الأساتذة ينظفون منارة العلم في الموصل بعد تخريبها على يد مسلحي داعش
آخر تحديث GMT06:01:19
 العرب اليوم -

تضم أكثر من 70 ألف كتاب وكمًا هائلًا من أرشيف المجلات العلمية

الأساتذة ينظفون "منارة العلم" في الموصل بعد تخريبها على يد مسلحي "داعش"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الأساتذة ينظفون "منارة العلم" في الموصل بعد تخريبها على يد مسلحي "داعش"

الأساتذة ينظفون جامعة الموصل بعد تخريبها على يد "داعش"
بغداد – نجلاء الطائي

ركَّز الاعلام العالمي والحراك السياسي المحلي٬ في معركة الموصل على هيكل الجامعة من الجانب السياسي٬ لكن ثمة جانب وأثر ثقيل ألقت الحرب بظلالها الثقيلة عليه٬ بدءًا من سيطرة تنظيم "داعش" على المدينة٬ وانتهاء بحرب استعادتها منه. جانب أغفله العالم٬ ألا وهو الجانب الثقافي والتراثي والأثري٬ لمدينة ضاربة في عمق التاريخ٬ جمعت الزمان والمكان والأديان٬ من آشور مرورًا بحضارة الكنيسة٬ إلى العصر الإسلامي مرورًا بالنهضة الإسلامية.

خسرت الموصل٬ الكثير من تاريخها وحاضرها بسبب الحرب٬ فمشهد الدمار والأضرار واضح جدًا على واحدة من كبرى جامعات العراق وأقدمها٬ فأكثر من عامين ونصف من احتلال داعش بين هذا وذاك ثمة آثار خالدة٬ وتراث عظيم٬ وثقافة أرست تقاليدها في مدينة الموصل٬ مدينة الأنبياء والعلماء كما يصفها أهل العراق٬ ومن أبرز صروحها العلمية والثقافية والفكرية٬ جامعة لها٬ وأشهر من المعارك٬ ألحقا أضرارًا كبيرة بها٬ ولعل أهم ضرر معنوي لحق بها دمار المكتبة المركزية٬ عندما أقدم تنظيم "داعش" على إحراقها لتكوين سحب دخانية تغطي انسحابه منها. وعند بدء مجموعة من أساتذة الجامعة انخرط وسط العمال لإزالة الركام وللتجهيز لاستئناف الدراسة في جامعة الموصل الشهيرة والتي ألحق بها تنظيم "داعش" الدمار.

وانضم أساتذة الجامعة والموظفون الإداريون إلى عمال النظافة لإزالة الركام وتقييم الأضرار. وقال أستاذ الأحياء عطا الله فهد مخلف "نريد استئناف الدراسة قريبًا. نرغب في عمل كل ما هو ممكن بعد كل هذا الدمار والحرب." كان مخلف يعمل على جمع القنينات الزجاجية التي نجت من حريق أشعله المتشددون في أحد المعامل ويضعها في صناديق لنقلها إلى قاعات الدراسة. ولم يحدد المسؤولون موعدًا لاستئناف الدراسة ولا تزال الكهرباء مقطوعة حتى الآن. بيد أن هذا المشهد يشكل إحدى أمارات عودة الأوضاع إلى طبيعتها في شرق الموصل مع عودة النازحين إلى منازلهم وفتح المتاجر أبوابها من جديد.

ويتناقض هذا مع الحياة في غرب الموصل على بُعد 700 متر فقط من الجامعة على الضفة الأخرى من نهر دجلة. وكان يمكن سماع صوت نيران المدفعية يوم الإثنين من المدينة القديمة حيث لا يزال مقاتلو التنظيم متحصنين. وقال مخلف "المعدات المعملية دُمرت وسيكون من الصعب تبديلها داخل العراق. جرى إتلاف كتب لا تقدر بثمن. لكن بعض الأدوات نجت." وأشعل المتشددون النار في الطابق السفلي من كليته. وفي إحدى القاعات صبوا القطران على ثلاثة مقاعد لكنهم كانوا فيما يبدو في عجلة من أمرهم لدرجة أنهم غادروا قبل أن يشعلوا النار بها.وعلى سبورة بيضاء كانت لا تزال توجد مسائل رياضية كتبت قبل سنوات خلال أحد آخر الفصول الدراسية.

وكانت قاعة أخرى مكتظة بكتب الأحياء التي ما زالت في أغلفتها البلاستيكية وحالفها الحظ للنجاة من الدمار برغم احتوائها على بعض الأفكار "المحظورة" مثل التطور. وبعدما احترقت المكتبة أتى عبد العزيز وهو أستاذ آخر في الجامعة بعدد من الكتب والمواد التي قام بتحميلها من على الإنترنت. بحسب ما نقلته رويترز. وقال وهو واقف أمام قاعته الدراسية القديمة الخاوية إنهم إذا حصلوا على الكهرباء فيمكن أن يستأنفوا العمل مضيفًا أن الأفران الكيميائية على ما يرام. وفي مبنى إداري ألقى عمال النظافة بقطع الأثاث المحترقة من نافذة بالطابق الأول.

ولا يزال ممنوعًا دخول بعض المباني نظرًا لأن الجيش لم يكمل تطهيرها بعد من الشراك المفخخة. ودمرت مبان أخرى في ضربة جوية في 2016 ضد ما يشتبه بأنه معمل لإنتاج أسلحة كيماوية تابع لتنظيم "داعش". وخلال احتلال التنظيم أوقفت الحكومة العراقية تحويل الأموال إلى الموصل خشية أن تقع في أيدي المتشددين.. وذكر مخلف "نسيتنا الحكومة. لم نحصل على الرواتب لثلاث سنوات. (لكن) نحن نريد التدريس. الجامعة بيتي. أنا كنت طالبًا هنا وكنت واحدًا من الطلبة الأوائل الذين أصبحوا أساتذة." الدخول إلى داخل المباني والأقسام لمعرفة ما فُقد أو دُمّر أو حُرق٬ وهذا أمر محفوف بالمخاطر حاليًا"٬ متابعًا بالقول: "ليس لدينا صلاحية للدخول بدون موافقات أمنية؛ خشية دخولنا إلى مناطق خطرة٬ إذ لا تزال هناك عبوات ومبان مفخخة لم يتم رفعها٬ وقبل فترة بترت ساق أحد الأساتذة وأصيب آخر إثر انفجار بابٍ مفخخ لأحد الأقسام لدى قيامهم بعملية التفتيش٬ وأشار رئيس جامعة الموصل أبي سعيد الديوه جي، إلى أن اتصالات مكثفة مع الجهد الهندسي العسكري لإكمال تطهير مباني الجامعة من مخلفات الحرب والمتفجرات".

وأضاف٬" تمكنا ظاهريًا من تحديد الدمار والأضرار٬ فهناك أبنية دُمرت بالكامل 100%٬ مثل مبنى كلية الطب البيطري٬ ورئاسة الجامعة الجديدة٬ ورئاسة الجامعة القديمة٬ ومطبعة الجامعة٬ وقسم الكهرباء في كلية الهندسة٬ وثمة مبان أخرى٬ مثل كلية طب الأسنان٬ حجم الدمار فيها 80."%.. وتابع الديوه جي٬" هناك دمار نسبي في الأبنية ما بين 20 ­50 %وهناك العديد من المباني التي تعرضت لهذا الخراب٬ ولدينا 14 مبنى ظاهرياً غير مدمرة وتحتاج بعض الإصلاحات بهدف استعمالها٬ وكذلك لدينا خمس عمادات كليات في المجمع الثاني في حي الشرطة٬ الأضرار فيها بسيطة٬ أما عن عمادة كلية طب الموصل فهي في الجانب الغربي للمدينة ولا تتوفر معلومات عنها".

وأردف الديوه جي٬" خسارة الجامعة كبيرة في المباني٬ لكن الخسارة الكبرى لها في المكتبة المركزية، فهي لا تُعوض، لكونها تعد أفضل مكتبة جامعية على مستوى الجامعات العراقية٬ وكانت تضم أكثر من 70 ألف كتاب٬ وكمًا هائلًا من أرشيف المجلات العلمية والبحثية والوثائق والمستندات الورقية والإلكترونية٬ فضلًا عن آلاف النسخ من المخطوطات النادرة والأثرية"موضحًا أنه "تم تشكيل مجموعة من فرق العمل ستقوم بجرد الدمار والأضرار بالمباني والممتلكات وستباشر عملها في المناطق المؤمنة داخل الجامعة٬ وبسبب إزالة السياج الخارجي للجامعة فقد وقعت عدة حالات سرقة٬ وأوقفت من قبل القوات الأمنية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأساتذة ينظفون منارة العلم في الموصل بعد تخريبها على يد مسلحي داعش الأساتذة ينظفون منارة العلم في الموصل بعد تخريبها على يد مسلحي داعش



GMT 13:59 2024 الخميس ,27 حزيران / يونيو

مصر تُغلق مدارس سودانية مخالفة مقامة بأراضيها

نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 11:37 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

الجمبسوت الخيار الأول لهيفاء وهبي بلا منازع
 العرب اليوم - الجمبسوت الخيار الأول لهيفاء وهبي بلا منازع
 العرب اليوم - أفكار للكراسي المودرن الخاصة بالحديقة المنزلية

GMT 18:39 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

دواء للاكتئاب يقلل احتمالات زيادة الوزن
 العرب اليوم - دواء للاكتئاب يقلل احتمالات زيادة الوزن

GMT 19:56 2024 السبت ,29 حزيران / يونيو

العظماء السبعة ؟!

GMT 00:02 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

مقتل 5 وإصابة 63 في انفجار خزان غاز غربي تركيا

GMT 00:02 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

أحمد عز يعترف بالخطأ الأكبر في حياته

GMT 11:37 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

الجمبسوت الخيار الأول لهيفاء وهبي بلا منازع

GMT 00:01 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

محمد رمضان يكشف عن تقديم عمل درامي مغربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab