أوّل قناة تلفزيونية بكادر نسائي في سورية تُحارب الصور النمطية
آخر تحديث GMT12:26:39
 العرب اليوم -

بُثَّت "جين" قبل عام مِن مدينة عامودا الكردية

أوّل قناة تلفزيونية بكادر نسائي في سورية تُحارب الصور النمطية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أوّل قناة تلفزيونية بكادر نسائي في سورية تُحارب الصور النمطية

أول قناة تلفزيونية بكادر نسائي وتحمل اسم «جين T.V»،
دمشق - العرب اليوم

تشهد أول قناة تلفزيونية بكادر نسائي وتحمل اسم "جين"، تجهيزات اللحظات الأخيرة قبل تسجيل البرنامج الحواري «Got û bêj»، أو «النقاش» بالعربية، ووضع اللمسات الأخيرة لإعداد حلقة البرنامج الأسبوعي، والقناة موجهة للمرأة السورية وتبث من شمال شرقي البلاد.

ظهرت العشرات من الإذاعات الكردية والصحف والمجلات المطبوعة والدوريات الخاصة في سورية منذ ربيع 2011، لتؤسس إعلاما محليا موجها للجمهور باللغتين الكردية والعربية. وتحت شعار: «صوت النساء.. طريق الحياة»؛ وبمشاركة نسائية خالصة، تدير هذه القناة الجديدة 30 فتاة من استوديوهات متواضعة، وهدفها عرض قضايا المرأة والدفاع عن حقوقها، وانطلق بثها المباشر قبل عام من بلدة عامودا الواقعة أقصى شمال سورية.

وتعتمد القناة على شابات معظمهنّ طالبات؛ منهن مصورات يقفنّ خلف الكاميرات، وأخريات يعملن في مجالات الرسوم التوضيحية وتشغيل الإضاءة وتحضير الاستوديو، أما قسم المونتاج فأوكل إلى فتيات خضعن لتدريبات بالمجال الفني والتقني قبل الجلوس في غرفة خاصة للإنتاج، إلى جانب مدربات مختصات للتعليم والتدريب على مهارات الإعلام لزميلاتهنّ اللاتي يلتحقن بالقناة حديثا.

وتروي دجلة؛ البالغة من العمر 25 عاماً وتعمل في القناة منذ 7 أشهر معدة ومقدمة برنامج «النقاش»: «البرنامج أحد أبرز وأكثر البرامج الاحترافية في القناة، ويحظى بمتابعة وتفاعل عاليين لدى جمهورها، لأنه يسلط الضوء على تجارب نسائية ناجحة عبر إجراء حوار، والاستماع إلى قصصهنّ».

وتركز الإعلاميات في قناة «جين» على تغطية التحديات النسائية والموضوعات السياسية، وتغيير المفاهيم السائدة عن ذكورية الإعلام، وإتاحة الفرصة للنساء لقيادة المؤسسات الإعلامية. وتضيف دجلة: «في البرنامج تتحدث الضيفة عن مشكلات المرأة السورية والشرق أوسطية وسط كل هذه التجاذبات والحروب الدائرة بالمنطقة، فمن الضروري أن يكون هناك منبر حصري لتلك القياديات».

أقرأ أيضاً :

اهتمامات الصحف السودانية الأحد

ولمناسبة مرور عام على ولادة القناة، أطلقت حملة تسويقية كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، وعلى لافتات إعلانية في شوارع المدن والبلدات الواقعة في شمال شرقي سورية، والخاضعة لـ«قوات سورية الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركية.

وأثناء إنتاج برنامج يومي عن الصحة والرياضة، كانت نهاد (25 عاما) تقوم بتقطيع مقاطع مصوّرة وإعادة لصقها في حقل ثان على الكمبيوتر، ثم تقوم بترتيبها وإخراجها بالشكل النهائي قبل إرسالها إلى غرفة إعداد البرامج وكتابة النص. وعن تجربتها؛ علقت بالقول: «هذا المكان يعني لي منزلي الثاني. نحن فريق عمل نسائي خالص؛ نكمل بعضنا بعضاً»، وأضافت: «كسرنا القوانين والمعايير، فالمرأة بمقدورها تقديم شيء مهني ومميز وجميل من دون الرجل. نعم هذا النجاح بفضل إرادة المرأة لتتحرر من القيود المتوارثة».

المشاق التي تواجه العاملات في مجال الإعلام متعددة وصعبة إلى درجة أن الصحافة وصفته بأنه «مهنة المتاعب»، ويجد معظم العاملين في المهنة أن الوصول إلى قمة الهرم الوظيفي الإعلامي مهمة شبه مستحيلة لا يبلغها إلا القليلون، ومع ذلك فإن التحديات التي تواجهها المرأة في مجال العمل الإعلامي تتضاعف أحياناً فوق تلك التي يواجهها الرجال؛ الأمر الذي أوصل عددا قليلا فقط من النساء إلى المراكز القيادية الإعلامية حتى في الدول الغربية.

وقالت كليستان؛ (32 سنة) إحدى الإداريات في القناة، إن الحراك المعارض الذي انطلق في سوريا قبل أعوام، أعطى دفعاً للمرأة بهدف إثبات شخصيتها والعمل في جميع المجالات. وأضافت: «في مناطق شمال شرقي سوريةا؛ المرأة حملت السلاح وعملت بالمجالات الطبية والإنسانية والإغاثية، ورسالة قناة (جين) تسليط الضوء على هذه التجارب الناجحة». وحول مفهوم سيطرة الذكور على الإعلام، وتغير الذهنية السائدة القائلة بأن «الرجل شريك أساسي بالنجاح» في أي عمل، قالت إنهما باتا من الماضي، ونوهت قائلة:

 «المساواة بين الجنسين شعار يحمله الجميع، لكن تطبيقه على أرض الواقع يحتاج إلى مبادرات حقيقية، لذلك كانت قناة (جين) بكادر نسائي».

وتبث القناة باللغتين الكردية والعربية، إلى جانب إفراد مساحة لبث برامج باللغات السريانية والأرمنية والتركية، وتسعى إلى تغيير الموروث الاجتماعي وإبراز قضايا المرأة ومناصرتها. ومن بين أبرز التحديات والعقبات التي واجهت عملها، ذكرت كليستان: «كانت تجربة جديدة، وكنا نفتقر إلى الخبرة والتخصص، والسائد لدى الإعلام المحلي والدولي مشاركة الرجل في صناعة الإعلام، أما أن نكون بمفردنا والقيام بكل شيء؛ فهذا كان تحدياً حقيقياً».

وانخفضت القيود التي تفرضها الأسرة على الفتيات للعمل بالمجالين الصحافي والإعلامي، وأثبتن نجاحات في هذا القطاع؛ وغيره من مجالات العمل الوظيفي رغم ساعات العمل الطويلة، وانعدام الأمان في بعض مجالات التغطية الإعلامية، وضرورات السفر أحياناً.

وتقول جوزة (22 سنة) التي أنهت دراستها في معهد للكومبيوتر قبل عامين والتحقت بمعهد إعداد وتطوير الإعلام التابع للإدارة الذاتية الكردية شمال شرقي سوريا، إنها خضعت لتدريبات لمدة 3 أشهر على تعلم فنون التصوير وكيفية تشغيل الكاميرا وضبط إعداداتها... «عندما سمعت بافتتاح قناة نسائية وطرحت الموضوع على عائلتي، لقيت تشجيعهم على الفكرة، وأنا كانت لدي رغبة قوية في العمل بالمجال الإعلامي». واليوم باتت لديها خبرة واسعة في هذا المجال، وكانت تقوم بجانب زميلاتها بتصوير حلقة برنامج «النقاش» بثلاث كاميرات، لتضيف: «كل كاميرا لديها مهمة، الأولى موجهة للضيفة. أما الثانية فللمحاورة، والثالثة كادر عام، لإخراج الصورة بشكل احترافي»، على حد تعبير المصورة جوزة.

وتتسبب التفرقة لصالح الرجال، التي ما زالت سائدة في بعض مجالات العمل، بمزيد من المتاعب والعقبات، ومن أوجه هذه التفرقة في مجال الإعلام أن النساء لا توكل إليهن تغطية الأخبار الرئيسية، ويبعدن عن المجال السياسي أو الأحداث الخطيرة، مثل الجرائم والحروب، كما أن معدلات الدخل المالي بين الإعلاميات يقل عنه بين رجال الإعلام، وهذه كانت من بين أبرز النقاط التي تعمل عليها قناة «جين» لتغيرها ولنشر ثقافة المساواة بحسب الإعلامية بروين.

وأثناء حديثها كانت تجلس بروين (28 سنة) في غرفة الأخبار وتعمل محررة في الديسك السياسي، وتتابع آخر الأحداث المنشورة على مواقع الوكالات العالمية، وقالت إنها أول تجربة لها في العمل، وقالت: «القناة بكادر نسائي موجهة للنسوة، لأنه توجد في مجتمعنا نساء لسن على دراية بحقوقهن، ورسالتنا العمل على رفع أصواتهنً والدفاع عن مطالبهن وصون كرامتهن».

كانت الصورة النمطية ظهور مذيعات إلى جانب الرجال في نشرات الأخبار والبرامج المنوعة بصورة منتظمة على شاشات كثير من القنوات التلفزيونية؛ «لكن أن تكون قناة (جين) بأكملها من النساء؛ فهذه أول تجربة على صعيد سورية»، بحسب المذيعة شهناز، البالغة من العمر (24) سنة، وهي «تسلط الضوء على التغيير الذي يحدث في سوريا، حتى وإن كان هذا التغيير بطيئاً وغير منتظم». وتضيف: «يومياً نشاهد ونتابع وجود جمهور كبير من النساء يتوق إلى الأخبار والنقاشات التي تعكس تجاربهنّ».

وقبل دخولها الاستوديو لتقديم نشرة الأخبار، قالت الإعلامية شهناز إنها تجربتها الأولى في الظهور أمام عدسة الكاميرا. وفي حديثها لم تخفِ صعوبة عملها، وتقول: «هناك رهبة من الوقوف أمام الكاميرا. حقيقة أعاني من هذه الحالة قبل تقديم كل نشرة».

وتعمل إعلاميات «جين» في بلد أكلت منه الحروب ومزقته نيران القتال، وبات من بين أخطر وأصعب الدول في العالم بالنسبة للعمل الإعلامي.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

اهتمامات الصحف البريطانية الأحد

اهتمامات الصحف الليبية السبت

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوّل قناة تلفزيونية بكادر نسائي في سورية تُحارب الصور النمطية أوّل قناة تلفزيونية بكادر نسائي في سورية تُحارب الصور النمطية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab