أشارت دراسة جديدة لهيئة "أوفستيد- Ofsted" البريطانية لتقييم معايير التعليم، عن عام 2016، إلى أن الأطفال من أفقر البيئات هم أكثر عرضة للالتحاق بمدارس ثانوية ذات تصنيف أقل من "جيد".
ووفقًا للدراسة فإن أكثر من ثلث الأطفال (35 في المائة) من أفقر البيئات، يلتحقون الآن بمدارس ذات تصنيف "غير ملائم" أو "تتطلب التحسين"، وهو ارتفاع من 28 في المائة قبل ثلاث سنوات، حسبما ذكر تقرير من جمعية "Teach First" الخيرية.
وقالت الجمعية الخيرية، إن نقص المعلمين ذوي الجودة العالية والمدارس "الجيدة" و"الممتازة" في أكثر المناطق حرمانًا في البلاد، قد وسع الفجوة بين الطلاب الأغنياء والفقراء.وفي الوقت نفسه، يُشير اتحاد مدراء المدارس، إلى أن ارتفاع أسعار المنازل بالقرب من المدارس ذات التصنيف الأعلى، واحدًا من العوامل التي تؤثر على التحاق أبناء الأسر الفقيرة بتلك المدارس.
أقرأ ايضَا:
المدارس الألمانية تدرّب المراهقين على شرب الكحول بموافقة ذويهم
وحذّر خبراء من أن عددًا كبيرًا من الأطفال، سيتم منعهم من الالتحاق من المدارس الثانوية التي اختاروها هذا العام ، حيث يتوقع أن يفقد نحو 115 ألف تلميذًا مقاعدهم.
وتظهر إحصائيات جمعية "Teach First"، أن 8 في المائة فقط من الأطفال من أبناء الأسر الأكثر ثراءً، يلتحقون في الوقت الحالي بمدارس مصنفة على أنها أقل من "جيدة"، وهو ما لم يتغير في السنوات الأخيرة.
وتنظر أيضًا الدراسة إلى الفجوة المتنامية بين الأطفال من أغنى الأسر وأشدها فقرًا في المدارس، حيث لا يلتحق سوى 17 في المائة من الأطفال من أفقر الفئات بالمدارس "الممتازة"، مُقارنة بنسبة 44 في المائة من الأطفال من أغنى الأسر.
وقال راسل هوبي ، المدير التنفيذي لجمعية "Teach First": "من الأمور التي تُثير القلق أننا شهدنا في السنوات الأخيرة زيادة في عدد الشباب الذين يذهبون إلى المدارس التي تم تصنيفها على أنها أقل من جيدة، وهم من أفقر البيئات التي تضررت بشدة"، ودعا إلى المزيد من الاستثمار لضمان حصول كل طفل على تعليم "ممتاز".
وقال جيف بارتون ، السكرتير العام لرابطة قادة المدارس والكليات في المملكة المتحدة: "نحن نعلم أن عائلات الطبقة المتوسطة تميل إلى الانتقال إلى المناطق التي تخدمها المدارس والتي تم تصنيفها من قبل "Ofsted" بأنها (ممتازة) و(جيدة) وبمرور الوقت، هذا النمط أصبح أكثر رسوخًا مع ارتفاع أسعار المنازل، وفقًا لذلك حيث تصبح باهظة التكلفة للأسر المحرومة".
وأضاف: "إن الحل هو التأكد من أن جميع المجتمعات توجد بها مدارس ذات تصنيف (جيد)، كما أن ما تحتاجه هذه المدارس هو دعم مستهدف ونظام تفتيش أكثر صرامة لدعم الأسر الفقيرة".
وأشار نيك جيب ، رئيس هيئة معايير المدارس في بريطانيا: "هذه الحكومة مصممة على توفير المزيد من الخيارات للوالدين عندما يتعلق الأمر بتعليم أطفالهم، وقد أنشأنا 825000 مكان مدرسي منذ عام 2010، ونحن في طريقنا لرؤية هذا الرقم يرتفع إلى مليون شخص في عام 2020"، مضيفًا: "ارتفعت المعايير أيضًا، حيث أصبحت 86 في المائة من المدارس جيدة أو متميزة ، مقارنة بـ 68 في المائة في عام 2010، وفي العام الماضي حصل أكثر من تسعة من أصل عشرة تلاميذ على مكان في أحد الخيارات الثلاثة الأولى ، مما جعلهم أعطاهم الفرصة للوصول لمستقبل ناجح".
وقد يهمك أيضَا:
صحيفة "الغارديان" تكشف عن التفرقة العنصرية في التعليم البريطاني
تعرف على أسباب توجُّه التعليم البريطاني إلى مرحلة السقوط الحر
أرسل تعليقك