الرياض - العرب اليوم
كشف سعد خلبان مدير مدرسة "عمار بن ياسر" الابتدائية، في قرية القرعاء بمدينة أبها السعودية ، عن قصة محزنة وأليمة حصلت في المدرسة قبل أيام، وهي قصة وفاة المدرِّس السعودي، ناصر بن عبدالله آل مقبل ناصر بسكتة قلبية، فقال: "تدخل المعلمون ومعلم الرياضة في المدرسة وشقيق المعلم المتوفي، محاولين نقله إلى أقرب مركز طبي، لكنه فارق الحياة". وأشار إلى أن "المعلم ناصر، كان من أشد المعلمين تفاؤلاً وحباً للحياة، ومن أفضلهم في تعامله الحسن وابتسامته التي لا تفارق وجهه". كما أكد أن "طلاب المدرسة كما طاقمها يعيشون حزنا عميقا على فراقه.
وأضاف خلبان، أن المعلم الراحل "قدم خلال 20 عاما العلم والأخلاق لطلابه دون كلل أو ملل، ومات في صفه وهو يؤدي دوره كمعلم، هذه إرادة الله، ونحن صابرون ومحتسبون، وندعو الله له بالرحمة والمغفرة".
لم يكن المعلم السعودي، ناصر بن عبدالله آل مقبل، يدرك أن سماعه قرع أجراس مدرسته، ستكون آخر لحظات حياته. فحين توجه قبل أيام قليلة إلى مدرسة عمار بن ياسر الابتدائية، بقرية القرعاء بمدينة أبها، ليبدأ مع طلابه في الصف الثالث ابتدائي، درس القرآن الكريم، لم يكن ليتخيل أن تلك اللحظات معهم ستكون الأخيرة. إذ لم تنقضِ إلا لحظات على بدء الحصة، حتى تعالت صيحات طلابه الصغار، لرؤيته جثة أمامهم، بعد إصابته بسكتة قلبية مفاجئة.
لم يدرك هؤلاء الصغار، لماذا جلس المعلم فجأة، قبيل سقوطه، معتبرين أنه قد تعب وأراد أن يرتاح قليلاً، إلا أن جلوسه على الكرسي طال، فأحسوا أن هناك أمراً غير طبيعي، وراحوا يصرخون "سقط الأستاذ". عندها هرعت إدارة المدرسة، لتتحقق مما يجري.
وقال محمد المقبل، شقيق المعلم ناصر: "وفاة أخي كانت مفاجئة، فلديه ابنتان وولد، كلهم صغار في السن. وفي يوم وفاته كان بشوشا سعيدا، كما هو معروف بخلقه وابتسامته الدائمة". وعن تفاصيل الحادثة، قال: "استدعاني الطلاب لأرى شقيقي ناصر وهو مسمر على الكرسي"، لكنه كان قد رحل وهو يؤدي عمله في خدمة الوطن والعلم، وفي ميدان شرف بين طلابه وفي حرم تعليمي، نحن نحتسب الأجر، ونسأل الله أن يرحمه برحمته".
من جهته، نقل المدير العام للتعليم في منطقة "عسير" جلوي آل كركمان، اليوم الخميس، تعازي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، والأسرة التعليمية في المنطقة، لذوي المعلم آل مقبل. وقال بعد أدائه واجبَ العزاء: "المعلم ناصر كان من أميز المعلمين وفقدانه خسارة للوسط التعليمي، ولكن هذا قضاء الله وقدره والحمد لله على كل حال، وقد شهد له بالإخلاص والتفاني في العمل وقربه من طلابه كما شهد له جميع أقاربه وجماعته بحسن الخلق والمروءة".
أرسل تعليقك