سياسات يوتيوب الإعلانية تثير التساؤلات بشأن تخلي المنصة عن مسؤوليتها في حماية الخصوصية
آخر تحديث GMT18:17:07
 العرب اليوم -

سياسات يوتيوب الإعلانية تثير التساؤلات بشأن تخلي المنصة عن مسؤوليتها في حماية الخصوصية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - سياسات يوتيوب الإعلانية تثير التساؤلات بشأن تخلي المنصة عن مسؤوليتها في حماية الخصوصية

يوتيوب
لندن - العرب اليوم

أثارت سياسات موقع «يوتيوب» الإعلانية الأخيرة، التي سمحت بجمع بيانات الأطفال وتقليص حجم زرّ تخطي الإعلان، تساؤلات بشأن تخلي المنصة عن مسؤوليتها في حماية الخصوصية وتوفير الرفاهية للمستخدم لصالح تمديد المساحات الإعلانية، وتأثير ذلك في المنافسة المحمومة التي تضعه أمام موقع «تيك توك».

وعلى الرغم من أن المنصة نجحت في تعزيز نمو المحتوى الإعلاني خلال الربع الثاني من العام الحالي، على نحو يُقدر بـ4.4 في المائة، وفقاً لبيانات نشرتها وكالة «رويترز» في شهر أغسطس (آب) الماضي، فإنها بصدد تغييرات حثيثة فيما يخص سياسات الإعلان؛ بغرض جذب مزيد من المعلنين وضمان الاستقرار. وبينما يرى خبراء أن تطوير السياسة الإعلانية بات ضرورة مع احتدام المنافسة، يرى آخرون أن ثمة تراجعاً من قبل «يوتيوب» بشأن حماية الخصوصية.

وفق تقرير نشرته «نيويورك تايمز» الأميركية، الأسبوع الماضي، قد يواجه «يوتيوب» غرامات كبيرة بسبب انتهاك خصوصية الأطفال من خلال إعلانات، وذلك بسبب إقدام الشركة على جمع بيانات الأطفال وتوجيه الإعلانات إليهم. وهذا انتهاك لكل من قانون خصوصية الأطفال وحمايتهم على الإنترنت، ومرسوم موافقة «غوغل»، التي تمتلك موقع «يوتيوب»، مع لجنة التجارة الفيدرالية.

من جانبه نفى «يوتيوب» نية جمع بيانات الأطفال بهدف توجيه الإعلانات، وقالت مصادر في تصريحات لـ«نيويورك تايمز» إن ما حدث هو سوء فهم بسبب تصنيف القائمين على بعض القنوات بأنها مخصّصة للأطفال والبالغين، ومن ثم تخضع لقانون الإعلانات المعمول به للبالغين.

وأشار الموقع إلى أنه «يجب على منشئ المحتوى تصنيف قناته بالكامل أو مقاطع الفيديو الفردية عليها، على أنها مخصّصة للأطفال، وفي هذه الحالة لن تجمع (غوغل) أي بيانات عن المشاهدين لأغراض إعلانية مخصصة، ولن تستهدفهم بالإعلانات». في الشأن عينه، أعلن «يوتيوب» نيته تغيير شكل زرّ تخطي الإعلانات ليصبح أقل وضوحاً، ما يضمن بقاء المستخدم لأطول مدة ممكنة، ما عدّه خبراء تراجعاً عن سياسة حماية الخصوصية والأمان المعمول بها في المنصة. ورأى الدكتور حسن مصطفى، خبير الإعلام الرقمي والأستاذ في عدد من الجامعات في الإمارات العربية المتحدة، خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، أن «الكلام عن توجه (يوتيوب) في الآونة الأخيرة إلى زيادة معدلات الإعلان وما يصاحب ذلك من تداعيات وتغيرات في الاستراتيجية للمنصة، يتطلب أولاً عودة تاريخية سريعة قد تبرر لـ(يوتيوب) ذلك من حيث المنافسة».

وأضاف مصطفى: «منصة (فيسبوك) كانت لوقت طويل هي الأفضل فيما يخص خوارزميات الإعلان الرقمي، غير أنها اصطدمت بعائق عجز قدرتها عن رصد الأخبار والمعلومات الزائفة، لتبرز منصة (يوتيوب) بوصفها واحدة من المنصات التي تعمّقت بشكل كبير في استراتيجيات الإعلان، حتى أعلنت تغييرات في خوارزمياتها الإعلانية منذ عام 2021 فصاعداً، وختمتها أخيراً في 2023». وتابع خبير الإعلام الرقمي: «لقد تمثلت هذه الاستراتيجية الجديدة في تشجيع حق تحقيق دخل من كل المحتوى المعروض، حتى سمح بوضع إعلانات من قنوات غير مدرجة في برنامج شركاء يوتيوب بغرض زيادة دخل المنصة على حساب منشئ المحتوى».

ووفق مصطفى فإن «هذه السياسة انتهت بارتفاع وتيرة ظهور الإعلانات على (يوتيوب) يوماً بعد يوم، حتى وصلت لأكثر من 3 إعلانات قبل بدء الفيديو، بل وازداد الأمر سوءاً عندما بات يتعين على الشخص مشاهدة الإعلان نفسه مرات عدة في مقطع فيديو واحد... ما يعني أن الخوارزمية تقرّر أنه من المقبول الاستمرار في عرض الإعلان نفسه مراراً وتكراراً».

أيضاً أشار مصطفى إلى أن «المستهدف هو دفع المستخدم دفعاً إلى الاشتراك في حساب YouTube Premium (يوتيوب بريميوم)، غير أن هذه الخدمة لا تؤمّن ضمانات كافية للتمتع بتجربة مشاهدة خالية من الإعلانات». ووصف هذا المسار بـ«الفوضى» التي تعمّقت باختراق تدابير حماية خصوصية الأطفال وأمانهم. وعدّ خبير الإعلام الرقمي إجبار المشاهدين على ألاّ يتخطّوا الإعلان، «تجاوزاً صارخاً لحرية المشاهد في الاختيار»، مضيفاً: «ولكن بالقدر ذاته، إذا نظرنا إلى الناحية الاستثمارية والاقتصادية، لربما كان ذلك من حق منشئ المحتوى في الربح إذا كان محتواه مفيداً، غير أنه وضع ذلك شريطة ألا يصير إعلاء الربح على القيم المجتمعية مساراً للمنصة».

من ناحية ثانية، في معرض تبريره تقليص حجم زرّ تخطي الإعلان لتفادي خروج المستخدم، قال «يوتيوب» إن الغرض «هو توفير تجربة مستخدم أكثر اتساقاً تتماشى مع الشكل المحدث للمنصة التي سبق الكشف عنها العام الماضي، لكن خبراء لا يرون في هذا سوى دفع المستخدم نحو مشاهدة إعلانات أطول، ما يضمن زيادة في الإنفاق الإعلاني».

وحقاً، فإن مهران كيالي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات السوشيال ميديا في دولة الإمارات العربية المتحدة، يعد أن ثمة مسؤولية مشتركة تجمع «يوتيوب» والمعلنين. وقال كيالي لـ«الشرق الأوسط»: «لاحظنا في الفترات الأخيرة أن معظم شركات التكنولوجيا خفّضت مصاريفها عن طريق تسريح موظفين أو إغلاق وحدات ومشروعات قائمة. وشخصياً لاحظت أن الأقسام المسؤولة عن الجودة في هذه الشركات كانت دائماً على رأس القائمة».

ومع ذلك لم يعدّ كيالي تقليص زر تخطي الإعلان انتهاكاً، فبرأيه «الإعلانات هي المصدر الأساسي لدخل شركات التواصل الاجتماعي حالياً، والشركات بحاجة إلى بناء الثقة مع المعلنين لضمان الاستمرارية، وإلا فشلت (يوتيوب) والشركات التجارية (المعلنة) وصناع المحتوى الذين يقاسمون (يوتيوب) هذه الحصة، في إكمال المسيرة». ويرى كيالي أيضاً أن السياسة الإعلانية لـ«يوتيوب» هي الأفضل من بين شركات التواصل الاجتماعي، ويضيف: «غالبية الإعلانات على يوتيوب تجارية تخص شركات بارزة لديها القدرة المالية، بالمقابل نرى على بقية منصات التواصل الاجتماعي أن أي فرد يمكنه عمل إعلان، ودون أي شروط، وبتكلفة منخفضة».

للعلم، خرجت إحصائيات مثيرة للاهتمام، أشارت إلى رغبة العلامات التجارية التي تستهدف التواصل مع جيل الألفية (الأشخاص الذين وُلدوا بين عامي 1997 و2012) في تحويل إنفاقها الإعلاني من التلفزيون التقليدي إلى «يوتيوب» لتحقيق تفاعل أقوى، لا سيما مع تحلّي هذا الجيل بقوة شرائية يُحسب لها الحساب. وبحسب إحصائية نشرها موقع «سيرش إنجين لاند» في أغسطس، فإن جيل «زي» يميل إلى مشاهدة الإعلانات من دون تخطيها، بل ويتذكر نحو 45 في المائة منها لاحقاً، كما يؤثر ذلك في سلوكهم الشرائي. وأضافت البيانات هذه، إلى أن 8 من كل 10 مراهقين يشاهدون موقع «يوتيوب»، ما يجعل منه المنصة الأولى في هذه السوق. هنا يرى رامي الطراونة، رئيس وحدة المنصات الرقمية في صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، في حوار مع «الشرق الأوسط» أن «التدابير الإعلانية التي اتخذها يوتيوب جاءت محاولة للموازنة بين مسؤوليتها القانونية والمجتمعية، وتحقيق أهدافها التجارية»، غير أنه لخص الأزمة بقوله: «المنصة تعاني من غياب معايير واضحة وضوابط صارمة للمحتوى الإعلاني بشكل عام، بالإضافة إلى تقاطع الأسواق الرقمية جغرافياً، وهو ما شكّل تحدياً لخوارزميات توزيع المحتوى الإعلاني». وتابع: «قرارات يوتيوب تأتي انعكاساً لضغوط المنافسة مع (تيك توك)... وهذه المنافسة جعلت الجميع أمام تحدي الحصة السوقية من المستخدمين ومن الإعلانات. وهو ما انتهى ببعض التنازلات في مجال الخصوصية من أجل جذب مزيد من المعلنين». لكن الطراونة عدّ تقليص حجم زر تخطي الإعلان «التفافاً على حرية المستخدم»، مع أنه يؤكد أن «يوتيوب المنصة الأبرز من حيث الهيمنة في سوق الإعلانات عبر الفيديو، وستبقى كذلك لفترة ليست بالقليلة، بعدما تمكّنت خلال السنوات الماضية من الحفاظ على مركزها القيادي رغم المنافسة الشديدة من (تيك توك)». وأرجع ذلك إلى «شمولية المنصة وتضمنها المقاطع الطويلة والقصيرة، وميزة المجتمعات التفاعلية، مسنودة إلى قاعدة المستخدمين الضخمة، التي تبلغ أكثر من مليار مستخدم نشط شهرياً». وأشار إلى أن كل هذه المزايا تضع مزيداً من المسؤولية على المنصة من حيث تدابير الخصوصية والأمان للمستخدمين، لا سيما من الأطفال.

   قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

عطل عالمي يضرب موقع يوتيوب

مقطع فيديو يوتيوب يتسبب في توقف نظام التشغيل بشكل مفاجىء وجوجل تحل المشكلة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسات يوتيوب الإعلانية تثير التساؤلات بشأن تخلي المنصة عن مسؤوليتها في حماية الخصوصية سياسات يوتيوب الإعلانية تثير التساؤلات بشأن تخلي المنصة عن مسؤوليتها في حماية الخصوصية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلق على وعد ترامب بشأن سراح الرهائن المحتجزين
 العرب اليوم - نتنياهو يعلق على وعد ترامب بشأن سراح الرهائن المحتجزين

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
 العرب اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 العرب اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 11:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

فقدان ثلاثة متسلقين أثناء صعودهم لأعلى قمة جبل في نيوزيلندا

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab