مختصون أسريون يؤكدون أن طفل اليوم بين «القدوة الملهمة» و«رفاهية الفرص»
آخر تحديث GMT04:46:31
 العرب اليوم -

شدَّدوا على أنه صندوق "إيداع وإبداع" وحذَّوا من إهماله وتعويده على العشوائية

مختصون أسريون يؤكدون أن طفل اليوم بين «القدوة الملهمة» و«رفاهية الفرص»

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مختصون أسريون يؤكدون أن طفل اليوم بين «القدوة الملهمة» و«رفاهية الفرص»

الطفل اليوم هو صندوق إيداع وإبداع
القاهرة - العرب اليوم

اعتبر مختصون أسريون أن الطفل اليوم هو صندوق إيداع وإبداع، حيث نُودع في داخله ما نريد منه أن يفعله في المستقبل، ونمنحه المثيرات ومع الوقت سيُحدد شغفه وينتقي ما يأتي على مقاس قدراته وإمكانياته وأحلامه، المطلوب منّا منحه «رفاهية الفرص» لخوض تجارب متنوعة، فإذا نحن نريده عالماً؟ لا مشكلة، فالغالبية يحلمون بأن يكون أطفالهم علماء، لكن لا ينبغي أن نحصره في هذا النطاق فقط، لا نكون كمن وضع «كوالا» في الماء، ويطلب منه أن الغوص لاستكشاف أعماق البحار، لذا يجب أن نفسح للطفل مجالات ملهمة، وندعه يختار بنفسه، الأهم من أن يُصبح عالماً، هو أن يكون ناجحاً، ونجاحه لا يتعلق بمهنة مُحددة، بل أن يُبدع، ويكون في موضع يُفجّر شغفه وطاقاته الكامنة.
قدوة ملهمة
حذر تربويون ومختصون في التربية الأسرية، من إهمال الطفل وتعويده على مناخ الفوضى والعشوائية في اتخاذ قرارات وتحديد مسارات تشكل شخصيته، معتبرين أن الأهل «القدوة الملهمة» التي يقتبس منها الطفل مبادئ سلوكية في الذكاء والتفكير والفطنة والنشاط الذهني، وينبغي عليهم تنشئته في بيئة يحكمها الترتيب والنظام، وإحاطته بمحفزات ومؤثرات تنمي قدراته، وتعلّمه فن التحليل واستراتيجيات التفكير واستغلال الوقت وترتيب المهام ورسم الأهداف ومكافئة الذات لخلق ذهنية مرتبة بعقل ناضج وعاطفة مبدعة.
مسار المستقبل
ومن جانبه، قال خليفة المحرزي، مستشار أسري مختص في العلاقات الأسرية والزوجية، أن الخريطة الأولى لتشكيل شخصية الطفل تبدأ من السلوك والممارسات التي يتأثر بها داخل محيط الأسرة، فالابن إذا أردنا أن نرسم له مساراً محدداً لمستقبله، لا بد أن نسعى لإيجاد مهارات تمكننا من معرفة رغبات دفينة واهتمامات يسعى إليها هذا الطفل من خلال رصد وملاحظة مدى اهتمامه ببعض الهوايات كالرياضة والرسم والاكتشاف، أو غيرها من الاهتمامات، حيث تشكل هذه نقطة الارتكاز في تشكيل خريطة مستقبلية له وتحديد مساره.

وأضاف المحرزي أن كل الأبناء لديهم مسارات وهوايات متعددة متنوعة يمكنهم أن يكتسبوها خلال مدة قصيرة، مقارنة بأقرانهم من الأبناء الذين قد يعانون صعوبات في فهم بعد التقنيات أو عدم رغبة في ممارسة بعض الأنشطة، لذلك يجب علينا أن نكتشف تلك المهارات الدفينة، موضحاً أنه يمكن أن نصنع للطفل خريطة مستقبلية تحتوي عدة عناصر أساسية من الجانب الاجتماعي والمهاري والعقلي والاستثماري والتربوي، وهي مسائل تحدد خريطة جميلة للطفل التي بإمكاننا أن نرسمها له مبكراً بحيث يعاني أغلب الأبناء في وقتنا الحالي من مفهوم التربية العشوائية التي تفتقر إلى المنهجية الصحيحة، لتشكيل شخصيته وإعداده للمستقبل.
القدوة والمكافأة
وقالت فاطمة عطوة (مدربة حياة)، وأم لطفل في مرحلة الحضانة الأولى، إن أفضل وأسرع طريق للتربية أن يكون الأهل قدوة، فالطفل مُقّلد ماهر لوالديه، فهو بصري يلتفت لك بالنظر وبتقليد الأفعال وحتى بطرق التفكير، وهذا ما أمارسه مع طفلي حيث أقوم في مرحلة مُبكرة من العمر بتعويده على التخطيط للحصول على ما يريد بخطوات سهلة ومُبَسَطة والتفكير بصوت عال، فمثلاً أقوم ووالده بإشراكه في التخطيط والاطلاع على ما نخطط لرحلة نهاية الأسبوع، كما نقوم بسؤال طفلنا عن رأيه عن ماذا ينقصنا وماذا ينقصه؟ ووضع حلول وخطط بديلة للطوارئ، ما يغرس به قيم المشاركة والاحترام أو طلب الاستشارة عند الحاجة، ونقوم بذلك بتوجيهه مثلاً للخطوات الممنهجة للحصول على مكافأة معينة أو المركز الأول في المسابقة أو المدرسة.
فخ المستقبل
ومن زاوية أخرى، هل مطلوب من الطفل أن يُخطط لمستقبله، سؤال ردت عليه، مهرة أحمد (كاتبة إماراتية)، قائلة: «لست مع التخطيط بمساعدة السبورة والأوراق والقلم والجداول وكتابة الأهداف، لأننا نتعامل مع أرض ليست صلبة بعد، وغير متشكلة، وليس من المطلوب منها أن تتشكل في مثل هذه المرحلة، فعدم الثبات على فكرة والتغير المستمر هما الناحية الإيجابية في هذا العمر، وعلينا أن نفرح بذلك، فهذا يعني أن أطفالنا يُفكرون، فبعض الخطط أحياناً تُعمي البصيرة، وتعمل كقيد للعقل والطاقات الكامنة، وتضعهم في الخيارات الضيقة، معتبرة أن المهمة الحقيقية تجاه مستقبل الطفل، تكمن باختصار في تقديم الآراء له وتغذية عقله بالأفكار والقيم وصقل مهاراته بالتجارب، وتوخي الوقوع في فخ دفعهم للتعامل مع المستقبل كقرار حاسم، فليس المطلوب من الطفل ذي السنوات العشر أن يقرر منذ الآن، ماذا سيصبح في المستقبل، لأننا ولأنهم بذلك نخسر الكثير من الطاقات التي في داخلهم».
فن التخطيط
من جهتهم، عبر أولياء أمور بأن طفل اليوم يمكن أن يكون مرتباً أو فوضوياً، بحسب بيئته وتربيته التي يتلقاها من الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والترفيه الاجتماعي التي يتعرض لها، حيث قالت أبرار نصر الله (سورية)، إن عملية تدريب الطفل على التخطيط، سهلة للغاية إذا ما أدرك الوالدان أهميتها في تنشئة طفل يدير نفسه ويتحلى بشخصية فذة ووعي متفتح، فمثلاً يمكن تعليمه كيف يقسم يومه على أنشطة ومهام وتجارب ويخصص لها وقتاً معيناً حسب الأولويات ويلتزم به، وجعل ذهنه دائماً مشغولاً بالأرقام، ويمكن حصاره بالأسئلة حول توقعاته في إنجاز أشياء معينة أو هوايات أو حتى في نتائج الامتحانات وفق إجاباته، وتكرار سؤاله عن المستقبل والغد، وماذا سيفعل أو أي مهنة سيعمل بها وأين يتخيل نفسه، وأي جهد سيبذله لبلوغها؟، وهكذا يمكن أن يصبح الطفل دائم التفكير حتى في خلوته أو قبل نومه.
تخيل المستقبل
ورأت سميحة عبود (أردنية)، أنه يجب توعية الطفل بأن له رسالة ما في الحياة، وأن عليه تحديد واختيار تلك الرسالة ومدى قيمتها ونبلها في خدمة البشرية، وتحفيزه على أن يتصف بروح إيجابية وجعله مقترن بالزمن والخيارات والأولويات، حتى وهو يمارس ألعابه ونشاطاته، من ثم تثقيفه حول المهن والوظائف التي يمكن أن تناسبه في المستقبل، وجعله يتخيل نفسه في ذلك، ويصدق حلمه وطموحه لكي يعيش تفاصيله ويسعى إلى التخطيط له وتقريبه من خلال العلم والعمل والمثابرة.
ذكاء الطفل
قال أحمد عبدالله الشامسي استشاري نفسي وتربوي، إن العلماء صنفوا ذكاء الطفل إلى 8 تصنيفات منها «الذكاء التخيلي أو الخيالي»، وهي طريقة تساعد الطفل على التعلم الذاتي وربط المعلومات المحيطة لبيئته عن طريق التخيل والاستبصار، معتبراً أن أفضل عمر لتوجيه الطفل نحو شغفه هو عمر السادسة، بوصفه مرحلة اكتمال الجوانب الدماغ لديه، ولكي تكون الأسرة هي الدفة التي تحرك وعي الطفل نحو المستقبل، يجب أن تتحقق ثلاث مستويات في التعليم، هي الغرس التي تبدأ من عمر سنتين إلى 4 سنوات، ثم مرحلة التعزيز التي تبدأ من عمر 5 إلى 10 سنوات، وأخيراً التفاعل.

قد يهمك أيضاً:

النيابة تقرر حبس طبيب ووالد الطفلة ندى ضحية الختان في أسيوط 4 أيام

الإعلامية الكويتية مي العيدان تدعم زينة وتهاجم أحمد عز بشأن أزمة الطفلَيْن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مختصون أسريون يؤكدون أن طفل اليوم بين «القدوة الملهمة» و«رفاهية الفرص» مختصون أسريون يؤكدون أن طفل اليوم بين «القدوة الملهمة» و«رفاهية الفرص»



فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 02:31 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال قوي يضرب جزر الكوريل الروسية ولا أنباء عن خسائر

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 05:53 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أكبر معمرة في إيطاليا عمرها 114 عاما

GMT 08:49 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 05:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

محكمة روسية تصادر ممتلكات شركة لتجارة الحبوب

GMT 07:55 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي يودي بحياة 9 فلسطينيين بينهم 3 أطفال في غزة

GMT 05:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار جسر في البرازيل لـ10 قتلى

GMT 12:22 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

مدير منظمة الصحة العالمية ينجو من استهداف مطار صنعاء

GMT 02:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب الفلبين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab