قصار القامة في العراق  بين الإهمال الحكومي ونظرة المجتمع
آخر تحديث GMT13:21:52
 العرب اليوم -

90% لم يكملوا تعليمهم و7% يكافحون للحصول على وظيفة

"قصار القامة" في العراق بين الإهمال الحكومي ونظرة المجتمع

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "قصار القامة" في العراق  بين الإهمال الحكومي ونظرة المجتمع

"قصار القامة" في العراق
بغداد ــ نجلاء الطائي

"لاعلاقة للتميز بأشكالنا الخارجية، فالجوهر يكمن في داخلنا، فقط نحن أقصر منكم بقليل"، هكذا يقول لسان حالهم عندما يرمقهم شخص بنظرة استهزاء أو دونية، و"الطول هيبة والقصر خيبة"، من الأمثال الشعبية المتداولة في المجتمع العراقي، وهذا يمثل قمة التفرقة بين القصير والطويل، أما نظرة المجتمع، فغالبًا ما تسبب لهم الإحراج في الأماكن العامة، وأسفر عن ترك أغلب قصار القامة "الأقزام" مقاعد الدراسة مبكرًا، ما يدفعهم للانطواء والعزلة، ويؤثر سلبًا على حالتهم النفسية.

وفي خضم هذا الواقع، الدراما العراقية أيضًا عمّقت من معاناتهم، حيث اقتصرت أدوار الممثلين "قصار القامة" على تلك المثيرة للسخرية والضحك فقط، وهو ما أدى إلى تكرس هذا المفهوم لدى عامة الناس، ومع الاستمرار في إهمال وتهميش هذه الفئة من قبل الحكومة العراقية والجمعيات الأهلية، ظهرت أصوات تطالب بحماية حقوقهم.

وأسس محمد عيدان جبار، وهو عضو في مجلس إدارة هيئة ذوي الإعاقة في العراق، جمعية باسم "جمعية قصير العراقية" منذ العام 2003، ليطالب من خلالها بحقوقه وحقوق كل "القصار" في العراق، وقال "إن 90% من قصار القامة لم يكملوا تعليمهم 7% مازال يكافح للحصول على وظيفة 3% فقط استطاعوا الحصول على وظيفة حكومية".

وأُعلن في يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر 2014 عن أول يوم عراقي لـ "قصار القامة" تحت شعار "الإنسان جوهر لا مظهر"، وسيكون احتفالًا سنويًا خاص بهم، وأضاف جبار "يؤسفني حقًا أن الإعلام والدراما العراقية ترسخ نظرة المجتمع أن كل قصير أضحوكة، ومصدر للسخرية وهذه قمة التخلف والتمييز".

أما نور حسين قاسم، العضوة في جمعية "قصير"، فهي لا تختلف بالرأي مع جبار، وتقول إن الحكومة العراقية "أهملت هذه الفئة من المواطنين، فهم الآن لا يملكون أي حقوق أو رواتب وهذا يؤثر سلبًا على حياتهم، خصوصًا فئة النساء القصيرات اللواتي يتأثرن من نظرة المجتمع السلبية، وهذا يشكل حاجزًا أمام إكمال مسيرتها سواء التعليمية أو الشخصية".

وتدعو قاسم الأهل إلى تقديم الدعم المعنوي لأولادهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتشجيعهم لتخطي حاجز الخوف والخجل، ليستطيعوا مواجهة العالم والأندماج في المجتمع، وتلفت النظر لمعاناة "قصار القامة" في التسوق، وتضاعف الأسعار لسبب عدم وجود قياساتهم، إذ يكونون مرغمين على الذهاب للخياط لجعل الملابس على قياسهم وهذا يجعل السعر يتضاعف، مضيفة "أنا وزملائي في الجمعية نعترض على  الأدوار التي تقدم لقصار القامة في الدراما أو المسرح لأنها عكست صورة غير صحيحة، صورة مثيرة للسخرية والفكاهة فقط، وهكذا تناسى الناس أننا بشر مثلهم ولسنا مختلين عقليًا.

ووفق إحصائيات شبه رسمية، فإن أعداد "قصار القامة" في البلاد تبلغ نحو ثمانية آلاف شخص، ما زال أغلبهم يعاني من نظرة المجتمع "القاصرة" لهم، ويسعى "قصار القامة" في العراق مؤخرًا إلى تنظيم صفوفهم وتشكيل جمعيات تنادي بحقوقهم والخروج من العزلة المجتمعية التي يعيشونها، حيث تواجه تلك الشريحة مختلف أنواع التهميش والإبعاد عن الفعاليات المجتمعية والمشاركة في الحياة العامة، بحسب إفاداتهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصار القامة في العراق  بين الإهمال الحكومي ونظرة المجتمع قصار القامة في العراق  بين الإهمال الحكومي ونظرة المجتمع



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 12:06 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله
 العرب اليوم - أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله

GMT 06:31 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ثريدز تختبر إعلانات وصور بين المنشورات للمستخدمين
 العرب اليوم - ثريدز تختبر إعلانات وصور بين المنشورات للمستخدمين

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 04:43 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين شمالي القدس

GMT 04:48 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أشرف بن شرقي يوقع للأهلي بمليون ونصف دولار

GMT 05:15 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

مقتل شخص وإصابة 8 آخرين بإطلاق نار في تكساس الأميركية

GMT 04:40 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

تغيير موعد مباراة منتخب مصر لليد مع فرنسا

GMT 03:13 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

سوريّا ولبنان: طور خارجي معبّد وطور داخلي معاق

GMT 03:20 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

جديد المنطقة... طي صفحة إضعاف السنّة في سورية ولبنان

GMT 15:27 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

الدفاعات الجوية الأوكرانية تسقط 46 طائرة مسيرة روسية

GMT 18:21 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

نحتاج إلى القوة الخشنة أولًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab