طلاب وتلاميذ دير الزور يعودون إلى جامعاتهم ومدارسهم بآمال جديدة
آخر تحديث GMT01:55:15
 العرب اليوم -

بعد انقطاع بسبب حصار متطرفي "داعش" وإلغائهم التعليم الحكومي

طلاب وتلاميذ دير الزور يعودون إلى جامعاتهم ومدارسهم بآمال جديدة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - طلاب وتلاميذ دير الزور يعودون إلى جامعاتهم ومدارسهم بآمال جديدة

طلاب وتلاميذ دير الزور
دمشق - العرب اليوم

يعود طلاب سوريون متلهفين إلى الكتب والورق والحبر ومقاعد الدراسة، بعدما حرمهم تنظيم "داعش" من مدارسهم وجامعاتهم في محافظة دير الزور، وفي قرية الشميطية غربًا، يركض أطفال على ظهورهم حقائب الدراسة الملونة في باحة واسعة أمام مبنى رملي اللون، قبل أن يصعدوا إلى قاعات الدراسة للجلوس خلف المقاعد المتراصة. وفي إحدى غرف التدريس، يقول محمد الراغب بصوت خجول لوكالة الصحافة الفرنسية "عمري 13 عامًا، ولا أعرف القراءة ولا الكتابة، دخل الإرهابيون إلى مناطقنا ومنعونا من الدراسة".

ويضيف الطفل الجالس على مقعد خشبي في شعبة الصف الخامس "يجب أن أكون الآن طالبًا في الصف الثامن، لكن ذلك لم يكن ممكنًا"، متابعًا "بقيت سنتين أهرب منهم" خشية التجنيد، وداخل غرفة الصفّ ذات الجدران الصفراء، يجلس ثلاثة أطفال على مقعد يتسع أساسًا لطفلين فقط. يتصفح أحدهم كتابًا، وتكتب طفلة أخرى الأرقام على دفترها الصغير.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2017. وإثر عملية عسكرية واسعة بدعم جوي روسي استعاد الجيش السوري كامل مدينة دير الزور والضفة الغربية لنهر الفرات الذي يقسم المحافظة إلى جزأين، فيما سيطرت فصائل كردية وعربية على الجزء الأكبر من الضفة الشرقية. ولا يزال تنظيم داعش محاصرًا في منطقة محدودة قرب الحدود العراقية.

وخلال ثلاثة أعوام من حكمهم، فرض مقاتلو التنظيم قواعد صارمة على السكان، وألغوا الدراسة وفق المنهج الحكومي، فمنع تعليم مواد الفيزياء والكيمياء واقتصرت مدارسه على تدريس الشريعة، وحصص الحساب على الرصاص والقنابل والسلاح. أما اليوم، فيردد التلاميذ خلف معلمتهم أحلام "39 عامًا" الأرقام من واحد إلى عشرة أمام لوح أخضر اللون رسمت عليه فاكهة ونجوم.

وعلى غرار الأطفال، حرمت أحلام وزملاء آخرون لها من التعليم خلال فترة سيطرة "داعش" على محافظة دير الزور، باستثناء أجزاء من المدينة، مركز المحافظة. وتقول المعلمة السمراء التي تضع حجابًا أزرق اللون "انقطعت عن المدرسة خمس سنوات رغم أنهم أرادوا مني في التنظيم أن أعمل معهم، لكنني رفضت رفضًا قاطعًا"، وفضلت البقاء في المنزل وتدريس أولادها فقط، وانتقلت إلى العمل مع زوجها في الزراعة لتأمين لقمة العيش، متابعة "اعتقدت أنه لم يعد لأطفالنا أي مستقبل"، أما الآن تقول "الحمد لله، أن الأطفال يدرسون، ليتعلموا على الأقل القراءة والكتابة".

وحرمت سيطرة التنظيم المتشدد على محافظة دير الزور 200 ألف طالب من التعليم، فضلًا عن خمسة آلاف مدرس من مزاولة مهنتهم، وفق إحصائيات مديرية التربية في محافظة دير الزور. وعاد الآلاف من الطلبة إلى مدارس أرياف دير الزور، بحسب المديرية بعد إعادة افتتاح عشرات المدارس.

وفي جامعة الفرات، عمدت إدارة الجامعة إلى تسوية أوضاع ستة آلاف من طلابها وطالباتها تمكنوا أخيرًا من العودة إلى كلياتهم في الجزء الواقع تحت سيطرة القوات الحكومية في مدينة دير الزور، وحاولت منى الناصر "24 عامًا" مرارًا الفرار من مدينة الميادين إلى مدينة دير الزور للالتحاق بجامعتها، إلا أن محاولتها كلها باءت بالفشل. وتقول "كنت في سنة التخرّج" حين سيطر التنظيم على المحافظة "لم يكن لدي سوى دراستي (...) سعيدة بعودتي اليوم، وأتمنى ألا تعود تلك الأيام".

وعادت أمينة "23 عامًا" إلى مقاعد جامعتها بعد فتح الطريق بين دير الزور ومدينة الرقة غربًا، معقل التنظيم في سورية سابقًا، وتؤكد الشابة التي ترتدي حجابًا أبيض اللون "حوصرت في الرقة ثلاثة أعوام ولم أتمكن من إكمال دراستي بعدما كنت في السنة الثانية"، مضيفة "كانت فترة صعبة جدًا، حاولت الخروج من الرقة، ولم يحصل ذلك سوى بمعجزة"، متابعة بعدما انتهت من امتحان اللغة العربية "شعور العودة إلى الدوام جميل للغاية، لأن هذا ما يحدد المستقبل في نهاية الأمر".

وإلى جانب المدارس والجامعات، تعود الحياة تدريجيًا إلى مدينة دير الزور وقراها مع إزالة الأنقاض ورفع السواتر الترابية وفتح الطرقات. وعاد الكثيرون لتفقد منازلهم في الجزء الذي كان يسيطر عليه التنظيم المتطرف، ومنهم من اختار البقاء حتى قبل وصول الخدمات الأساسية.

وبعد ساعات شاقة لتنظيف منزلهم المتضرر، تستريح عائلة أم بلال "46 عامًا" في منتصف أحد الشوارع، يشعلون الحطب للتدفئة ويطلون على أكوام الركام أمامهم والسيارات المحترقة.

وتوضح أم بلال  "غادرت منزلي منذ سبع سنوات، وحوصرنا في دير الزور لثلاث سنوات"، ورغم ما لحق بمنزلها، تضيف "الجلوس وسط الدمار جميل لأنه منزلك وملكك، لا أحد يستطيع أن يطلب منك الذهاب"، وعلى غرارها، عاد معاوية طعمة الخمسيني الذي طغى الشيب على لحيته إلى منزله قبل أكثر من شهرين. ويعمل ليلًا ونهارًا على إصلاحه. ويقول: "أعود اليوم لترميمه، فهذا البيت الذي تربيت فيه كان لأهلي وأجدادي".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طلاب وتلاميذ دير الزور يعودون إلى جامعاتهم ومدارسهم بآمال جديدة طلاب وتلاميذ دير الزور يعودون إلى جامعاتهم ومدارسهم بآمال جديدة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 01:23 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في مستوطنة دوفيف
 العرب اليوم - "حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في مستوطنة دوفيف

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 04:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات فساتين زواج فخمة واستثنائية لعروس 2025

GMT 10:34 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتقاء شهيدين فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمال غزة

GMT 07:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق تذاكر معرض كريستيان ديور مصمم الأحلام

GMT 06:17 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

3 ركائز لسياسة ترمب في الشرق الأوسط

GMT 05:49 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بين قاهر.. وقاتل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab