حظر تعليم الأفغانيات يحدث انقساما داخل صفوف طالبان
آخر تحديث GMT03:02:48
 العرب اليوم -

حظر تعليم الأفغانيات يحدث انقساما داخل صفوف "طالبان"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حظر تعليم الأفغانيات يحدث انقساما داخل صفوف "طالبان"

قرار طالبان حظر تعليم النساء
كابول_ العرب اليوم

يظهر قرار طالبان حظر تعليم النساء إحكام المحافظين المتشددين قبضتهم على الحركة الإسلامية، ويعكس صراعا على السلطة يتهدد مصير مساعدات إنسانية يحتاج إليها بشدة الشعب الأفغاني، وفق محللين.

وأثار حرمان الشابات من التعليم موجة تنديد دولية، لا بل سبب إرباكا داخل صفوف الحركة.

وقال عضو بارز في طالبان إن القرار كان ”مدمرا“، موضحا أن ”المرشد الأعلى تدخل شخصيا“.وكل مسؤولي طالبان الذين أدلوا بتصريحات بهذا الشأن اشترطوا عدم كشف هوياتهم؛ نظرا إلى حساسية المسألة.

والشهر الماضي، أمرت السلطات بإغلاق المدارس الثانوية للبنات، بعد ساعات قليلة على السماح بإعادة فتحها لأول مرة منذ عودة طالبان إلى الحكم في أغسطس.

وجاء التغيير الصادم في الموقف عقب اجتماع سري عقدته قيادة الحركة في مدينة قندهار، مركز الثقل الفعلي لطالبان.

ولم يصدر أي موقف عن أي مسؤول يبرر القرار، وتم الاكتفاء بالقول إن تعليم الفتيات يجب أن يكون وفقا ”للمبادئ الإسلامية“.

لكن مسؤولا رفيعا في طالبان قال في تصريح إن المرشد الأعلى هبة الله أخوند زادة وقياديين آخرين مواقفهم ”محافظة بشدة في هذا الشأن“، وطغت نظرتهم على النقاشات.

وبرز في صفوف الحركة فصيلان، الأول محافظ متشدد، والثاني أكثر انفتاحا، بحسب المسؤول الذي قال إن ”المحافظين المتشددين كسبوا هذه الجولة“، في إشارة إلى مجموعة من رجال الدين بينهم وزير العدل في حكومة طالبان عبد الحكيم شرعي، ووزير الدعوة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محمد خالد حنفي.

نفوذ قندهار

يشعر رجال الدين أنهم مستبعدون من قرارات الحكومة، والتعبير عن معارضتهم لتعليم الفتيات يشكل وسيلة لاستعادة نفوذهم، وفق الباحثة آشلي جاكسون، المتعمقة في الشأن الأفغاني.

وقالت الباحثة في تصريح إن ”التأثير الهائل لهذه الأقلية“ يحول دون مضي البلاد قدما في مسار تحبذه غالبية كبيرة من الأفغان، بمن فيهم قياديون في الحركة.

من جهته، قال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، غرايم سميث، إن هذا التأثير ”يُظهر أن قندهار لا تزال مركز الثقل السياسي لطالبان“.

وقال مسؤول رفيع في طالبان إن المتشددين يحاولون استرضاء آلاف المقاتلين الذين ينحدرون من الريف المحافظ.

وتابع: ”هؤلاء يعتبرون أن مجرد خروج المرأة من منزلها منافٍ للأخلاق. لذا تخيلوا ماذا يعني (بالنسبة إليهم) تعليمها“.

وقال العضو في الحركة إن أخوند زادة يعارض ”التعليم العصري العلماني“، ويربط هذا الأمر بما كانت عليه الأمور في عهد الرئيس السابق أشرف غني وسلفه حامد كرزاي.

واستولت طالبان على الحكم العام الماضي، بعدما انسحبت من أفغانستان القوات الأمريكية التي غزت البلاد وأطاحت الحركة من الحكم عام 2001.

وفي السنوات العشرين التي أعقبت إطاحة حكومة الحركة، سُمح للبنات بالتعلّم، كما سُمح للنساء بالعمل في كل القطاعات، رغم تمسك البلاد بطابعها المحافظ.

وأشار الناشط والباحث الإسلامي، تفسير سيابوش، إلى أن الفتيات في أفغانستان لطالما تابعن الدروس في صفوف غير مختلطة، واتبعن منهجا إسلاميا، لذا فإن الحظر يظهر أن طالبان تسعى إلى ”قمع حقوق النساء وتختلق لذلك أعذارا“.

نكسة للمساعدات الدولية

وأكد مصدر في طالبان في باكستان وجود اختلاف في الآراء على هذا الصعيد على مستوى القيادة، لكنه شدد على أن الحركة ليست عرضة لخطر الانقسام.

وقال: ”هناك نقاش دائر حول هذه القضية.. لكننا نحاول تخطي الاختلافات“.

لكن محللين يشددون على أن المنع شكل نكسة لجهود طالبان الساعية إلى نيل اعتراف دولي بشرعية حكمها، وإلى تلقي مساعدات من أجل التصدي للأزمة الإنسانية التي تشهدها البلاد.

وبالنسبة إلى جاكسون، لا أخوند زادة ولا المقربين منه ”يدركون تماما أو يقدرون“ عواقب قرارهم بالنسبة للمجتمع الدولي الذي ربط الاعتراف رسميا بطالبان باحترام حقوق النساء، ويوافقها الرأي مسؤولون بارزون في الحركة.

وقال مسؤول في طالبان من قندهار: ”نحن نقول لهم (للمحافظين المتشددين) إن إدارة البلاد تختلف عن إدارة مدرسة“ إسلامية.

وتابع: ”كانت كل الأمور تسير بسلاسة إلى أن صدر هذا القرار المتشدد. وهو صدر عن قائدنا، لذا علينا أن نطبقه، لكننا نحاول تغييره“.

وقال سميث إن الحظر يقلص انفتاح الحكومات على التعاون مع طالبان، و“يطرح تساؤلا حول الجهة التي يتعين التحاور معها داخل طالبان“.


قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

إيران تحذر طالبان من مؤامرة تستهدف دق إسفين العداوة بين المسلمين

 

تجمَيد مشاريع بقيمة 600 مليون دولار في أفغانستان عقب منع طالبان عودة الفتيات للمدارس

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حظر تعليم الأفغانيات يحدث انقساما داخل صفوف طالبان حظر تعليم الأفغانيات يحدث انقساما داخل صفوف طالبان



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab