محاولات حوثية متواصلة لتسخير الإذاعات اليمنية المجتمعية في مناطق سيطرتها
آخر تحديث GMT23:34:11
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

بعد السيطرة على الإعلام المطبوع ووقف القنوات الفضائية ومصادرة مقراتها

محاولات حوثية متواصلة لتسخير الإذاعات اليمنية المجتمعية في مناطق سيطرتها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - محاولات حوثية متواصلة لتسخير الإذاعات اليمنية المجتمعية في مناطق سيطرتها

جانب من سوق بالمدينة القديمة في صنعاء
صنعاء - العرب اليوم
عمدت الميليشيات الحوثية إلى إفراغ المناطق الواقعة تحت سيطرتها من الإعلام المطبوع، كما أوقفت كل الصحف ما عدا التابعة لها، وأغلقت القنوات الفضائية وصادرت مقراتها وأجهزتها، لتتجّه في الأيام الأخيرة نحو الإذاعات المجتمعية المحلية لابتزازها ونهبها في شكل ممنهج.   وعبّر إعلاميون في صنعاء عن استيائهم جراء تسخير الإذاعات التي تبث في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية لاستقطاب الشبان والمراهقين إلى الجبهات، وبث النعرات المناطقية والسلالية، وجمع التبرعات، وإفراغ الإذاعات من مهامها ومسؤولياتها المجتمعية.   وأكد الإعلاميون وجود إذاعات تابعة للحوثي “تقوم ببث برامج كلها طائفية وسلالية ولا يستطيع أحد الاعتراض على ما تقوم به من غسل عقول الشباب والعامة من الشعب”. على حد تعبيرهم.   ممارسات تسلطية يجري اتخاذها تعبر عن ضيق فكر الجماعة وعدم قبولها بالآخر عبر ما لديها من إذاعات تعمل على تفتيت اللحمة اليمنية، وبث النزعة المذهبية وتقديس قياداتهم السلالية، بل كذلك من خلال سعيها إلى فرض هذا التوجه في الإذاعات المجتمعية الخاصة التي تبتعد كليًا عن السياسة وتبث النعرات، وتتخصص في مجالات الترفيه والفن والشؤون التوعوية.   وفي حين تطلب الميليشيات من جميع الإذاعات بث إعلانات وبرامج تدعو الأهالي إلى التبرع وجمع الأموال لجهات إرهابية دولية مثل حزب الله اللبناني أو للمجهود الحربي، يؤكد مدير الإنتاج في إذاعة محلية أنه “يتم استدعاء ملاك الإذاعات والمسؤولين فيها وفتح تحقيقات معهم وتسليمهم قوائم لبرامج وزوامل (أناشيد حماسية) يجب إدراجها في الخريطة البرامجية”.   ويضيف: “يتم التحذير حوثيا من طرق أي موضوعات تمثل للجماعة خطًا أحمر، كما يتم فرض مواضيع وبرامج مسجلة كنوع من المهام التي يجب على أي إذاعة أن تقوم بها ولو على حساب تدمير عقول المواطنين”، مكملًا: “في حال عدم الالتزام يوقف عناصر الجماعة البث ويتعرض الموظفون في الإذاعة للاعتقال والاعتداء والسجن ومصادرة أجهزة ومعدات الإذاعة”.   فتحت إذاعة “سام إف إم” الحوثية، حديث شهية الميليشيات لابتزاز باقي الإذاعات المحلية التي تطلق بثها من صنعاء بعد أن أعلنت عن جمع عشرات الملايين، لصالح تنظيم حزب الله اللبناني المصنف ضمن قوائم الإرهاب الدولية، ما أثار استهجان منظمات المجتمع المدني والأوساط المجتمعية.   وعبر حقوقيون وناشطون يمنيون عن استهجانهم لفتح حملات تبرع لحزب الله اللبناني في الوقت الذي يموت اليمنيون من الجوع والمرض والأوبئة، ويمر اليمن بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج 85 في المائة من سكان البلاد إلى مساعدات إنسانية عاجلة.   وأفاد إعلاميون في صنعاء بأن الحوثيين شنوا حملة على جميع الإذاعات المحلية تطالبها بإتاوات وضرائب وزكاة ودعم للمجهود الحربي بمبالغ تصل إلى ملايين الريالات دون مراعاة للوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه هذه الإذاعات.   كما فرضت الميليشيات توظيف ما لا يقل عن خمسة أشخاص تابعين للميليشيات في كل إذاعة حسب تصريح مالك إحدى الإذاعات لـ”الشرق الأوسط”.   يقول مالك الإذاعة الذي فضل عدم ذكر اسمه: “يجبرون كل إذاعة على استيعاب أشخاص لا علاقة لهم بالإعلام كما يفرضون توظيف واحد من الخمسة في الشؤون المالية، إذ يرصد عناصر الجماعة الموظفون العاملين والزوار وضيوف البرامج ويراقبون تحركات العاملين، ويرفعون تقارير للقيادات التابعة للميليشيات، فضلا عن متابعة الجوانب المالية”.   ورغم أن الإذاعات التي استمرت في البث بعد اقتحام الميليشيات صنعاء ليس لها علاقة بالسياسة كونها إذاعات ترفيهية فنية واجتماعية تمثل تجربة للإعلام المجتمعي في المجتمع اليمني؛ فإنها لم تنجُ من الممارسات والابتزاز من قبل الجماعة الحوثية التي لم تراعِ الأوضاع الاقتصادية الصعبة.   