ركزت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس، على دراسة أظهرت وجود تطور مهم في المناهج الفلسطينية، قائلة إنه تم شطب عبارة "اتفاقية أوسلو" من الكتب الجديدة للطلاب الفلسطينيين، في الضفة الغربية، وشرقي القدس، وقطاع غزة.
وقالت الصحيفة إنه على مدار السنوات الثلاث الماضية، أصلحت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية جميع الكتب المدرسية من الصف الأول حتى التوجيهي، على 3 مراحل، وأزالت جميع المحتويات المتعلقة بعملية السلام مع إسرائيل، باستثناء جزء صغير حول اتفاقية أوسلو، بخلاف الكتب المدرسية القديمة التي حملت تفصيلات كثيرة.
وذكرت الصحيفة أنه تم وصف اتفاقيات أوسلو بالتفصيل في الكتب المدرسية الفلسطينية السابقة، التي نشرت النص الكامل للرسالة التي كتبها في عام 1993 رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين إلى ياسر عرفات، وتم فيها عرض مبادئ السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
غير أن الكتب الصادرة حديثاً فرضت رقابة على القسم الذي اعتبر فيه عرفات توقيع «إعلان المبادئ أ»: «بداية عصر التعايش السلمي مع العنف، وأي عمل يمكن أن يعرض السلام للخطر».
وقالت «يديعوت أحرونوت» إنه تمت إزالة قسم كامل يتكون من فصلين في تحديث الإصدارات في الكتب المخصصة للتاريخ الفلسطيني: الفصل الأول الذي يتعلق بخطط ومبادرات السلام، والفصل الثاني الذي يتعلق باتفاقات السلام. كما اختفت تماماً من الكتب المدرسية، الاتفاقيات المؤقتة والموقعة بين الطرفين، مثل اتفاق القاهرة، ومؤتمر كامب ديفيد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك وياسر عرفات، واتفاق الخليل، وخريطة طريق إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، ومحادثات أنابوليس وغيرها. بالإضافة إلى إزالة محتوى الاجتماعات بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين كجزء من عملية السلام.
ولاحظ موقع «يديعوت أحرونوت» أنه خلال المرات القليلة التي ذكرت فيها إسرائيل في الكتب المدرسية الجديدة، تمت كتابة اسمها بين قوسين (إسرائيل)، وهي ممارسة تعبر عن عدم الشرعية التي تمارسها بشكل أساسي المنظمات، مثل «حماس» و«الجهاد الإسلامي». وفي الكتب القديمة، تتم كتابة اسم إسرائيل من دون أقواس.
وفي الكتب الجديدة، على عكس سابقاتها، لم يتم ذكر «الوجود اليهودي التاريخي» في أرض إسرائيل والقدس؛ حيث اختفى ذكر الحي اليهودي، بينما تم ذكر الأحياء الأخرى «المسلمة والمسيحية والأرمنية». بالإضافة إلى ذلك، تم حذف الفصول التي تتناول الملك داود ومملكة يهوذا ومملكة إسرائيل، وتمرد القيادي اليهودي بار كوخبا.
وقالت «يديعوت أحرونوت» إن حذف مواد الاتفاقيات من الكتب المدرسية، والذي كان يمثل الموقف الإيجابي تجاه التعايش وإمكانية السلام مع إسرائيل، خطوة أخرى مقلقة في الانفصال التام الذي يعيشه الجيل الفلسطيني الجديد، فيما يتعلق بإسرائيل.
وعقب المدير التنفيذي لمعهد «IMPACT – se»، ماركوس شيف، الذي أجرى البحث حول الكتب المدرسية الجديدة، إن «المنهج الجديد يلغي إمكانية السلام مع إسرائيل، كما أنه يمكّن العنف والكراهية ويعززهما أكثر من أي وقت مضى».
ولم تعقب السلطة الفلسطينية على الاتهامات الإسرائيلية؛ لكن مسؤولين في وزارة التربية والتعليم قالوا إن المناهج الفلسطينية تعتمد الرواية الفلسطينية، ولا تشتمل على أي تحريض.
ونفى المسؤولون شطب جميع ما يتعلق باتفاق أوسلو، وقالوا إن الأمر متعلق باختصارات ضرورية فقط.
وقد يهمك أيضًا:
"التعليم المصرية" توقّع اتفاقية تعاون لتدريب طلاب المدارس الزراعية
الشرافي يؤكد طموح جامعة الأقصى للتقدم ودعم المعرفة لدى الطلاب
أرسل تعليقك