مكسيكو سيتي - العرب اليوم
أزاح الفنان الصيني "أي واي واي" الستار عن عمل فني مركب جديد له في المكسيك. ويسلّط العمل الضوء على مذبحة تعرض لها على 43 طالبا مكسيكيا قبل خمس سنوات، في قضية كشفت عن تواطؤ الحكومة المكسيكية في انتهاكات، حيث يتضمن العمل الفني المركب صوراً كبيرة للطلاب مصنوعة من مليون قطعة ليغو بألوان متنوعة. وأصبحت صور وجوه الطلاب محفورة في وجدان المكسيكيين حيث يرفعها أقاربهم كثيرا لطلب تفسيرات لاختفاء ذويهم.
وكان تحقيق أولي أجرته الحكومة المكسيكية خلص إلى أن طلبة أيوتزينابا تعرضوا للخطف من قبل رجال شرطة فاسدين سلموهم إلى عصابة مخدرات محلية. وأضاف التحقيق أن العصابة قتلت الطلاب لأسباب لا تزال غير واضحة وأحرقت جثثهم في مكب للنفايات وألقت الرماد في نهر قريب. لكن الأحداث خيمت عليها مزاعم تعذيب واحتمال تورط جنود. وحتى الآن لم يتم التعرف إلا على رفات طالب واحد فقط.
ويضم العمل الفني الذي يحمل عنوان "إعادة تأسيس الذكريات" تسلسلا زمنيا لخطف الطلاب الذين كانوا يتدربون ليصبحوا معلمين في كلية أيوتزينابا الريفية للمعلمين في جنوب المكسيك عام 2014، ولتحقيق محدود أجرته الحكومة بشأن القضية، حيث يبدأ التسلسل الزمني في 26 أيلول/سبتمبر 2014 في الليلة التي كان هؤلاء الطلاب متوجهين للمشاركة في تظاهرة في العاصمة، وقد تعرضوا حينها لهجوم من عناصر فاسدين في الشرطة في مدينة إيغوالا، وبعدها تنتقل الأحداث إلى تاريخ 27 كانون الثاني/يناير 2015، في اليوم الذي قدم فيه المدعي العام نسخة عن الأحداث تشير إلى أن الطلاب سلموا لتجار مخدرات قتلوهم ثم حرقوا جثثهم، ثم ينتقل الزوار إلى تاريخ 6 أيلول/سبتمبر 2015 حين درس فريق خبراء دوليين مستقلين "مسرح الجريمة" وقدموا رواية تناقض الرواية الرسمية.
أقرأ أيضاً :
الجامعة الأميركية في الإمارات تنظم عرض أزياء من أعمال الطلاب
وحض هؤلاء الخبراء الذين أرسلتهم المفوضية الأميركية البينية لحقوق الإنسان، السلطات المكسيكية إلى إعادة فتح التحقيق. غير أن حكومة الرئيس إنريكه بينيا نييتو حينها اعتبرت أن الحقيقة في القضية ظهرت وأنهت مهمة هؤلاء الخبراء، حيث أكد "أي واي واي" للصحفيين: "لماذا ينبغي أن نفعل ذلك؟ لأن كل جريمة تخلف فراغا يسمم المجتمع"، مشيرًا إلى أنه يرى في قطع تركيب "ليغو" وسيلة تعبير "ديموقراطية"، مضيفاً: "يمكن للجميع استخدامها والكل يعرفها.. إنها فعالة جدا وأعشق انطباع الدقة الذي تعطيه".
ويشتهر أي واي واي بانتقاده للصين واتهامه لها بالتضييق على حرية التعبير. وقال إنه استلهم مشروعه الأخير من رفض الحكومة الصينية تفسير أخطائها في أعقاب زلزال سيتشوان الكبير عام 2008 الذي راح ضحيته آلاف الطلبة في مدارس شيدتها الحكومة. وأضاف: "ذكرني هذا بالمكسيكيين الذين فقدوا أبناءهم"، حيث أشرف الفنان الذي اعتقلته الحكومة الصينية عام 2011 والذي يعيش حاليا في برلين على تكوين الصور الكبيرة باستخدام قطع الليغو وبأيدي طلاب في جامعة مكسيكية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
عصابات رأس ذكية لمراقبة انتباه الطلاب في المدارس الصينية
اختيار زمزم إبراهيم رئيسًا لاتحاد الطلاب الوطني لجامعة سنغافورة
أرسل تعليقك