حدد طلبة جامعات في أبوظبي 6 أدوات فعالة على وسائل التواصل الاجتماعي تدعم مسيرة التعليم الجامعي في حال تم استخدامها بطريقة إيجابية، هي: التواصل طويل الأمد مع الزملاء، البحث المستفيض عن الشخصيات والمعلومات في المجالات المختلفة، التواصل المباشر مع الباحثين وصناع القرار، التأكد من مصادر المعلومات بشكل أدق، سيرة ذاتية مصغرة تساهم في تطوير الحياة الاجتماعية والدراسية، والانفتاح على الفرص المتاحة من تعليم وتدريب وعمل.
وأكد أساتذة جامعيون أن "السوشيال ميديا" سيف ذو حدين، وعلى الطلبة التركيز في الاستفادة من هذه المنصات وتطويعها لتطوير تنمية المهارات وعدم هدر الوقت، إلى جانب أهمية إدراج علوم وسائل الاتصال الاجتماعي كمساق دراسي ضمن الخطة الدراسية. وبينت الطالبة الجامعية ميثة عبدالله أن مواقع التواصل الاجتماعي تدعم بلا شك المسيرة الجامعية للطالب، فلا يوجد طلبة اليوم لا يملكون حسابات على السوشيال ميديا، ولا يتابعون على الأقل حسابات الجامعات والوزارات وما يتعلق باختصاصاتهم من أخبار ومعلومات.
وبيّنت الطالبة سارة مصطفى هنداوي أن وسائل التواصل الاجتماعي الأن أصبحت من أساسيات التواصل ولا يمكن الاستغناء عنها، بعيداً عن سلبياتها، قائلة: «تساعد بشكل كبير في التواصل بين البعض في الجامعة، والبحث عن المواد والمعرفة والتعلم والتطور والوصول لمعلومات موثوقة عبر الحسابات الرسمية للمصادر وتوفير الوقت.. ونظراً لتداعيات كورونا على الحياة الاجتماعية فهي الحل الأفضل والأسرع، ودولتنا وفرت كافة التسهيلات للتعلم بها عن بعد، والاستفادة من الوقت والمعلومات الصحيحة والتطور».
وأوضح الطالب سعيد الزبيدي أن السوشيال ميديا سهلت عملية التواصل بين الطلبة والزملاء خاصة خلال الفترة الماضية، التي فرضت آليات للتواصل عن بعد واجتماعات «أونلاين»، ما مكّن الشباب من التواصل مباشرة مع عدد أكبر من الزملاء والتعرف إليهم عبر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف أن الدراسة الجامعية بمختلف التخصصات تتطلب أحياناً التواصل أو الاستعانة بخبراء واختصاصيين بالعديد من مجالات، وأن السوشيال ميديا استبدلت آلية معقدة كانت محصورة بالتواصل عبر البريد الإلكتروني، أما اليوم فيمكن عن طريق حسابات «إنستغرام» أو «تويتر» وغيرها التواصل معهم مباشرة.
ولفت إلى أن الحساب الشخصي على «إنستغرام» أو غيرها من الوسائل يمثل سيرة ذاتية مصغرة عن الطالب، ويمكن من خلاله أن تتاح له فرص عديدة لبرامج أو وظائف وغيرها. وبين الطالب عاصم صلاح الدين أن سهولة الوصول للمعلومات عبر السوشيال ميديا تحتم على الطالب الاستعانة بها في مسيرته العلمية، خاصة أن الطلبة يعتمدون على البحث في دراستهم الصفية واللاصفية، إلى جانب كونها أداة بحث مفيدة تساعد في الوصول إلى أصحاب القرار وذوي الخبرات للاستفادة منهم بشكل إيجابي، كما تعمق العلاقة بين الطلبة وأساتذتهم الذين يدفعوهم إلى الأمام بالتشجيع المستمر ما يساعدهم في الإنجاز.
وقال إن مواقع التواصل الاجتماعي أثبتت فاعليتها لنقل المعلومات وتلاقيها لسهولة استعمالها، كما أنها تساعد الدولة في إصدار قرارات تخص الطالب وتصل لأكبر عدد ممكن من المهتمين سواء كانوا طلاباً أو أولياء أمور». ونوه الطالب عمر الشبلي بأن السوشيال ميديا تدعم الحياة الجامعية للطلبة بشقيها الاجتماعي والدراسي، حيث يمكنه الاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات عن الفرص المتاحة للدراسة والعمل والتدريب، والتي يتم الإعلان عنها من قبل الجامعات والوزارات أحياناً بشكل أسرع على السوشيال ميديا، إلى جانب الأخبار الآنية والعاجلة، كما أصبحت حلقة وصل سريعة بين الطلبة والجهات والدوائر على اختلافها.
وأشار إلى أنه مع الظروف التي مرت على حياة الطلبة في فترة جائحة كورونا، ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي في استمرار الأنشطة الطلابية وتعاون الطلبة رغم التباعد الجسدي، ما ساهم في استمرارية التواصل الفعال بين الطلبة والطاقم التدريسي. وأوضح مدير الحرمين الجامعيين لجامعة أبوظبي في العين ودبي الدكتور حمد العضابي، أنه على الطلبة اختيار الطريقة الأفضل للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وتطويعها لخدمتهم، مبيناً أنه يمكن للمنصات دعم التعليم الجامعي بطريقة أو أخرى، عبر إتاحتها الفرصة للطلبة بالتواصل المباشر مع عدد غير محدود من الباحثين والأستاذة والعلماء من مختلف أنحاء العالم عبر صفحاتهم الرسمية والموثقة، إلى جانب إمكانية البحث عن المعلومات من خلالها والوصول إلى المنصات الرسمية للمؤسسات.
وأضاف أن استخدام منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن يفيد في بعض التخصصات التي تتطلب فيها الأبحاث قياس ردود فعل الرأي العام على حدث معين، أو كيفية طرح المعلومات ونشر الإشاعات وحتى المخاطر، الأمر الذي يدعم الطلبة للوصول إلى أبحاث ودراسات حقيقية وفاعلة عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وقال: «مواقع التواصل الاجتماعي كغيرها من الأدوات.. يمكن أن تستخدم بشكل إيجابي أو سلبي.. فمثلاً يوتيوب يحوي الكثير من الفيديوهات المفيدة في جميع المجالات، ويمكن أن يتعلم الطالب من خلالها مهارات غير محدودة، إلا أنها قد تهدر الكثير من الوقت والطاقة في مشاهدة فيديوهات غير مناسبة، ولها تأثير سلبي أيضاً على سلوكياته».
وأشار العضابي إلى انطباق ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، حيث يستطيع الطالب الالتحاق بمجموعات علمية على فيسبوك وتليغرام وغيرها لتبادل المعلومات والخبرات مع الأعضاء واكتساب معارف جديدة، حيث يمكن للطالب الذي يدرس مساق برمجة بلغة بايثون الالتحاق بمجموعة من المبرمجين المهتمين بها، ومناقشة مواضيع المساق المختلفة. كما تتجه تقنيات إدارة التعليم الإلكتروني الحديثة مثل بلاكبورد، مولد، مايكروسوفت تيمز وغيرها لاتباع نفس تصميم وإجراءات مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها أقرب للطالب وأكثر سهولة في الاستخدام.
وأكد أخصائي مختبرات الإعلام في جامعة أبوظبي علي الزيتاوي، لـ«الرؤية»، أنه من الضروري توفير منصات خاصة وموثقة لكافة الجامعات والمؤسسات التعليمية حول العالم، ليكون الطلبة قادرين على الاطلاع ومشاركة المعرفة وتبادلها بشكل أوسع، ما يساهم في تعريف الطلبة بالأنشطة والحصص التدريبية في كافة المجالات ويدفعهم للمشاركة بها. وأضاف: «لتتم الفائدة من إدراج وسائل التواصل الاجتماعي في أساليب التدريس.. يتوجب على عضو هيئة التدريس والجامعة توضيح قانون الإعلام بشكل عام والجزيئات الخاصة بالتواصل الاجتماعي.. وعادة ما تدرج هذه الجزيئة كمتطلب عام لجميع الطلاب.. وعلى عضو هيئة التدريس وضع خطة واضحة تحدد الأهداف التي يرمي لتحقيقها من إدراج وسائل التواصل الاجتماعي في المساق المحدد».
وتابع أنه من ضمن الأهداف المرجوة إكساب الطالب مهارة التعلم المستمر، والتواصل الفعال مع الآخرين، ومهارة إنتاج الوسائط المتعددة وغيرها.
قد يهمك ايضا
جامعة أبوظبي تحافظ على مركزها وتتصدر قائمة التميز للعام السادس على التوالي
تعاون مشترك بين "حديد الإمارات" وجامعة أبوظبي لطرح "بكالوريوس هندسة المعادن"
أرسل تعليقك