة بأن المرأة هي التي تقوم دائما بالطهو والتنظيف".
وتقول إيلا سميلي، التي ساعدت في وضع المبادئ التوجيهية، إن الأدلة المنشورة في العام الماضي أظهرت بوضوح المدى الذي يمكن أن تؤثر فيه الإعلانات على تقييد الخيارات والاهداف بسبب نوع الجنس، وتضيف قائلة: "يمكن لهذه الإعلانات أن تجعل بعض الناس يمتنعون عن تحقيق أحلامهم، أو طموحهم في اختيار وظائف وصناعات معينة، مما يرفع التكلفة على الأفراد والاقتصاد".
واختتمت قولها: "لقد أمضينا وقتا في التشاور بشأن معايير جديدة للتأكد من أنها تستهدف على وجه التحديد تلك الصور والتصويرات النمطية التي وجدناها تسبب ضررا كبيرا حقا".
قد يهمك أيضًا :
"الإندبندنت" تبرم صفقة لإنشاء 4 مواقع جديدة
أرسل تعليقك