مؤلفون ينفون وجود أي منافسة محتدمة بين الكتاب الورقي والإلكتروني الموجه للطفل
آخر تحديث GMT13:31:20
 العرب اليوم -

أكّدوا أن الشكل البراق يجذب الانتباه ويثير الحواس لاستكشاف المضمون

مؤلفون ينفون وجود أي منافسة محتدمة بين الكتاب الورقي والإلكتروني الموجه للطفل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مؤلفون ينفون وجود أي منافسة محتدمة بين الكتاب الورقي والإلكتروني الموجه للطفل

منافسة محتدمة بين الكتاب الورقي والإلكتروني الموجه للطفل
الشارقة - العرب اليوم

نفى صناع محتوى في دور نشر محلية وعربية، يشاركون في مهرجان الشارقة القرائي للطفل بدورته العاشرة، وجود أي منافسة محتدمة بين الكتاب الورقي والإلكتروني الموجه للطفل، فالمهم بحسبهم هو المحتوى الهادف الذي يقود إلى حب القراءة. وأكدوا أن الشكل البراق، يجذب انتباه الطفل ويثير حواسه لاستكشاف مضمونه، موضحين أن: "على الأهالي ألا يفرضوا أذواقهم على صغارهم باختيارات كتبهم المفضلة التي يستقون منها المعرفة، ويجب تمكينهم من اتخاذ قرار ماذا يقرأون، وتشجيعهم على التعاطي مع الأداة التي يجدونها مثار اهتمامهم، سواء كانت محتوى ورقيا أو كتاباً مجسماً أو تطبيقاً أو متصفحاً إلكترونيًا.

إثارة الحواس

قالت إيمان محمد، مسؤولة البرامج في مجلس الإمارات لكتب اليافعين، إن التحدي الأكبر أمام صناعة الكتاب الورقي يكمن في الاعتناء بالشكل قبل المحتوى، باعتباره تأشيرة عبور إلى وجدان الصغار، مشيرة إلى ضرورة ابتكار تقنيات جديدة في التعبير عن القصص والمعارف والأفكار، وأوضحت "من واقع تجاربنا في مواكبة صناعة الكتاب الورقي لدى دور النشر الأجنبية، لمسنا طفرات تقنية تم تطويعها لخدمة المحتوى الورقي، فمثلاً، يمكن إبهار الطفل عبر حاستي البصر واللمس، بإنتاج كتب تعتمد فكرة "الحبر السحري"، فبمجرد لمسه تظهر الكلمات، ويمكن استبداله باللواصق عن طريق الخدش لاستكشاف المحتوى، وإثارة انتباهه بالمفاجأة والإدهاش وجعله يتفاعل مع أجواء القصة، كما يمكن ابتكار قصص ومؤلفات يمكن قراءتها عبر كاميرا الموبايل".

وأكدت إيمان أنها من أنصار الكتاب الورقي للطفل، رغم ميزة "الإلكتروني" في السفر حيث يمكن اصطحاب مكتبة كاملة في جهاز "الآيباد"، ولكنها تساءلت "من يضمن أن الطفل سيطلع عليها، ويستثمر محتواها ويستوعبه ويختزنه ثم يستدعيه عند حاجته، من دون أن يصاب بأي تشويش؟" ولفتت إيمان إلى أن الجميل في "الورقي" أنه يؤسس لعلاقة حميمة بين الطفل والكلمات، فالملمس ورائحة الورق المكتسبة من الأشياء المحيطة به، وأجواء القصة، قادرة على تشكيل ذكريات عميقة وسريعة الالتصاق بالحواس، لا يمكن نسيانها بسهولة.

آراء الأهل

وبشأن مستوى إقبال الأهالي على الكتاب بنوعيه الورقي والإلكتروني، والفروقات الجوهرية بينهما، قال علي عبدالله، مسؤول التسويق في دار قنديل للنشر، المشاركة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، إن الكتاب الورقي في أدب الطفل، لا يزال في عصره الذهبي، محافظاً على رونقه وحضوره ومكانته الخاصة لدى الأسر والصغار، من دون أن ينكر حجم التحدي في إثراء المنتج الورقي كمادة جاذبة وملهمة بشكل لافت ومحتوى هادف.

وأضاف علي أن الخلطة السحرية لإصدار أي كتاب ورقي يجب أن تتضمن غلافاً مدهشاً ورسومات احترافية ومضموناً شائقاً يواكب خيال الطفل، مشيراً إلى أن ميزة الورقي بأنه أقل سعراً من الإلكتروني، ما يفسر هيمنته على السوق، وتصدره قائمة الأكثر مبيعاً، نافياً وجود أي تحديات تحول دون إنتاجه وكثافة تصديره وسرعة انتشاره، فالساحات الثقافية العربية اليوم تغص بالكتّاب والمبدعين والمؤلفين، ويوجد وفرة هائلة في عدد المؤلفين والرسامين ودور النشر أيضاً.

وعن رأي آباء وأمهات زائرات للمعرض بأن الكتاب الإلكتروني سحب البساط من الكتاب الورقي بفضل تقنيات اللمس وسهولة التصفح، قالت ريهام حسني إنها تحرص على تعويد أطفالها على الكتب الورقية خاصة الكتب المجسمة بصفتها الاختيار الترفيهي الأفضل، حيث توفر التسلية وتتضمن رسومات هيكلية تتضمن معلومات تترسخ في ذهن الطفل، فضلاً عن أنه يمكن العودة إلى محتواها أو المعلومات التي تتضمنها، بعكس الإلكتروني الذي يقدم معلومة سريعة، ولا تتوافر فيه آلية لتخزينها أو الرجوع إليها عند الحاجة.

أما سحر سلطان، زائرة للمعرض، فقالت "لا أنكر انجذاب أطفالي للمحتوى الإلكتروني، لكنني أترك لهم حرية الاختيار، وأتدخل فقط في استبدال الكتاب بما يناسب أعمارهم بحيث أنتقي لهم كتباً بها جرعة معرفية"، رافضة الاستجابة لطلباتهم باقتناء أي منتج خيالي لا يوفر مضموناً معرفياً مهماً، كما تسعى دائماً إلى حجبهم عن الكتاب الترفيهي السطحي، وتشجعهم على قراءة كتب مفيدة، وتكافئهم عند إتمامهم قراءة كتاب.

"الورقي" باق

وقال الرسام الكاريكاتيري السوري حسن إدلبي، الذي أصدر كتابًا مدعمًا بالرسومات الفنتازية حمل عنوان "عنتر وعبلة"، إن كتاب الطفل الورقي سيبقى على مرّ العصور، كونه بحاجة لأن يمسك الكتاب بيده، نظرا لصفة حب الامتلاك التي تجعله متمسكا بأشيائه التي يحبها، وتكون مصدر فائدة وتسلية له، لافتا إلى أن الكتاب الإلكتروني حاضر بقوة، إلا أنه لن يزحزح الورقي من مكانه، والدليل أن دور نشر تقبل على الصنفين من كتب الطفل.

وأكد إدلبي أهمية الرسوم على الكتاب الورقي، كعامل جذب بصري للطفل، حيث يتوجب الاعتناء بإنتاج محتوى ذكي ينافس الإلكتروني ويعيد له بريقه وقيمته، معتبراً أن المنافسة ليست سهلة مع كل وسائل التواصل. لكن الكتاب الورقي برأيه، إذا كان مدروساً ولافتاً من حيث الرسوم والإخراج وخامة الورق التي لا تعكس الإضاءة، وتريح العين على عكس الكتاب الإلكتروني المرهق للعين، وتوافر الطباعة الأنيقة بمضمون ذي قيمة، فإن ذلك يجعل الورقي أمنية للطفل. وشدد على ضرورة تكليف مبدعين متخصصين برسومات كتب الأطفال.

محاذير الاستخدام

أعربت نغم بركات، أمينة مكتبة مركز "كولاج" التابع لنادي سيدات الشارقة، عن رفضها المنتج الإلكتروني كخيار لأطفالها ذلك أن مساوئه أكبر من فائدته، بسبب ما يلقيه من تأثيرات سلوكية تنعكس على مزاج الطفل، وتؤدي إلى التوتر والعصبية، وتؤدي أحياناً لتشتت انتباهه وتركيزه، وأضافت "أنصح بضرورة المواءمة بين الورقي والإلكتروني مع الانحياز إلى جوهر المعرفة والفائدة المكتسبة على حساب التسلية والترفيه، فأنا ضد الألعاب التفاعلية التي تتضمن محتوى عنيفا، ما يتسبب في تشويش الذهن، وإصدار أصوات مزعجة تستهلك طاقته وتنهك حواسه، لذلك اقترح إدراج تطبيقات الشطرنج والأسئلة الاستنتاجية لتعزيز خياله وسرعة تفاعله".

من جهتها، قالت إسراء شجر، منسقة مركز المواهب بالشارقة، إن المحتوى الإلكتروني وسيلة تعليمية رقمية مهمة ومناسبة للأطفال من عمر 3 إلى 10 سنوات، حيث يصعب عليهم قراءة الكتب الورقية، لكن يمكنهم من خلال الصور التفاعلية، تشكيل عالمهم الصغير، معتبرة أن التطبيقات الإلكترونية المتخصصة في أدب الطفل يمكن جعلها خياراً مقنناً للطفل، على أن يتعرض لها تحت إشراف الأسرة ومراقبتها للمحتوى وتقييم مدى الاستفادة منها.

غياب الاهتمام

أرجعت الدكتورة دينا رحيم، باحثة في أدب الطفل، عزوف الأطفال عن قراءة الكتب التقليدية، إلى غياب الاهتمام العائلي بإدارة وقت الطفل بما يثري معارفه وينمي خياله ويوسع مداركه، فزمن قصص الجدات وحكايات قبل النوم، أصبحت "من الموروث"، ولعل ذلك ما دفعه إلى التوجه إلى التطبيقات الإلكترونية من دون وعي بخطورتها، وآثارها النفسية والبدنية.

عامل جذب "ثلاثي الأبعاد"

قالت نغم بركات، أمينة مكتبة مركز "كولاج" التابع لنادي سيدات الشارقة، إن الصورة الملونة والقصص المتحركة بتقنية الأبعاد الثلاثية "الثري دي"، تشكل عامل جذب وإبهار للصغار، ولها دور في جعله يربط بين الصورة والمحتوى ما يوسع مداركه ويسرع عملية تخزين المعلومات في ذاكرته. لهذا يجب الاعتناء بإضفاء الصور سواء على المنتج الورقي أو الإلكتروني.

مبادرات إثرائية

عن إسهامات المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، في إثراء المكتبة العربية بالكتاب الورقي، قالت إيمان محمد، مسؤولة البرامج في مجلس الإمارات لكتب اليافعين، إن المجلس ينظم جائزة اتصالات لكتاب الطفل، التي استحدثت فيها فئة أفضل تطبيق إلكتروني للكتاب، كما تم إطلاق مبادرة "اقرأ احلم ابتكر"، التي تهدف إلى زيارة طلبة المدارس والصغار في الحدائق والأماكن العامة ليقرأ لهم عدد من الكتاب قصصًا متنوعة، سعياً إلى إقناعهم بأن القراءة ممتعة وليست فرضًا مدرسيًا.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤلفون ينفون وجود أي منافسة محتدمة بين الكتاب الورقي والإلكتروني الموجه للطفل مؤلفون ينفون وجود أي منافسة محتدمة بين الكتاب الورقي والإلكتروني الموجه للطفل



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab