ساهمت منصات «الأمن الرقمي والمعلوماتي» في إمداد الصحافيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان بالمعلومات التقنية، التي تساعدهم في كيفية الحفاظ على أمنهم وسلامتهم في العصر الرقمي، خاصة في ظل تنامي استخدام الصحافيين له، وتطبيقات الهواتف المحمولة التي تتطلب معرفة رقمية بأهم الأدوات التي تسهل عملية الوصول إلى المعلومات ومشاركتها مع الآخرين، مع ضرورة أخذ إجراءات السلامة الرقمية في الاعتبار، منعاً لنفاذ بعض التطبيقات أو البرمجيات إلى الحسابات الشخصية. العديد من هذه المنصات بدأت تعزز مهارات
الشباب الرقمية حول طرق التعامل مع المشاكل التي قد تطرأ عند استعمال الهواتف المحمولة، أو اختراق أجهزتهم الشخصية، أو سرقة حساباتهم على الشبكات الاجتماعية، وهو ما ركز عليه موقع «Cyber - Arabs» المتخصص في الأمن الرقمي في العالم العربي، وموقع «النساء في فضاء الإنترنت»، ومدونة «المحترف». فـCyber Arabs»» ساهم بتقديم معلومات شاملة وسهلة الفهم بشأن الأمن الرقمي باللغة العربية، وإرشاد متابعيه إلى كيفية المحافظة على أمنهم أثناء استخدامهم لشبكة «الإنترنت»، ويحتوي الموقع على قصص يروي
فيها الناشطون الصعوبات والمخاطر التي يتعرضون لها، والحلول التي ساعدتهم على تخطيها، ويحتوي على فيديوهات توضيحية لأهم برامج حماية أجهزة الحاسبات الإلكترونية، ومقابلات مع خبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات، لتقديم نصائحهم لمستخدمي الشبكات الاجتماعية والمنصات الرقمية. ويُتيح الموقع المجال واسعاً لمشاركات المستخدمين في إثراء محتواه بالمقالات التي تدور حول تجاربهم في استخدام البرامج والتطبيقات، وذلك وفقاً لما ذكره الموقع. وحول طرق الحفاظ على الأمن الرقمي للصحافيين الاستقصائيين، قدمت «الشبكة
العالمية للصحافيين الاستقصائيين» مجموعة من النصائح على موقعها مثل، عدم الاعتماد على مزودات خدمات البريد الإلكتروني، خصوصاً إذا كان الصحافي مسافرا إلى بلد معروف بالتجسس على وسائل الإعلام، وتثبيت برنامج الحماية من الفيروسات لتحفظ جهازك الشخصي ومعلوماتك من البرمجيات الخبيثة التي ستعطل جهازك عن العمل، واستبدال أجهزة الحاسب الآلي القديمة التي تفتقر للإجراءات الأمنية، لأنها قد تعرض مستخدميها لمخاطر أكبر، واستخدم برامج للحماية من الفيروسات، وعدم الضغط على أي ملفات مشبوهة. وحققت
مدونة «المحترف للمعلوميات» للكاتب أمين رغيب، شهرة كبيرة في الوطن العربي، وذلك من خلال المحتوى التقني الذي تزود به المستخدمين، وقناة المدونة على موقع «يوتيوب» التي بلغ عدد مشاهديها أكثر من 3 ملايين مستخدم، كما حققت صفحة الموقع على «فيسبوك» أكثر من مليوني مشاهدة. وقال رغيب، الكاتب المتخصص في تكنولوجيا المعلومات لـ«الشرق الأوسط»، «ساهمت المدونة في إثراء المحتوى الرقمي لشبكة الإنترنت بالمعلومات التقنية التي تُلقي الضوء على طرق حماية أجهزتنا من البرمجيات الخبيثة، وأهم التطبيقات التي يجب
علينا الاستفادة منها، وأهم المزايا المتحققة من استخدام البرامج المتنوعة، وخطوات تنزيل البرامج، وطرق متنوعة للاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي في تحقيق الدخل، وكيفية استرجاع حساباتنا المعطلة على الشبكات الاجتماعية»، مضيفاً «أحرص على تقديم محتوى تقني مختلف عما تقدمه المواقع الأخرى، وذلك من خلال توظيف الوسائط المتعددة في تبسيط الموضوعات التقنية لجذب أكبر شريحة ممكنة من الشباب»، موضحاً «منذ إنشاء المدونة عام 2009 وأنا أحرص على تثقيف الشباب العربي الشغوف بعالم تكنولوجيا الاتصالات
والمعلومات، وذلك من خلال استقصاء معلوماتي من المصادر الموثوقة، وتجربة ذلك بنفسي». وترى نهى لملوم، مدرب سلامة مهنية بالاتحاد الدولي للصحافيين، أن «هناك العديد من الأدوات التي تساعد الصحافي على تأمين عمله ووجوده على شبكة الإنترنت، منها ما هو بسيط للغاية مثل تأمين كلمات المرور وجعلها أكثر تعقيداً باستخدام حروف ورموز وأرقام، وعدم استخدام نفس الكلمة لأكثر من حساب، وعدم استخدام كلمات متشابهة يمكن تخمينها بسهولة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»، «يجب على الصحافي تحديث نسخة (الويندوز) المستخدمة،
ونسخة نظام التشغيل الخاصة بجهازه المحمول، بالإضافة إلى امتلاك مضاد للفيروسات على الهاتف، وجهاز الكومبيوتر الشخصي، وعدم تبادل فلاشات الميموري مع الآخرين»، موضحة «يجب على الصحافيين تفعيل خاصية المصادقة الثنائية لتأمين حساباتهم على الشبكات الاجتماعية، ويجب على الصحافي عدم فتح أي رسائل نصية، أو مرئية واردة من بريده الإلكتروني؛ إلا بعد التأكد من المرسل، وصيغة الملف المرفق... وأنصح الصحافيين بعمل نسخ من المواد الصحافية المهمة خشية فقدانها». وحول سبل الحفاظ على أمننا الرقمي. أشارت
نهى إلى أنه «يجب الانتباه إلى إيقاف خاصية التحميل التلقائي للصور والفيديوهات التي نعتاد على استخدامها سواء من مواقع التواصل الاجتماعي، أو تطبيق (واتساب) الذي أصبح على كل أجهزتنا المحمولة، لأن الصور والفيديوهات التي نقوم بتحميلها قد تحتوي على برمجيات خبيثة، تسهل على (الهاكرز) اختراق بياناتنا الشخصية، ويجب عدم الضغط على روابط دون التأكد من هوية المرسل حتى لا نتعرض لسرقة حساباتنا الشخصية بسهولة». وتنصح نهى الصحافيين الميدانيين والاستقصائيين بـ«عدم مشاركة بياناتهم، ومعلوماتهم الشخصية على شبكة الإنترنت لأنهم قد يخضعون للتهديدات من جراء نشر قصصهم، وتتبع تحركاتهم»، مشددة على أنه «يجب أن يتأكد الصحافيون من سلامة تطبيقات الهواتف المحمولة قبل تنزيلها، وذلك من خلال معرفة عدد المستخدمين للتطبيق وتقييمهم له، والصلاحيات التي يطلبها التطبيق، فإذا كان تطبيق خاصاً بتعديلات نصوص، وطلب إذن للحصول على فتح الكاميرا، والحصول على صور، وفيديوهات، وأرقام الهاتف، فلا بد من البحث عن تطبيق آخر».
قد يهمك ايضـــًا :
تعيين ميشيل باشيليت رسمياً مفوضة سامية لحقوق الإنسان
وفاة "أيقونة حقوق الإنسان" أسماء جهانغير في باكستان
أرسل تعليقك