مالك إذاعة فنية غنائية يشتكي قائلًا: “مُنعنا من بث بعض الأغاني وخاصة (الأوبريتات الوطنية) وكل ما له علاقة بالأغاني السياسية وما يتعلق بالنظام السابق، وجرى إجبارنا على بث زوامل خاصة بالجماعة تعمل على تجييش المواطنين ودفعهم للقتال في الجبهات”.   ويؤكد مالك الإذاعة أنه تم استدعاؤه للتحقيق بسبب بث أغنية عربية لم ترق للجماعة الحوثية، قبل أن يوقع التزامًا يقضي بعدم بث الأغنية مجددا أو نظيراتها.   وعلى الصعيد ذاته، يقول موظف في إحدى الإذاعات المحلية: “تجبرنا الميليشيات الحوثية على فتح حساب في الإذاعة وتجهيز مقطع إعلاني يحث المواطنين والتجار على التبرع بمساعدات لمستشفيات ومرضى السرطان والكلى، ليتم تحويل كل الأموال إلى المجهود الحربي”، مكملًا: “أغلب عائد الإعلانات يذهب للجماعة ويأتون بعد كل هذا لفرض ضرائب وزكاة وإتاوات ودعم للمجهود الحربي وتجهيز قوافل غذائية لمقاتليهم بالجبهات وتبرعات لأبناء قتلاهم”.   مدير برامج في إحدى الإذاعات بصنعاء يقول: “يريدون منا رفع أسماء ومضامين البرامج المعتمدة في الإذاعة لكل دورة برامجية وإذا تم تغيير برنامج يتم استدعاؤنا والتحقيق معنا”.   ويسترسل: “يريدون من كل إذاعة وضع برامج لدفع الشباب إلى الجبهات، وهو الأمر الذي رفضناه تمامًا، فنحن إذاعة اجتماعية لا علاقة لنا بالسياسة، لهذا تتم معاملتنا بصلافة من قبل المشرفين الحوثيين على قطاع الإعلام”.   وتوجد في اليمن حاليًا قرابة 60 إذاعة منها 26 إذاعة في صنعاء تعاني من التضييق على عملها وأدوارها المجتمعية من قبل وزارة إعلام الانقلاب.   وفي سعيها الحثيث لتسخير كل وسائل الإعلام لخدمة الميليشيات وتنفيذ سياستها العنصرية والطائفية؛ دعت وزارة الإعلام الحوثية في المرحلة الفائتة مالكي الصحف والمجلات والإذاعات والقنوات الفضائية ووكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية ومكاتب الخدمات الإعلامية وشركات الإنتاج الإعلامي ومراسلي وسائل الإعلام الخارجية لتسجيل كل بياناتهم لديها.   وكشف صحافي يعمل مراسلا خارجيا عن جانب من المعاناة إذ يقول: “عند الذهاب إلى الوزارة يطلب تعبئة بيانات كثيرة وتحديد نطاق النشاط وحصر الممتلكات وأنواع الأجهزة والتقنية وعدد العاملين أو المساهمين وإرفاق كشف مالي يبين حجم الرواتب مشفوعًا بأرقام الحسابات البنكية سواء للأفراد أو للمكاتب”.   ويتعرض الإعلاميون للمضايقات من قبل الميليشيات الحوثية والاعتداء الجسدي والسب والقذف وإشهار السلاح والتحقيق والحجز التعسفي وتصل إلى الاختطاف والقتل.   وسبق للميليشيات الحوثية أن أغلقت الكثير من الإذاعات كما تعرض البعض الآخر من الإذاعات للاقتحام ونهب الممتلكات، ما أدى إلى توقف بعضها واستئناف البعض الآخر بعد انتقالها إلى مكان آخر أو زوال أسباب التوقف.   قد يهمك أيضًا مقتل 16 حوثيًّا والميليشيات تشنّ هجومًا كبيرًا على مُخيّم للنازحين مي العيدان تثير الجدل بعد نشرها صورة لجثمان ” صابرين بورشيد ” قبل دفنها
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولات حوثية متواصلة لتسخير الإذاعات اليمنية المجتمعية في مناطق سيطرتها محاولات حوثية متواصلة لتسخير الإذاعات اليمنية المجتمعية في مناطق سيطرتها



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي
 العرب اليوم - مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
 العرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 23:22 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تخوض دراما رمضان 2025 بـ«حقي وحقك»
 العرب اليوم - روجينا تخوض دراما رمضان 2025 بـ«حقي وحقك»

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 12:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 06:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات

GMT 11:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رصد "أول حالة انقراض معروف للطيور من أوروبا"

GMT 09:59 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من وفاة شقيقه

GMT 23:53 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لتنسيق اللون الأسود في ديكور منزلك

GMT 14:20 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتنسيق الأحذية مع الأزياء المختلفة

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 12:25 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 19:31 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تتحدث عن صعوبات تجربتها الإخراجية وسبب بكائها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab