كشفت دراسة جديدة لجامعة "برونل"، أنّ حالة الشخص على الـ"فيسبوك"، تظهر الكثير من شخصيته، فالنرجسيون مثلًا يكتبون في كثير من الأحيان عن إنجازاتهم: نظامهم الغذائي والتمارين الرياضية وغيرها، أما أصحاب الضمائر الحية، فقليل نشرهم في الصفحات، وإذا فعلوا تكن منشوراتهم تعبر عن طفولتهم، وأضافت أنّ المنشورات السياسة تعني الانفتاح، أما تلك الرومانسية فتشير إلى تدني الثقة بالنفس.
وأكدت الدراسة، أنّ التباهي بالتواضع؛ صرخات مبهمة لجلب الانتباه في الكثير من الحالات على الـ"فيسبوك"، ولا تحتمل من المتابعين غالبًا، وأردفت أنّه لا يزال الملايين ينشرون تحديثات حالاتهم على موقع التواصل الاجتماعي، وأبرز الباحثون أنّ منشورات الناس على "فيسبوك" تبين أيضًا ما إذا كانوا نرجسيين أو عصبيين وما مدى ثقتهم بأنفسهم.
وأظهرت الأبحاث التي حلل الباحثون فيها 555 بحثًا استقصائيًا على الانترنت، من خلال درس مستخدمي "فيسبوك"، وركزت الاستقصاءات على السمات الشخصية الخمس الأساسية: السعادة، الانفتاح، الانسجام، والعصبية والضمير، فضلًا عن الثقة بالنفس والنرجسية.
وبيّنت الدكتورة تارا مارشال، من "برونل"، أنّ الدراسة كانت كبيرة، وزادت أنها كانت مفاجئة، أن تعكس تحديثات حالات الناس على "فيسبوك" سماتهم الشخصية، وأشارت إلى أنّه "مع ذلك فمن المهم أن نفهم لما يكتب الناس عن مواضيع معينة خلاله"، مسترسلةً: و"ها نحن هنا نكشف عن النتائج.
وبالنسبة إلى العصبيون: وجد الباحثون أنّ المستخدمين، يميلون إلى نشر التحديثات التي تتماشى مع سماتهم الشخصية، وأن الذين سجلوا أعلى معدل من العصبية، سعوا إلى التحقق من أنّ الآخرين لا يستطيعون الوصول إليهم عندما يكونوا غير متاحين "أوف لاين"، أما عندما يتلقون كثيرًا من الإعجاب والتعليقات؛ يميلون إلى تجربة فوائد الاندماج الاجتماعي، في حين لا يتلقون أي شيء يشعرون بالبغض.
أمّا المنفتحون: فتبين أنهم يستفيدون من "فيسبوك" كأداة للانخراط الاجتماعي، وابتكار حالات تتعلق بالأنشطة الاجتماعية، وأنهم أقل استمتاعًا بالإعجاب، وأكثر تفضيلًا للتفاعل مع الآخرين.
وفيما يتعلق بالنرجسيين: فمنشورهم محوره الأساسي عن الانجازات: النظام الغذائي والتمارين الرياضية، ويقيسون الاهتمام والفعالية بالعدد الكبير من الإعجاب، وذكر الباحثون، أنّ التحديات الخاصة بالإنجازات تستحوذ على العدد الأكبر من الإعجاب، مما يشجع تلك الشخصيات على كتابة تحديثات معنونة بكلمة "إنجازات".
وعن الناس المنفتحين والمبدعين، أظهرت أنّ منشوراتهم ترتكز في الأساس على المعتقدات السياسة، والمواضيع الفكرية، وهؤلاء الذين يتمتعون بمستوى عال في الانفتاح؛ مبدعون ومطّلعون، ينشرون تحديثات عن المعتقدات السياسية والفكرية، ويسعون بشكل أقل للانخراط الاجتماعي، وبشكل أكبر في مشاركة المعلومات، كما أنهم لديهم دوافع تفضي إلى تبادل المعلومات غير الشخصية مثل الأحداث والأبحاث الجارية.
أما الذين يمتلكون الضمير الحي، فمنشوراتهم محورها الشركاء العاطفيين، ونادرًا ما ينشرون تحديثات، وأكثر وعيًا بكيفية استقبال الآخرين لما يحتويه منشورهم، وعندما يكتبون شيئًا غالبًا يكون عن أبنائهم.
وبالنشبة إلى قليلي الاعتزاز بالنفس، فمحور منشوراتهم وتعليقاتهم عن الشركاء العاطفيين، ويعتقد بأن وراء ذلك دوافع لإخماد القلاقل وللإثبات للآخرين أن العلاقة بينهما بحالة جيدة، وتتلقى هذه المنشورات عدد اقل من الإعجابا، وهذا ما يجعل المستخدم أقل قابلية لتسجيل الإعجاب أيضًا.
واقترح الباحثون، أنّه ينبغي أن يجرى عدد أكبر من الأبحاث على ردة فعل أصدقاء الـ"فيسبوك" على تلك المنشورات، سواء على الإنترنت، أو في الحياة الفعلية.
أرسل تعليقك