مخاوف بشأن تأثير الكمامات على عمليات تطوّر اللغة والتواصل الاجتماعي لدى الأطفال
آخر تحديث GMT19:56:59
 العرب اليوم -

مخاوف بشأن تأثير الكمامات على عمليات تطوّر اللغة والتواصل الاجتماعي لدى الأطفال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مخاوف بشأن تأثير الكمامات على عمليات تطوّر اللغة والتواصل الاجتماعي لدى الأطفال

الكمامة الطبية
القاهرة - العرب اليوم

أُثيرت بشكل مفاجئ وبعد مرور عامين على انتشار وباء كورونا مخاوف بشأن تأثير الكمامات على عمليات تطوّر اللغة والتواصل العاطفي والاجتماعي لدى الأطفال. وتضاعفت خلال الأسابيع الماضية الدعوات في الولايات المتحدة لوقف فرض وضع الكمامات في المدارس، ومن بينها دعوات أطلقتها جهات صحية. وأظهرت دراسات علمية أن للكمامات تأثيراً على قدرة الأطفال على التعرّف على الوجوه وإدراك العواطف. وكما يحصل مع البالغين، يمكن أن تعيق الكمامات عملية التواصل اللفظي لدى الأطفال، لكن الخبراء يختلفون بشأن الآثار الطويلة الأمد للكمامات على عملية نمو الأطفال.

تضرر عملية تعلّم اللغة ويتعلق الهاجس الأول بعملية تعلّم اللغة التي تتم في سنوات الطفل الأولى، إذ يتعلّم الأطفال التكلّم من خلال التفاعلات الاجتماعية، وينظرون تحديداً إلى أفواه البالغين لتحليل المقاطع الصوتية المختلفة. لكنّ هذه الطريقة ليست مُتاحة حالياً، ما يطرح فرضية الضرر الذي تتعرّض له عملية تعلّم اللغة نتيجة الكمامات. وفي هذا السياق قالت ديان بول من "الجمعية الأميركية للمتخصصين في معالجة النطق" لوكالة "فرانس برس": "صحيح أن عملية تعلّم الكلام تستلزم النظر إلى الوجوه، لكنّ الأمر لا يقتصر على ذلك فقط".

وتساعد الأصوات والحركات والعيون الأطفال على تعلّم الكلام. وأشارت بول إلى أن الأطفال الذين يعانون من إعاقة بصرية يتعلّمون التكلّم بشكل جيّد، كما لفتت إلى أن الكمامات لا توضع بشكل دائم، إذ تُزال داخل المنزل مثلاً.

وأكدت الاختصاصية "عدم وجود دراسة حالياً تثبت التأثير الطويل الأمد للتفاعلات بين الأطفال الصغار والبالغين الذين يضعون كمامات على تطور عملية النطق"، مضيفةً أن ثمة "دراسات تظهر أن الأطفال يمكنهم الاعتماد على إشارات التواصل الأخرى". كما أظهرت دراسة أجريت عام 2021 أن الأطفال تمكّنوا من التعرف على كلمات بوجود كمامة أو من دونها. لكن دراسة أخرى أجريت في فرنسا تشير إلى أن الكمامات يمكن أن تتعارض مع عملية تعلم القراءة لدى الأطفال الذين يعانون صعوبات تعلّمية.

ولا تزال الدراسات البحثية التي تتناول هذا الموضوع قليلة. لكن بول رأت أن لا ضرورة لإثارة هلع في هذا الشأن. من جهته، ذكرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وهي أهم هيئة صحية اتحادي أميركية، أن "المعطيات المحدودة المتوافرة لا تقدم دليلاً واضحاً على أن الكمامات تضرّ بالتطورين العاطفي واللغوي لدى الأطفال". وهذه الهيئة الصحية الأميركية توصي بوضع الكمامة من عمر السنتين، في حين أن منظمة الصحة العالمية توصي بوضعها بدءاً من عمر خمس سنوات.

تأثير الكمامة على الروابط الاجتماعية تختلف مقاربة الموضوع لدى الأطباء النفسيين. إذ اعتبر الاختصاصي في علم الأعصاب الإدراكي في جامعة أولم الألمانية مانفريد سبيتزر أن "الجانب العاطفي مهم أكثر"، مشيراً إلى أن رؤية الابتسامة هي أول أمر يُفتقد عند وضع الكمامة. وقال لوكالة "فرانس برس": "في الإطار التربوي، هنالك تبادلات ضمنية كثيرة بين المعلمين والأطفال"، مضيفاً "إذا تم تغيير هذا التواصل، فستفشل عملية التعليم". وتتعلق المخاوف كذلك بالقدرة على إنشاء روابط اجتماعية. وأظهر عدد كبير من الدراسات أن الكمامات تزيد من صعوبة التعرف إلى الوجوه وإدراك العواطف لدى جميع الناس، بمن فيهم الأطفال ويمكن أن تكون العملية لدى هؤلاء أصعب. وتختلف الاستنتاجات حول النتائج المترتبة عن هذا الأمر.

وقد أكدت دراسة أجريت على أطفال تتراوح أعمارهم بين 7 و13 عاماً نُشرت في مجلة PLOS One أن العواطف (كالخوف والحزن والغضب) حُددت بشكل أقل دقّة عند وضع كمامة. وأتت النتائج مماثلة عند وضع الأشخاص نظارات شمسية. واعتبرت الدراسة أن ثمة احتمالاً ضئيلاً بأن تتأثر التفاعلات الاجتماعية لدى الأطفال بشكل كبير بفعل لبس الكمامات. وأظهرت أبحاث أخرى نُشرت في مجلة Frontiers in Psychology أن الأداء في تحديد المشاعر ينخفض بشكل كبير لدى الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات بسبب ارتداء الآخرين للكمامات.

ويقول معدّو الدراسة إن النتائج تشير إلى أن الكمامة "يمكن" أن تؤثر على "التطور الاجتماعي والمنطق العاطفي". من جهتها، قالت الطبيبة النفسية في جامعة جونز هوبكنز كارول فيدال: "أعتقد أن علينا كمجتمع أن نشعر بالقلق، لكن لا يجب أن يقلق الأهل من هذا الموضوع طول الوقت". وفيدال، التي تعمل في مدارس أميركية، هي واحدة من مجموعة علماء يطالبون بوقف فرض الكمامات في المدارس. وقالت لوكالة "فرانس برس" إن الكمامات "لم تعد ضرورية في هذه المرحلة من الوباء"، نظراً إلى تراجع المخاطر التي يتعرّض لها الأطفال في مواجهة كورونا وإتاحة اللقاحات بدءاً من سنّ الخامسة. ورأت أن المسألة تتعلق بالتوازن بين المنافع والمخاطر، مضيفةً أنّ المخاطر الناجمة عن وضع الكمامة "قد لا تكون كبيرة من حيث التأثيرات الفورية.. لكن أعتقد أن علينا أن نكون حذرين".

قد يهمك ايضا 

أستاذ مناعة يحذر من ارتداء الكمامة أكثر من 4 ساعات متواصلة

دراسة تكشف أن ارتداء الكمامة أثناء ممارسة الرياضة لا يشكل خطرًا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاوف بشأن تأثير الكمامات على عمليات تطوّر اللغة والتواصل الاجتماعي لدى الأطفال مخاوف بشأن تأثير الكمامات على عمليات تطوّر اللغة والتواصل الاجتماعي لدى الأطفال



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 15:50 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
 العرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab