طالب مهمش في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع جنوب اليمن قضى نحبة في الطريق فكان سببا في تأسيس هذه المدرسة الذي بدأت قبل عامين.
مدرسة الفقيد أكرم الصيادي كانت فكرة فأصبحت حقيقة لتصبح المدرسة النموذجية متصدرة بالتعليم ومخرجاته ، مدرسة أسست في مبنى خاص بمواطن لم يرمم بعد وبلا نوافذ، عندما تهطل الأمطار تغمر الفصول بالمياة والى اليوم لم يتم إنشأ مبنى مستقل بها، الكادر إدارة ومعلمات متطوعات بدون رواتب وهبن أنفسهن في خدمة التعليم دون كلل أو ملل.
ما يميز المدرسة أنها تضم في صفوفها نازحين ومهمشين ولاجئين صومال ذكور وإناث، في المدرسة تجد التعايش والمساواة وقيم الإنسانية حاضرة بكل تفاصيلها لدى المعلمات ، تشعر بتحررهن من قيود المال ويعملن بتفاني من أجل هذه الرسالة السامية.
معاناة بلا حدود
تشرح مديرية المدرسة أسمهان علي سعيد ومن مكتبها الذي خصص كرسي على مدخل المدرسة حال المدرسة بالقول هذه المدرسة تضم اكثر من 700 طالب وطالبة وإزدحام فيها بعض الصفوف تم تقسيمها شعبتين.
وأضافت أسمهان أن المعلمات يعملن تطوعا والمبنى الذي تشاهدون بدون نوافذ او أبواب ولنا عامين فيه وهو تابع لمواطن تبرع فيه حتى يتم بناء مدرسة.
وأوضحت أن هناك معاناة بالامكانيات وتقتصر على رسوم البعض فيما اعفي النازحين والمهمشين و انه في حال سقوط الامطار تتعرض الكتب للتلف والفصول تغمرها المياة.
المعلمات المتطوعات إرادة لا تتوقف
وتتحدث المعلمة المتطوعة تغريد المنصوب عن المدرسة بالقول أنها تحوي أكثر من 700 طالب موزعين على 10 فصول وبعض الصفوف شعبتين بسبب الازدحام وهناك 12 معلمة متطوعة بدون رواتب.
وإضافة تغريد ان المدرسة تميزت بإنشطتها على مستوى المحافظة بالرغم من تواضعها وامكانياتها بالتميز فيها بالقرأة والكتابة والتركيز .
وأشارت إلى أن المدرسة تحوي طلاب مهمشين ولاجئين صومال تم دمجهم في الصفوف معا وأصبحت هناك علاقات إجتماعية وتعايش بين الطلاب يتحسن يوم بعد آخر، وعملنا على ترتيب زيارات للأسر واللقاء بامهات الطلاب.
الإدارة كرسي على المدخل
عندما تصل الى بوابة المدرسة يستوقفك كرسي في المدخل سألنا من يجلس عليه فكانت الإجابة مديرة المدرسة وهذا مكان الإدارة ، ومديره ومعلمة بلا راتب مشهد يجعلك تشعر بالحزن ، مئات المعلمين تصرف لهم رواتب الى المنازل ولا يؤدون مهامهم فيما متطوعات يعملن بلا ملل خدمة للأجيال ، أي قيم وروح حب العمل من أجل الآخرين في هؤلاء.
مكان يتجسد فيه التعايش الفعل
في هذه المدرسة المتواضعة تجد فيها قيم التعايش وذوبان الفوارق حيث تجد المهمشين والصومال مع الآخرين معا حتى ان هناك تجسيد للعلاقات الاجتماعية حيث تقوم المدرسة بزيارة الأسر.
جودة في التعليم
واحتلت مدرسة الفقيد أكرم الصدارة في جودة التعليم كون الطلاب غادروا المدارس الأهلية والحكومية اليها ، حيث اتضح أنها ارقى من التي تتوفر فيها إمكانيات ضخمة ورواتب معلمين.
كما قدمت إدارة المدرسة الشكر لمدير مكتب التربية عبدالباسط المرح الذي يولي إهتمام بالمدرسة وللإستاذ محمد المحاقري المشرف العام الذي يتابع بإستمرار المدرسة ويقدم العون للمدرسة دائما.
رسالة للحكومة والمنظمات ورجال الأعمال
هذه هي مدرسة الفقيد أكرم الصيادي وهذا حالها الذي تفتقر لأبسط المقومات التي تعينها على البقاء بالرغم من إرادة التحدي التي تقوم بها المعلمات أثبتت أنها النموذج في التربية والتعليم بالمخرجات هي بحاجة الى لفتة إنسانية وتناشد الحكومة اليمنية والمنظمات المحلية والدولية المهتمة بالتعليم لتوفير مبنى وفصول تكفي لإستيعاب الطلاب كونأكثر ما يقلقهم هو مالك المبنى الذي تركه لعامين بدون أي مقابل، وكذا إعتماد نفقات لها ومكافئة المتطوعات الذي يبذلن جهودا تفوق التصور.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
قوَّات الجيش الوطني تُواصل تقدّمها في محافظة الضالع وتأسر عناصر من الحوثي
أرسل تعليقك