دبي - العرب اليوم
كشف مركز محمد بن راشد لأبحاث المستقبل أن "تحدي محمد بن راشد لاستيطان الفضاء" الذي أطلقه المركز في منتدى استيطان الفضاء ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات في فبراير الماضي، استقطب 260 مخططًا بحثيًا، قدمتها فرق عمل من أكثر من 200 جامعة في 55 دولة حول العالم.
وضمت قائمة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية المتقدمة للتحدي -وهو إحدى المبادرات المبتكرة لمؤسسة دبي للمستقبل- جامعات عالمية مرموقة من بينها كامبردج وأوكسفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "أم.آي.تي بوسطن"، إضافة إلى مشاركة كبيرة من المؤسسات الأكاديمية في دولة الإمارات.
ويهدف التحدي إلى توفير منصة عالمية تسهم في دعم الأبحاث المتخصصة، وإيجاد مصادر لتمويلها بما يعزز ويسرع أفكار وحلول تدعم تأسيس مجتمعات بشرية متكاملة صالحة لحياة الإنسان في الفضاء.
بيئة حاضنة
وأكد خلفان بالهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل أهمية تعزيز البيئة الحاضنة للبحث العلمي وتحفيز العلماء والباحثين لإجراء الدراسات في مجالات العلوم المتقدمة، وما يشكله ذلك من أساس راسخ لتحقيق رؤية مؤسسة دبي للمستقبل، ومساعيها إلى تسريع وتيرة الإنجازات العلمية الهادفة لابتكار تطبيقات وأدوات عملية تعزز رحلة استكشاف الفضاء، وتوفير مقومات الحياة الإنسانية فيه.
وقال بالهول "إن مركز محمد بن راشد لأبحاث المستقبل، يعكس رؤى وتوجهات القيادة الرشيدة في مجالات علوم المستقبل، ويرسّخ مفهوماً جديداً في البحث العلمي لتسريع آلية إجراء البحوث عالمياً من خلال تحفيز العلماء والمتخصصين، مشيراً إلى تعاون المركز مع ثلاثة آلاف عالم ومتخصص في مجالات متعددة، في أكثر من 50 تخصصاً علمياً، ولافتاً إلى أن المركز يقدم دورات بحثية يتم تنفيذها خلال 180 يومًا.
وأوضح بالهول أن المركز يتمتع بالعديد من مقومات الامتياز ومن أبرزها تسريع الأبحاث العلمية بمقدار عشر مرات أسرع من الوضع الحالي، وخفض تكاليفها بنسبة تصل إلى 70%، وتسريع عملية إنجازها بنسبة 50%.
3 فئات
ويشمل "تحدي محمد بن راشد لاستيطان الفضاء" ثلاث فئات رئيسية، هي استيطان الفضاء، وعلوم بيئة وتكوين الأرض، والحوكمة والتشريعات، وترتكز الفكرة على تقديم حلول ونماذج أعمال تحقق إمكانية العيش على سطح القمر والمريخ.
ويستهدف التحدي الأبحاث الخاصة بالتقنيات اللازمة لاستيطان الفضاء، واستكشاف إمكانيات الحياة البشرية فيه، ويتعين على المشاركين في فئة "استيطان الفضاء" إعداد مقترح شامل يتضمن اختيار المكان المناسب، وخطة مفصلة لإنشاء تجمعات مجهزة لاستيعاب 100 شخص، وتقديم تصاميم وآليات البناء وتحديد الابتكارات والروبوتات التي سيتم الاستفادة منها لوضع أنظمة الطاقة والتبريد وشبكة المياه، واقتراح نظم وتكنولوجيا تدعم تلبية الاحتياجات البيولوجية والبيئية البشرية بما في ذلك الاستفادة من الغلاف الجوي لتوليد الأكسجين والمياه، وإدارة النفايات، والمرافق الطبية والترفيهية والمجتمعية.
وتشمل فئة "علوم البيئة وتكوين الأرض" تهيئة أنظمة بيئية قابلة للعيش على المدى الطويل، وتركز على تقديم استراتيجيات تعنى باستدامة وجود الأفراد في الفضاء وفي كواكب مثل المريخ والقمر والمدارات الفضائية الأخرى. أما التحدي الثالث "الحوكمة والتشريعات"، فيهدف إلى وضع خطط عمل من أجل استحداث مجالات اقتصادية موائمة للتعاملات المرتبطة بالحياة في الفضاء من خلال الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وإيجاد صيغة شراكة مع الجهات المعنية في القطاع الخاص بممارسة الأنشطة التجارية في الفضاء، ويسعى إلى وضع سياسات تعزز وعي المجتمع بالتعايش السلمي في الفضاء.
قيمة الجائزة
وتصل القيمة الإجمالية للجائزة التي تقام بالتعاون مع منصة الأبحاث العلمية العالمية "جوانا" لمليوني درهم إماراتي توزع بين 20 إلى 30 بحثا علميا، إذ سيقوم المركز من خلال لجنة متخصصة بدراسة طلبات الترشيح والمشاريع المقترحة وتقديم الدعم اللازم للمتميز منها، وذلك في إطار جهود المركز لدعم مساعي الإمارات إلى تسريع العمل وتعزيز مسيرتها نحو استكشاف الفضاء وبناء تجمعات بشرية فيه ضمن "مشروع المريخ 2117".
أرسل تعليقك