طالبة جامعية سورية تنتظر التخرج مع بداية عقدها التاسع
آخر تحديث GMT12:45:37
 العرب اليوم -

طالبة جامعية سورية تنتظر التخرج مع بداية عقدها التاسع

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - طالبة جامعية سورية تنتظر التخرج مع بداية عقدها التاسع

طالبة جامعية سورية تنتظر التخرج
دمشق - العرب اليوم

في نهاية عقدها الثامن، أطلقت نجلاء برغل العنان لحلمها الدفين بدخول الجامعة لكي يصبح واقعاً ممزوجاً بشغف ربيع الشباب المقبل على الحياة والعلم بوصفهما متلازمان لا يفرق بينهما سوى الموت.وقالت نجلاء (الطالبة في السنة الرابعة)، التي أرادت لسنواتها الـ 79 أن تتنحى جانباً عن طريق حلمها، وبعنفوان لوكالة "سبوتنيك": "لم أسمح للعمر أن يحول بيني وبين حلمي بالتعلم ودخولي إلى الجامعة"، وبغصة تضيف: "كنت أرغب بدراسة قسم رياض الأطفال، لكني لم أستطع لظروف معينة، لكني أستطعت أن أحقق رغبتي بدراسة قسم المكتبات.. القسم الآخر الذي أحبته وتمنيت دراسته، وها أنا اليوم على أبواب التخرج".

وروت نجلاء، أنها كانت تعيش مع عائلتها في حي القابون بمدينة دمشق عندما أجبرها المسلحون على مغادرة منزلها بعد أن فقدت ولديها في الحرب التي أدمت قلبها، لتهيم مع عائلتها بعد التهجير إلى مكان يأويهم بعيدا عن النار والدم، فقصدوا حديقة تشرين وسط دمشق، وناموا هناك أربعة أيام، قبل أن ينزحوا إلى محافظة اللاذقية ويستأجروا منزلاً في ضاحية بسنادا على أطراف مدينة اللاذقية.وبدأت تحقيق حلمها في تحصيل العلم، عندما كانت في الـ54 من العمر، وقتها حصلت على شهادة محو الأمية ومن ثم شهادة التعليم الأساسي التي حرصت على إخراجها من منزلها تحت تهديد المسلحين، لتكمل مشوارها في اللاذقية وتحصل على شهادة التعليم الأساسي بعمر 69.

وتابعت نجلاء: "رغم أنني رسبت سنتين متتاليتين في امتحانات التاسع، لكنني لم أيأس فقد كان إصراري على تحقيق حلمي أكبر من أي شعور بالخيبة والتراجع، وبالفعل نجحت في المرة الثالثة، وفي السنة التالية قدمت على امتحانات الشهادة الثانوية ونجحت وحصلت على علامات أهلتني للتسجيل في قسم المكتبات الذي أحب".
وأضافت متحدثة عن ذكرياتها مع زوجها: "رغم ذلك كان يشجعني ويفرح عندما أنجح، وكنت أرى السعادة في عينيه وهو يقول لي "شاطرة ما بينخاف عليكي"، لتغص بالدمعة التي كتمتها قبل أن تتسلل إلى خديها فتسلب منها عنفوانها، وتكمل: "إلا أن فرحتي بنجاحي بالبكالوريا كانت ناقصة لأنه لم يشاركني بها، فقد توفي قبل إعلان النتائج بثلاثة أيام".

ووصفت مشاعرها تجاه العلم قائلة: "في الدراسة أفجر كل الحزن والغضب والقهر المزروع في داخلي جراء فقد أولادي في الحرب وتهجيري من منزلي أنا وعائلتي وأيام المعاناة التي عشناها ونحن نبحث عن مأوى".ورغم كل ما مرت به من ظروف قاسية لم تسمح نجلاء لأي شيء أن يحول بينها وبين تحقيق حلمها، سواء تعليقات بعض الأشخاص الذين تنمروا عليها وأسمعوها كلاماً جارحاً حول معنى أن تدرس في الجامعة وهي التي أكل الشيب شعرها، أو ظروفها المعيشية التي تجاوزتها بالعمل، إذ تقول: "رغم كل شي لم أنكسر ولم يأكل اليأس قلبي، ولم أمد يدي للناس حتى لأستدين المال، بل عملت ولا زلت في جني الليمون والزيتون وغيره من الأعمال التي تحفظ لي كرامتي وتساعدني على مصاريف الجامعة".

الحديث عن الجامعة حديث ذو شجون لدى نجلاء التي تحرص على اختيار الكلمات وتنميقها بالتعبير الذي يعتمر قلبها وتريد البوح به بأبهى حلة تليق بحلمها وجامعتها التي وهبت لها نجلاء عمرها ووقتها وجعلت منها طقساً يومياً تحاول أن تحتفل به كل يوم على طريقتها، ففي الصباح، كما تروي نجلاء، عندما تسير إلى الجامعة تحث الخطا إلى المكان الذي تراه عشقها وحياتها التي فصلتها على قياس أحلامها.ولا يعكر سعادة نجلاء في دراستها، بحسب تعبيرها، سوى أنها تعاني قليلاً باستيعاب المنهاج وأنها بطيئة في الكتابة، لكن هذه المعوقات تستدركها نجلاء على عجل لتصفها بأنها تتغلب عليها بالدراسة والتمرين والصبر.

لم يكن في بال نجلاء عندما دخلت الجامعة أن تحصل على فرصة عمل بعد التخرج لأنها تعرف أن ذلك ضرب من المستحيل فعمرها وصحتها لا يسمحان بذلك. وأوضحت سبب اختيارها قسم المكتبات، شارحة: "المكتبات، تعني العلم والثقافة كما تعني التاريخ... تعني عشقي الصغير وحلمي الكبير الذي أحققه بشغف الصبايا وعنفوان الشباب".وخلصت: "حلمي لا ينتهي بالتخرج من قسم المكتبات، فأنا أطمح لدراسة الماجستير بعد التخرج. سأتابع تعليمي حتى آخر يوم في عمري ما دام في الحلم بقية".

قد يهمك ايضا:

السعودية تقرر استمرار الدراسة عن بُعد لجميع مراحل التعليم العام

فلسطينية خريجة "صحافة" تتحدى البطالة بمشروع بطاطا

arabstoday
المصدر :

Wakalat | وكالات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طالبة جامعية سورية تنتظر التخرج مع بداية عقدها التاسع طالبة جامعية سورية تنتظر التخرج مع بداية عقدها التاسع



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab