دراسة حديثة تُؤكّد على تَحسُّن الاستيعاب مع زيادة فترات النوم
آخر تحديث GMT12:58:47
 العرب اليوم -

بيَّنت أنّ تأخير بَدء اليوم الدراسي ضروري للصحة العامّة

دراسة حديثة تُؤكّد على تَحسُّن الاستيعاب مع زيادة فترات النوم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دراسة حديثة تُؤكّد على تَحسُّن الاستيعاب مع زيادة فترات النوم

تغيير مواعيد الدراسة من أجل الحصول على قسط إضافي من النوم
واشنطن - العرب اليوم

أعلنت المدارس العامة في مدينة سياتل أكبر مدن ولاية واشنطن الأميركية أنها ستعيد تنظيم مواعيد بدء الدراسة في خريف عام 2016، واستغرق تنفيذ المشروع واسع النطاق فترة تزيد على العام، وفتحت المدارس الابتدائية أبوابها أمام دخول التلاميذ في وقت مبكر، كما غيّرت معظم المدارس الإعدادية وجميع المدارس الثانوية في المدينة، 18 مدرسة، موعد دق جرس بداية اليوم الدراسي وتأجيله لمدة تربو على ساعة، ليصبح في الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة صباحا بدلا من السابعة وخمسين دقيقة.

وتباينت ردود أفعال أولياء الأمور إزاء هذا التطور، وتغيرت مواعيد الأنشطة غير الروتينية التي تُمارس خارج المناهج الدراسية المنتظمة، وبالمثل تم تعديل مواعيد حافلات المدارس، وكما كان الأمل معقودا، استخدم المراهقون وقت الفراغ الذي أتيح لهم بعد تغيير مواعيد الدراسة في الحصول على قسط إضافي من النوم، وفي ورقة بحثية نشرتها دورية «ساينس أدفانسيز»، أعلن الباحثون في جامعة واشنطن ومعهد «سالك» للدراسات البيولوجية أن المراهقين في اثنتين من المدارس الثانوية بمدينة سياتل حصلوا على فترة أطول من النوم خلال ليالي العام الدراسي، بعد أن تم تأخير موعد الذهاب إلى المدرسة. وبلغ متوسط الزيادة في وقت النوم 34 دقيقة كل ليلة، مما عزز القسط الإجمالي لفترة النوم في ليالي العام الدراسي للطلاب، من متوسط ست ساعات وخمسين دقيقة في السابق عندما كانت المدارس تبدأ اليوم الدراسي في وقت مبكّر، إلى سبع ساعات و24 دقيقة بمقتضى النظام الجديد الذي يتم فيه تأخير دخول الطلاب إلى الحصص الدراسية.

وقال هوراشيو دي لا ليجيلزيا، الباحث المشارك والمشرف على الدراسة، الذي يعمل أستاذا لعلم الأحياء بجامعة واشنطن: «تشير هذه الدراسة إلى حدوث تحسن ملموس في استمرارية النوم لدى الطلاب، وتحقق ذلك عن طريق تأخير وقت بدء الدراسة، الأمر الذي يمكنهم من التوافق بدرجة أكبر مع أوقات الاستيقاظ الطبيعية المناسبة للمراهقين».

قد يهمك ايضًا :

"التعليم" تعلن تفاصيل وآليات قبول الطلاب في المدارس العامة

وجمعت الدراسة بيانات بشأن علاقة الضوء بالنشاط، من الأشخاص الخاضعين للدراسة عن طريق استخدام شاشات مراقبة نشاط مفصل المعصم، بدلا من الاعتماد فقط على أنماط النوم التي يفصح عنها هؤلاء الأشخاص مثلما هو معهود في الدراسات المتعلقة بالنوم، وذلك لإظهار أن تأخير موعد بدء الدراسة يفيد المراهقين عن طريق السماح لهم بالحصول على قسط أطول من النوم كل ليلة. وكشفت الدراسة أيضا أنه بعد تغيير المدارس لموعد بدء الحصص الدراسية، لم يسهر الطلاب بشكل ملحوظ في ما بعد، بل، ببساطة، طالت فترة نومهم، وهو سلوك يقول عنه العلماء إنه متوافق مع الإيقاعات البيولوجية الطبيعية للمراهقين. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة جيديون دانستر طالب الدكتوراه في علم الأحياء في جامعة واشنطن: «أشارت الأبحاث التي أجريت حتى الآن إلى أن الإيقاعات الحيوية في جسم المراهق التي تتكرر كل 24 ساعة، تختلف بشكل جوهري عن مثيلتها لدى الراشدين والأطفال».

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن الدراسة أوضحت أن تقلب الإيقاعات الحيوية في أجسام البشر تساعد عقولنا وأجسامنا على الحفاظ على «ساعة داخلية» تخبرنا عن الوقت الذي نحتاج فيه إلى تناول الطعام أو النوم، أو إلى الراحة أو العمل، وذلك في عالم يدور حول محوره مرة كل 24 ساعة تقريبا. وتتفاعل العوامل الوراثية لدينا مع العوامل الخارجية الموجودة في البيئة المحيطة بِنَا مثل ضوء الشمس، لكي تخلق هذا الكم المتواصل من النشاط، ولكي تحافظ على استمراره، غير أن بداية سن البلوغ يطيل دائرة الإيقاعات الحيوية في جسم المراهق، وينقص أيضا حساسية الإيقاعات للضوء وقت الصباح. وتدفع هذه التغيرات المراهقين إلى النوم في وقت متأخر كل ليلة، والاستيقاظ أيضا في وقت متأخر من الصباح مقارنة بمعظم الأطفال والراشدين.
وقال دي لا ليجيلزيا: «إذا طلبت من مراهق أن يستيقظ وأن يكون على أهبة الاستعداد في السابعة والنصف صباحا، فيماثل هذا الطلب أن تطلب من راشد أن يكون نشيطا ومتأهبا في الخامسة والنصف صباحا».

ويوصي العلماء بشكل عام بأن يحصل المراهقون على فترة من النوم تبلغ عشر ساعات كل ليلة، ولكن الالتزامات الاجتماعية التي تقع على عاتقهم في الصباح الباكر مثل بدء التحصيل الدراسي، تجبرهم على تغيير جدول أوقات نومهم لتصبح مبكرة في الليالي التي يتوجهون في صباحها إلى المدارس، أو على اختصار فترة النوم. ويمكن أن تؤثر بعض الأجهزة التي يصدر عنها ضوء مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر، بل وحتى المصابيح اللد التي يصدر عنها ضوء أزرق، على الإيقاعات الحيوية لأجسام المراهقين والراشدين أيضا، بما يؤخر الدخول في النوم، وذلك وفقا لما يقوله دي لا ليجيلزيا.

وتشير دراسة ميدانية بشأن الشباب أصدرها «مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة» عام 2017 إلى أن ربع عدد المراهقين في عمر طلاب المدارس الثانوية هم فقط من قالوا إنهم يحصلون على القسط الأدنى من النوم الذي يوصي به الخبراء وهو ثماني ساعات كل ليلة.

يقول دانستر إن جميع الدراسات التي أجريت حول أنماط النوم لدى المراهقين في الولايات المتحدة، أشارت إلى أن الوقت الذي يقع فيه المراهقون بشكل عام تحت سلطان النوم يتم تحديده وفقا لعوامل بيولوجية، ولكن الوقت الذي يستيقظون فيه، يتم تحديده وفقا لاعتبارات اجتماعية. ويحذر دانستر قائلا: «هذا الاتجاه له عواقب قاسية على الصحة والعافية، لأن التشويش على الإيقاعات الحيوية للجسم يمكن أن يؤثر سلبا على عمليات الهضم وضربات القلب وحرارة الجسم ووظائف الجهاز المناعي ومدى الانتباه وأيضا على الصحة العقلية».

وأجرت الدراسة التي أعدتها جامعة واشنطن مقارنة بين سلوكيات النوم لدى مجموعتين منفصلتين من طلاب السنة الثانية من المدارس العليا، والذين يدرسون علم الأحياء في مدرستي روزفلت وفرنكلين. فقد تم وضع أجهزة مراقبة لأنشطة مفصل المعصم لدى مجموعة تضم 92 طالبا من المدرستين بحيث تعمل هده الأجهزة طوال اليوم ولمدة أسبوعين، وذلك في ربيع عام 2016 عندما كانت المدرسة لا تزال تبدأ موعد الحصص في الساعة السابعة وخمسين دقيقة صباحا. وجمعت الأجهزة معلومات حول مستويات الضوء والنشاط كل 15 ثانية ولكنها لم تجمع بيانات عن وظائف الجسم لدى الطلاب.

وفِي عام 2017، بعد مرور سبعة أشهر على بدء تأخير موعد بدء اليوم الدراسي، أجرى الباحثون تجربة على مجموعة ثانية تضم 88 طالبا من المدرستين ووضعوا في أيديهم نفس أجهزة المراقبة. واستخدم الباحثون البيانات الخاصة بالضوء والحركة التي رصدتها الأجهزة لتحديد الوقت الذي ينام، ويستيقظ، فيه الطلاب، وعمل مدرسان من مدرسة روزفلت ومدرس واحد من مدرسة فرنكلين مع الباحثين بجامعة واشنطن في إطار إعداد الدراسة، والتي تم تضمينها بعد ذلك في مناهج علم الأحياء بالمدرستين، كما تقدم طلاب المجموعتين بمعلومات ذاتية عن البيانات الخاصة بنومهم.

وكشفت المعلومات التي تم الحصول عليها من أجهزة المراقبة بالمعصم عن الزيادة الملحوظة في استمرارية فترة النوم، والتي ترجع إلى حد كبير إلى تأثير زيادة جرعة النوم خلال أيام الأسبوع.

وأوضح دي لا ليجيلزيا أن «34 دقيقة من النوم الإضافي كل ليلة لها تأثير كبير على المراهق»، كما كشفت الدراسة عن تغييرات أخرى بخلاف النوم، فبعد تأخير موعد بدء اليوم الدراسي، تحركت أوقات استيقاظ الطلاب خلال أيام الأسبوع وعطلات نهاية الأسبوع بشكل متوافق، كما تحسن أداؤهم الدراسي، على الأقل، في منهج علم الأحياء، كما ارتفعت الدرجات النهائية التي حصل عليها الطلاب الذين ذهبوا إلى المدرسة بعد تأخير موعد دخولهم بنسبة 4.5 في المائة، وذلك بالمقارنة بالطلاب الذين يذهبون إلى مدارسهم في وقت مبكر.

ويأمل الباحثون في أن تساعد الدراسة التي أجروها على إتاحة المعلومات لإثراء المناقشات الجارية في الدوائر التعليمية حول المواعيد المناسبة لبدء اليوم الدراسي، وأوصت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال في عام 2017 بألا يبدأ اليوم الدراسي في المدارس الإعدادية والثانوية قبل الثامنة والنصف صباحا، رغم أن معظم المدارس الثانوية في الولايات المتحدة تبدأ يومها قبل هذا الموعد. ووافق أعضاء الكونغرس بولاية كاليفورنيا في وقت سابق العام الحالي على إصدار قانون يحظر بدء اليوم الدراسي في معظم المدارس الثانوية بالولاية قبل الثامنة والنصف صباحا.

ومن المقرر أن تدرس مدينة «فيرجينيا بيتش» التي توجد بها واحدة من أكبر مدارس الضواحي في ولاية فيرجينيا إدخال تغييرات على موعد بدء اليوم الدراسي في مدارسها.
وأضاف دي لا ليجيلزيا: «موعد بدء اليوم الدراسي له تداعيات خطيرة بالنسبة إلى كيفية استيعاب الطلاب للمواد التعليمية، والمراهقون لديهم طبيعة مشتركة واحدة، والسؤال الآن: ما الجدول الذي ستضعه مدارسهم؟».

قد يهمك ايضًا :

الأساتذة التونسيون يُقاطعون الامتحانات والتلاميذ غاضبون

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة حديثة تُؤكّد على تَحسُّن الاستيعاب مع زيادة فترات النوم دراسة حديثة تُؤكّد على تَحسُّن الاستيعاب مع زيادة فترات النوم



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة
 العرب اليوم - كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 20:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منتخب الكويت يتعادل مع عمان في افتتاح خليجي 26

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:46 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab