وزعت مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، التي تتخذ من إمارة الشارقة مقرًا لها، 150 كتابًا مسموعًا ومطبوعًا بلغة برايل وبحجم كبير، على طلبة مدرسة عبد الله بن أم مكتوم المختلطة للمكفوفين، في العاصمة الأردنية عمّان، وذلك ضمن رؤيتها الساعية إلى تعزيز دور الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعليمهم، وتمكينهم، وتماشيًا مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، عام 2017 عامًا للخير
وجاء ذلك خلال زيارة نظمتها المؤسسة إلى المدرسة، تزامنًا مع زيارة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسس ورئيس مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، للمخيم الإماراتي الأردني في منطقة مريجب الفهود في محافظة الزرقاء ، بهدف التعرف على قدرات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، والوقوف على احتياجاتهم من الوسائل التعليمية والمعرفية، وذلك في إطار جهودها لتعزيز قنوات تواصلها مع الجهات العاملة بهذا المجال في مختلف الدول العربية.
وتعد مثل هذه الزيارة من بين الوسائل المعتمدة لتنفيذ مبادرة "أرى" التي أطلقتها المؤسسة خلال مشاركتها في النسخة التاسعة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، والساعية إلى تعزيز الوعي بقضايا الأطفال المكفوفين، وضعاف البصر، وتشجيع فئات المجتمع كافة لدعم مسيرتهم التعليمية.
والتقت آمنة المازمي، مدير مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، خلال هذه الزيارة، عبد المنعم الدويري، مدير المدرسة، وعددًا من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية، وبحثت معهم إمكانيات التعاون المشترك لتحقيق رؤية المؤسسة، في رفع المستوى المعرفي، والتعليمي للطلاب ذوي الإعاقات البصرية.
وضمن جولتها في أروقة وأقسام المدرسة، حرصت المازمي على لقاءعدد من الطلاب للتعرف على أنماط احتياجاتهم الخاصة، والاطلاع على الأجهزة المعينة للتعليم وتيسير العمل والحياة اليومية، وعلى مستوى وسائل المعرفة المتاحة من كتب مسموعة، وكتب مطبوعة بلغة برايل، وغيرها من الوسائل.
وقالت آمنة المازمي: "جاءت مبادرة المؤسسة في توزيع كتب على الأطفال ذوي الإعاقات البصرية في الأردن، ضمن رؤية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، الرئيس المؤسس لمؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، الداعمة لحق الأطفال بالوصول إلى الكتاب، والاستفادة من المعرفة التي يتضمنها في بناء وتعزيز قدراتهم وتنمية مهاراتهم، من أجل تمكينهم من خدمة مجتمعاتهم وأوطانهم في المستقبل".
وأضافت: "يواجه ذوي الاحتياجات الخاصة صعوبات في الحصول على الكتب اللازمة لهم، والمكتوبة بلغة برايل، نتيجة لقلة المحتوى العربي في هذا المجال، وارتفاع أسعار الكتب الصادرة بهذه اللغة، لذلك بادرنا إلى تقديم هذه المجموعة من الكتب لمدرسة عبد الله بن أم مكتوم المختلطة للمكفوفين، لتوفير احتياجات طلابها من هذه الكتب، وإثراء مكتبتها التي تخدم أجيالًا من الدارسين، لنفتح الباب على مزيد من التعاون والعمل المستقبلي المشترك مع المدرسة، ومختلف المؤسسات المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة".
من ناحيته قال عبد المنعم الدويري: "توفر مدرستنا الرعاية والتعليم للطلاب ذوي الإعاقة البصرية من الصف الأول الأساسي وحتى الصف الثاني عشر، ونقدم لهم الخدمات الأكاديمية والتأهيلية التي يحتاجونها، وكنا نتطلع إلى توفير مجموعة من الكتب والقصص والروايات المناسبة للطلبة لتكون بين أيديهم بطريقة برايل في مكتبة المدرسة".
وتابع "أسهمت مبادرة مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال في تحقيق هذا الحلم لطلابنا حيث قامت بتزويدنا بمجموعة من القصص المكتوبة بطريقة برايل، ومجموعة أخرى بالخط المكبر، ومجموعة من القصص المسموعة، وستكون هذه هي بداية التعاون بين مؤسسة كلمات والمدرسة بحيث يتم مستقبلًا دراسة الحاجات والرغبات الفعلية للطلاب والمعلمين المكفوفين للعمل على تأمينها".
وتوجه مدير المدرسة بالشكر والتقدير للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي ولمؤسسة كلمات لتمكين الأطفال على هذه المبادرة التي ستسهم في صقل شخصيات الطلاب، وتنمية استقلاليتهم، وتوسيع مداركهم، ليتحقق بالتالي التمكين الحقيقي.
يذكر أن مؤسسة "كلمات لتمكين الأطفال"، تأسست في العام 2016 بمبادرة كريمة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وتعمل المؤسسة على توفير الكتب للأطفال في المناطق المحرومة أو المتضررة من النزاعات المسلحة والحروب، إيمانًا منها بأن القراءة هي الوسيلة الأفضل للنهوض بالمجتمعات ومواصلة التطور والتنمية.
أرسل تعليقك