أول مصرية نالت الدكتوراه من كابول وتقلدت وسام ملالي تروي ذكريات الزمن الجميل
آخر تحديث GMT16:30:55
 العرب اليوم -

أول مصرية نالت الدكتوراه من كابول وتقلدت وسام "ملالي" تروي ذكريات "الزمن الجميل"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أول مصرية نالت الدكتوراه من كابول وتقلدت وسام "ملالي" تروي ذكريات "الزمن الجميل"

طلاب جامعيون
القاهرة - العرب اليوم

في شهر آذار / مارس من عام 1968، كانت المصرية عفاف السيد زيدان على موعد مع التاريخ، حيث باتت أول مصرية تدرس الدكتوراه في أفغانستان خلال حكم آخر ملوكها محمد ظاهر شاه (1933ـ1973)، لتبقى شاهدة على الثقافة الأفغانية خلال واحدة من أيامها الزاهية.كانت رحلة زيدان إلى أفغانستان بداية تأسيس جسر حضاري امتد بين الثقافتين العربية والأفغانية منذ ذلك الحين إلى وقتنا الحاضر، حتى إن الرئيس الأفغاني الذي فر من البلاد مؤخرا أشرف غني منحها في كانون الثاني/ يناير الماضي وسام "ملالي"، وهو وسام حكومي رفيع المستوى تمنحه كابول للمتميزين في الأعمال الأدبية أو العلمية.
وتقلدت الأكاديمية المصرية وسام "ملالي" في السفارة الأفغانية بالقاهرة، بعد أن قدمت خلال مشوارها العلمي نحو 20 كتابا ما بين تأليف وترجمة، عن الحياة والتاريخ والتصوف واللغة الفارسية، أغلبها كان عن أفغانستان.
وكانت إقامة زيدان التي اقتربت من 4 سنوات في كابول أكسبتها تجربة ثرية، غزلت منها ومن الزيارات المتقطعة الأخرى في كتابها "مصرية في بلاد الأفغان" حكايات عما كانت يوما "بلاد الشعر والورد".
"وجه آخر غير الذي نعرفه اليوم، حياة تشبه تماما أجواء القاهرة في نهاية الستينيات"، بهذا الوصف لكابول استهلت عفاف زيدان حديثها عن إقامتها في أفغانستان أثناء دراسة الدكتوراه في الشعر الفارسي بكلية الآداب في جامعة المدينة، حيث كان موضوعها "فرخي سيستاني.. عصره وبيئته وشعره".
وتقول زيدان أستاذ اللغة الفارسية العميد السابق لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنها حصلت على منحة دراسة الدكتوراه في أفغانستان عام 1968 من جامعة الأزهر، وانتقلت على إثرها للدراسة والعيش في مدينة كابل.
في مطار كابول التقت زيدان مستشار السفارة المصرية، الذي عمل على ترتيب سكن لها بجوار الجامعة يملكه مسؤول حكومي أفغاني مرموق، كان يعمل وكيل وازرة التربية والتعليم الأفغانية، وفي هذا المنزل بدأت رحلتها مع الثقافة الأفغانية.
خُصص لطالبة الدكتوراه المصرية شقة صغيرة في فيلا المسؤول الأفغاني، وربطتها علاقة صداقة ببناته، حيث تقول: "هذه الأسرة كانت في غاية الاحترام والكرم، وكانت فايزة -إحدى بنات المسؤول- توصلني إلى الجامعة حتى عرفت الطريق جيدا".
وبنبرة يسكنها الحنين، تقول زيدان إنها عندما وصلت إلى كابول كانت المدينة تكتسي بالجمال والحداثة، حيث تعرض دور السينما أحدث الأفلام الأجنبية، وكان المسرح الأفغاني في بداية نشاطه حينها، فيما كانت كلية الآداب تجمع الشباب والشابات، و"لم تكن هناك مظاهر تشدد على الإطلاق".
وعن الأجواء العامة، تشير أستاذة اللغة الفارسية إلى أن "المجتمع الأفغاني كان منفتحا جدا في هذا الوقت، وكان للمرأة حضور بارز. أحد أساتذتي في الجامعة كانت سيدة تلقت تعليمها في الخارج، وكانت هناك وزيرة في الحكومة، أيضا كان هناك نواب في البرلمان من السيدات".
وتضيف زيدان: "كان الأفغان أيضا يقدرون الفن والطرب إلى حد كبير، مع وجود عديد من المطربات الشهيرات. لم يكن هناك وجود لهذه الصورة المعادية للمرأة".
وجابت الدكتورة عفاف أفغانستان فيما عرف حينها برحلات السير العلمي، التي كانت تخصص لطلاب الأقسام المختلفة، حيث يزور على سبيل المثال طلاب القسم الفارسي شمالي البلاد، وبهذه الطريقة عرفت عن قرب المجتمع الأفغاني بكل طوائفه وأقاليمه، واستفاضت في وصفه بكتابها "مصرية في بلاد الأفغان".
ومن أجمل الأماكن التي زارتها زيدان وتأثرت بها منطقة باميان حيث وجد تمثالا بوذا الشهيران، قبل أن تنسفهما حركة طالبان في وقت لاحق، إذ تقول: "قضيت هناك 5 أيام، وكانت هذه المنطقة السياحية من أكثر الأماكن سحرا. كانت تضم فنادق فخمة وخدمات جيدة للغاية".
وتستعيد زيدان من الذاكرة أحد المواقف عندما كانت تريد أن تزور أماكن سياحية خارج الرحلات التي تنظمها الجامعة، لكن التكاليف المادية كانت مرتفعة، حيث إن الأجانب يدفعون فيها بالدولار الأميركي أو الجنيه الإسترليني.
وتقول: "طلبت لقاء رئيس الجامعة، الذي كان لقاؤه أمرا في غاية اليسر، وأخبرته أن المنحة التي تصرف لي بالعملة الأفغانية لا تناسب الأماكن السياحية التي أريد زيارتها، وعلى الفور أوصى حينها بأن يتم معاملتي مثل الأفغان".
في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1971 عادت الأكاديمية المصرية إلى القاهرة بعدما أنهت دراسة الدكتوراه في كابول، التي تحولت فيها الحياة بوتيرة متسارعة مع الغزو السوفيتي والصراعات الأهلية وحكم طالبان، ثم الغزو الأميركي وعودة طالبان مؤخرا.
وعادت زيدان إلى كابول عام 2003 لترى التحولات التي جرت بعينيها، بعدما كانت تتابعها في وسائل الإعلام، ثم كررت الزيارة مرتين عامي 2016 و2017، لحضور مؤتمرين علميين.
ولا تزال قابضة على حبها لهذا البلد الذي أدمته الصراعات، تدين له بالحب الذي تترجمه في نقل ثقافته بكتبها، وتقول في ختام حديثها: "أتمنى أن تبقى طالبان على اللين الذي تظهره حاليا، فالشعب الأفغاني محب للحياة والحرية. أتمنى له كل الخير".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أول مصرية نالت الدكتوراه من كابول وتقلدت وسام ملالي تروي ذكريات الزمن الجميل أول مصرية نالت الدكتوراه من كابول وتقلدت وسام ملالي تروي ذكريات الزمن الجميل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab