أصدر المرشد الإيراني علي خامنئي مرسوما بتعيين المتشدد بيمان جبلي رئيسا جديدا لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وهو منصب حساس يتطلب معايير محددة لتسيير الهيئة وفقا لتوجيهات خامنئي. وخلف جبلي رئيس الهيئة السابق عبدالعلي عسكري، الذي تسلم منصبه في الثاني عشر من أيار/ مايو 2016، ليكون أول رئيس هيئة لولاية واحدة، حيث قام المرشد بتمديد الولاية للرؤساء السابقين بعد انتهاء الولاية الأولى التي تبلغ خمس سنوات.
وزعم خامنئي في المرسوم أن "الرئيس الجديد بيمان جبلي يتمتع بالمؤهلات الدينية والثورية والمهنية اللازمة"، داعيا إياه إلى تعزيز ما سماه "الروح الوطنية والثورية بين المواطنين". وصرح جبلي بعد تعيينه رئيسا لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، في مقابلة خاصة مع وكالة إيران برس "إن شعار الإذاعة والتلفزيون في العصر الجديد هو اتخاذ خطوة نحو تحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة". وأضاف إن "الحضارة الإسلامية الحديثة تعني أننا ننتج المحتوى والبرامج للجمهور الإيراني، إضافة إلى الجماهير ما وراء الحدود الإيرانية".
وتحدث عن الخطوات المقبلة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية وقال إن أحد الموضوعات الرئيسية لعمل هيئة الإذاعة والتلفزيون في الفترة الجديدة سيكون تعزيز قنوات الإعلام الخارجي. ويركز النظام الإيراني في الآونة الأخيرة شبكة الإعلام الخارجية، إحدى الأذرع الهامة للدعاية والسيطرة في المنطقة العربية، وفي ظل حاجة طهران إلى الإعلام الأجنبي، تعاني منابره من ضائقة مالية كبيرة تسببت بإغلاق عدة منصات منها قناة الكوثر التي تعنى بالشؤون الدينية، وقناة سحر باللغتين الأردية والإنجليزية وقناة آي فيلم بسبب الديون لبعض الأقمار الصناعية.
ويبدو أن رئيس الهيئة السابق عسكري قد فشل في إدارة هذا الملف ودعم القنوات الخارجية. وجبلي حاصل على درجة الماجستير في التربية الإسلامية والإعلام، كما أنه حاصل على شهادة دكتوراه في الثقافة والاتصال من جامعة الإمام الصادق الحكومية. بيمان جبلي: إننا ننتج المحتوى والبرامج الإعلامية للجمهور الإيراني إضافة إلى الجماهير ما وراء الحدود الإيرانية ويعمل منذ عام 2016 بمنصب مساعد هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية لشؤون الإعلام الخارجي.
وعمل جبلي البالغ من العمر 55 عاما، أيضا، سفيرا للنظام الإيراني في تونس، كما كان رئيس الدائرة الإعلامية بمجلس الأمن القومي الإيراني. وكان من المؤكد أن الرئيس الجديد سيأتي من داخل صفوف الهيئة الضخمة التي تُدير أكثر من 50 قناة تلفزيونية والعديد من المحطات الإذاعية التي تستهدف الجماهير في إيران وخارجها. ويُفضّل أن يكون الرئيس من داخل صفوف الهيئة، لأنه عمل متخصص يجب إدارته، كما أظهر موظفو التلفزيون الرسمي على مر السنين أنهم بالكاد يستطيعون العمل مع شخص من خارج الهيئة.
ويُعتبر جبلي المرشح الأكثر ملاءمة لهذا المنصب، وهو من داخل الهيئة فقد عمل لسنوات محرر أخبار، ومدير أخبار في قنوات مختلفة، وهو من أبرز المدافعين عن نظرية خامنئي للهجوم الثقافي الغربي على إيران، وأفكاره عن "الحرب الإعلامية التي تستهدف إيران وقيمها". وتركز هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية على مهاجمة الإعلام الأجنبية، معتبرة أن انتقاد سياساتها وممارساتها هدفه التحريض وبث الفتنة بين الإيرانيين.
ويسيطر مكتب خامنئي بشكل صارم على البرامج الإخبارية التي تتعلق بالشؤون الداخلية في التلفزيون الإيراني، وله الحقّ الحصري في البث في إيران. وتُعتبر جميع القنوات الأخرى، التي تبث في إيران عبر الأقمار الصناعية، محظورة رسميا، ويتعرّض مشاهدوها لغرامة مالية كبيرة، ومصادرة معدات استقبال البث. ومع ذلك، يمكن لمعظم الإيرانيين الالتفاف على العقوبة بعد “محادثة” جيدة مع ضباط إنفاذ القانون الذين قد يقبلون بشيء أقلّ من الغرامة الفعلية ويغضون النظر عن الأمر.
ويتمتّع جبلي بعلاقات جيدة مع قنوات الخدمة الخارجية الرئيسية مثل “برس تي.في” وقناة “العالم” و”هيسبان تي.في”. وتتماشى الرؤية العالمية التي تقدّمها هذه القنوات الثلاث مع وجهات النظر المتشددة لخامنئي و”فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني. ويجري الحديث بين الصحافيين الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي عن قرب جبلي من مجتبى خامنئي ابن المرشد الأعلى، والذي يُشاع أنه يستعد لخلافة والده، كما برزت أيضا قضية رئيسه السابق محمد صرافراز الذي فصل في 2014 تحت ضغط الحرس الثوري الإيراني ومجتبى، بينما احتفظ جبلي بمنصبه وتقدّم في حياته المهنية.
وتشرف السلطات الإيرانية أيضا على وسائل إعلام ناطقة بالعربية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، وتفرض عليها الالتزام بخط تحريري موال لطهران تماما، وتقوم هذه المنصات بترصد وسائل الإعلام العربية الأخرى لمهاجمتها عند المساس بالنظام الإيراني بأي انتقاد. وكشف تقرير سابق لشركة فيسبوك أن هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية استخدمت منذ عام 2011 على أقرب تقدير المئات من حسابات التواصل الاجتماعي المزيفة لنشر رسائل مؤيدة لإيران على الإنترنت سرا.
وأضافت أن الشبكة استخدمت ما يزيد على 500 حساب على فيسبوك وإنستغرام لنشر الرسائل التي غالبا ما ركزت على صراعات محلية أو انتقاد الإجراءات الأميركية في المنطقة. وأوضح مدير سياسة أمن الإنترنت في فيسبوك ناثانيال غليتشر "بشكل عام، كانت هذه روايات تتماشى مع المصالح الجيوسياسية الإيرانية".
قد يهمك ايضا
الفنان علاء صالح يطلق أغنية ناي وكمنجة من إنتاج هيئة الإذاعة والتلفزيون
أرسل تعليقك