لندن ـ كاتيا حداد
يعتبر اختيار جامعة ما في العالم، بالنسبة إلى معظم الطلاب، مهمة بسيطة جدا، ولكن الأمور تكون أكثر تعقيدا بالنسبة للمتعلمين عن بعد، الذين تجلب لهم الدراسة خارج الحرم الجامعي مجموعة جديدة كبيرة من الاعتبارات.وأكّد رئيس الدرجات العلمية في جامعة أنجليا روسكين، توم تايلور، أنّه "يمكن أن تختلف التكنولوجيا بشكل كبير بين الدورات الدراسية، الطلاب يريدون أن يعرفوا كيف سيكون التعلم على الانترنت؛ ما إذا كانوا سيتواصلون مع الطلاب الآخرين، وكيف سيكون التفاعل في الدورات الدراسية"، ووفقًا لما ذكره مدير المؤسسة التعليمية في جامعة برمنغهام إيان ميات، فإنّ "بعض مقدمي الخدمات يسمحون للطلاب بتجربة وحدة نمطية وتجريب الدورة الدراسية بنفس الطريقة إذا ما كنت مسجلا".
وتمثّل المؤسسات المزيفة التي تقدم دورات دراسية للحصول على درجة علمية على الإنترنت هي مشكلة مستمرة، لذلك خُذ الوقت الكافي للتأكد من أن الدورة التي اخترتها هي حقيقية، ويمكنك القيام بذلك بسرعة عن طريق تفقد موقع "gov.uk"، ومع نظام دورات الدرجات التعليمية التقليدية، تعد جداول الجامعة هي وسيلة معروفة لمعرفة سمعة المؤسسة، ولكن ميات يحذر من أن هذه قد لا تشمل بعض من أفضل الدورات على الانترنت، مشيرًا إلى أنّه "قد لا تكون الدورات الأحدث متضمنة في جداول الجامعات حيث لا توجد بيانات كافية بعد، ولكن هذه غالبا ما تستفيد من التكنولوجيا الجديدة مثل مؤتمرات الفيديو والبيانات الصوتية المتدفقة عبر الانترنت، لذلك فهي مفاضلة للطلاب بين الدورات العادية الآمنة التي قد تكون أقل تطورا، وبين تلك الدورات الدراسية الأحدث والأكثر تقدمًا".
ويتيح العديد من مقدمي الخدمات التحدث مع الطلاب الحاليين، لإعطاء مسارات الدراسات العليا، وقد شعرت جورجينا كروب، التي تدرس للحصول على درجة البكالوريوس في الأدب واللغة الإنجليزية في الجامعة المفتوحة، بالقلق من أن مؤهلها في الجامعة المفتوحة لن ينظر إليه على أنه "حقيقي"، مع أنها بذلت كل ما بوسعها، معلّقة "راجعت اعتمادها وقرأت أيضا قصص عن نجاح بشأن الخريجين الجدد بها ".
وهناك ثمة عامل آخر ينبغي النظر فيه وهو الميزانية. على الرغم من أن المتعلمين على الانترنت يمكن في كثير من الأحيان تخفيض التكلفة من خلال كونها خارج الحرم الجامعي وأيضا العمل جنبا إلى جنب مع الدراسة، إلا أن الرسوم الدراسية لا تزال تميل إلى أن تكون بالآلاف، ويقول ميات إنّ "هناك أحيانا تصور بأن التعلم عبر الإنترنت مجاني"، "في الواقع، التكاليف غالبا ما تكون مماثلة لدورات الحرم الجامعي وإذا كنت ترغب في الحصول على مؤهل معترف به، يجب أن نتوقع أن تدفع ثمنه"، تتقلب الأسعار حسبما ترى المؤسسة نفسها في السوق، لذلك يمكن أن تكون التكاليف مؤشر تقريبي للجودة، وإذا كنت ترغب في فكرة القيام بجزء من الدورة الخاصة بك في الحرم الجامعي، فمن السهل القيام بذلك في بعض الأحيان، وحتى يمكن أن يكون إلزاميا، وعلّق تايلور أنّ "بعض المواد الدراسية، مثل العلوم الرياضية، لديها أجزاء يصعب تعليمها عبر الإنترنت وتتطلب التعليم وجهًا لوجه".
وفي واحدة من الجوانب المرنة الكبرى للتعلم عن بعد هو أن هناك عددًا أقل من الأحداث المجدولة و يمكن أن تكون الدراسة مناسبة لنمط حياتك، حيث تقول كروب، التي قضت أيضا وقتا في اليونان في برنامج إيراسموس لرواد الأعمال الشباب، "سمحت لي دراستي للذهاب إلى كارساماكي في فنلندا لمدة 6 أشهر، والقيام بخدمة تطوعية أوروبية، لم تسمح لي الدورات الجامعية التقليدية أن أفعل ذلك أثناء الدراسة".
وتختلف متطلبات الجميع، وستكون الجامعات أكثر سعادة لإعطاء أكبر قدر من المعلومات بما في وسعهم، ويختتم ميات أنّ "الشيء المهم هنا هو أن نتذكر أن التعلم عبر الإنترنت يتغير في كل وقت، إنها سوق متطورة، لذا فإنني أشجع الطلاب على التحدث إلى مقدمي الدورات الدراسية وطرح الكثير من الأسئلة".
أرسل تعليقك