المجتمع المدرسي يحارب التنمر ووصمة كورونا أحدث أشكاله
آخر تحديث GMT15:19:14
 العرب اليوم -

لتعزيز مستويات الوعي بين الطلبة والمدرسين وأولياء الأمور

المجتمع المدرسي يحارب التنمر ووصمة "كورونا" أحدث أشكاله

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المجتمع المدرسي يحارب التنمر ووصمة "كورونا" أحدث أشكاله

يونيسف
واشنطن - العرب اليوم

 التنمر في المدارس ظاهرة قديمة متجددة، تم تسليط الضوء عليها بكثافة بداية من ثمانينيات القرن المنصرم، عن طريق عدة جهات تربوية بمختلف دول العالم وأطلقت عدة مؤسسات العديد من المبادرات لمحاربتها ولتعزيز مستويات الوعي بين الطلبة والمدرسين وأولياء الأمور بسلوكها وكيفية مواجهتها، بهدف خلق بيئة تعليمية نموذجية منظمة الأمم المتحدة المعنية للطفولة "يونيسف"، قالت إن التنمر أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة ضد طفل آخر عن عمد وبطريقة متكررة، بدءا من الأذى الجسدي إلى الإساءة اللفظية والنفسية، وقد تؤدي إلى الإقصاء والاكتئاب، وأحيانا الانتحار.

كيف نحمي مصابي كورونا من التنمر؟

وبعد تفشي جائحة "كوفيد19"، ظهر فصيل جديد لأنواع التنمر المعروفة سابقا، إذ انسحبت مخاطر كورونا لوصمة المصابين اجتماعيا والنظر إليهم بشكل سلبي، رغم تأكيد الأبحاث العلمية أن الفيروس يصيب الجميع دون تمييز.

حقائق وأرقام

الدكتورة الإماراتية كريمة المزروعي

وأكدت المنظمة الأممية، في أحدث تقرير أصدرته بعنوان "وراء الأرقام: إنهاء العنف المدرسي والتنمر"، تعرض واحد من كل 3 طلاب للتنمر من قبل الأقران، مشيرة إلى أن البيانات المتاحة على الصعيد العالمي تظهر أن 32% من الطلاب تعرضوا للتنمر بشكل ما في المدرسة خلال يوم أو أكثر.

وقالت يونيسف إن النسبة الأعلى للطلاب الذين أبلغوا عن تعرضهم للتنمر كان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (48.2٪)، ثم شمال إفريقيا (42.7٪)، والشرق الأوسط (41.1٪)، موضحة أن أدنى مستوى كان في أوروبا (25٪) ومنطقة البحر الكاريبي (25٪) وأمريكا الوسطى (22.8٪).

الدكتورة الإماراتية كريمة المزروعي، صاحبة دراسة "التعرف على أشكال التنمر المدرسي في المجتمع الإماراتي"، قالت لـ"العين الإخبارية"، إن العنف المدرسي تحول من مشكلة تؤرق المدارس ذات الموارد الضعيفة إلى ظاهرة خطيرة يصعب التنبؤ بمكانها وذكرت أن العنف الجسدي أكثر أشكال التنمر انتشارا، بينما "العاطفي" الأقل، كونه لا يمكن ملاحظته بسهولة ونتائجه بالنسبة للمعتدي غير ملموسة، موضحة أن التنمر يظهر بصورة كبيرة في نهاية المرحلة الابتدائية والدخول إلى سن المراهقة وأشارت إلى أن الظاهرة تشيع بين الذكور أكثر منها الإناث منذ مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثالث.

أسباب وعلامات

الدراسات المختصة أرجعت أسباب التنّمر في المدارس إلى التغيّرات المجتمعية المرتبطة بظهور العنف والتمييز، واختلال العلاقات الأسرية في المجتمع وزيادة العنف داخلها، وغياب المتابعة التربوية الأسرية وتقويم السلوك وتعديل الصفات السيئة أيضا تضم الأسباب تأثير الألعاب الإلكترونية التي تعتمد على مفاهيم القوة الخارقة وسحق الخصوم، وانتشار أفلام العنف بين الأطفال والمراهقين وأفلام الكارتون العنيفة وقنوات المصارعة الحرة العنيفة.

ووفقا لصحيفة "بينك فيلا"، هناك علامات مبكرة تكشف تعرّض الطفل للتنمر، منها:

- فقدان أغراضه الشخصية أو عودته من المدرسة بملابس ممزقة وإصابات مع تبريرات غير منطقية.

- التظاهر بالإعياء ورفضه الذهاب للمدرسة رغم خلوه من أي مرض.

- مواجهة مشكلات في النوم أو تناول الطعام والتهرب من الجلوس مع أفراد الأسرة.

- التغير السريع في حالة الطفل المزاجية أو محاولته إيذاء نفسه والإقدام على الانتحار.

- انسحابه تدريجياً من الحياة الاجتماعية ورفضه التحدث عن مشاعره أو المشاركة في أي حديث.

أشكال وآثار

عالم النفس النرويجي دان ألويس Dan Olweus، الأب المؤسس للأبحاث حول التنمر في المدارس، قال في دراساته السابقة، إن التنمر المدرسي يشمل أفعالا سلبية بالكلمات مثل: التهديد، التوبيخ، الإغاظة والشتائم، أو بالاحتكاك الجسدي كالضرب والدفع والركل وأضاف أنه لا يمكن الحديث عن التنمر إلا في حالة عدم التوازن في الطاقة أو القوة وصعوبة الدفاع عن النفس، أما حينما ينشأ خلاف بين طالبين متساويين تقريبا من ناحية القوة الجسدية والطاقة النفسية فإن ذلك لا يسمى تنمرا، مشيرا إلى أن المزاح الثقيل المستمر رغم ظهور علامات الضيق على الطرف الآخر يدخل ضمن دائرة التنمر.

ومن الآثار السلبية التي تترتب على ظاهرة التنمر بالنسية للضحية:

تراجع الأداء الدراسي

التخريب والعنف

الانطوائية والعزلة

اكتئاب وقلق

تدني احترام الذات

محاولات الانتحار

وتشمل الآثار السلبية للظاهرة على المعتدي وشهود العيان:

هجر الدراسة مبكرا

الفشل في العمل وبناء علاقات صحية

تزيد احتمالات التورط في السرقة وممارسة السلوك الإجرامي

الشعور بالذنب والعجز حال مشاهدة الواقعة دون الإبلاغ

خوف الشاهد الصامت من أن يكون الضحية التالية

مبادرات فعالة

الدكتور الإماراتي علي الكعبي

محاربة التنمر في المدارس أحد برامج الخطة الجديدة لـ"يونيسف" في العديد من المناطق بالعالم، بهدف الوصول لمدارس خالية من التنمر لضمان بيئةٍ آمنةٍ للأطفال ومن بين مبادرات "يونيسيف" الشهيرة، حملة القضاء على ظاهرة التنمر في المدارس المصرية، التي نظمتها منذ عامين بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة ووزارة التربية والتعليم تحت شعار "أنا ضد التنمر" أيضا تعاونت المنظمة الأممية مع الجهات المختصة في الإمارات، على رأسها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة لمحاربة التنمر، وأطلقا سويا جائزة "الوقاية من التنمر في المدارس"، المخصصة للمبادرات المتميزة للحد من هذه الظاهرة، والتي شهدت فتح باب التسجيل للنسخة الثانية منها منذ أيام.

وحسب مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، حشدت أبوظبي جهودها لمواجهة الظاهرة وأطلقت عبر المجلس الأعلى للأمومة والطفولة مبادرات لمحاربة التنمر في المدارس، بعضها تعاون فيها مع أكثر من 20 جهة اتحادية ومحلية ومن أبرز مبادرات المجلس الإماراتي تنفيذ برنامج تدريبي للوقاية من التنمر في 64 مدرسة، وإصدار دليل للوالدين للحماية من التنمر، وإطلاق حملة "الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر" في المدارس عامي 2018 و2019 لرفع مستوى الوعي بهذا الموضوع والتأكيد على القيم الداعية إلى التسامح والصداقة وتقبل الآخرين.

وأوصت الدكتورة الإماراتية كريمة المزروعي، في دراستها التي أجرتها بالتعاون مع الدكتور الإماراتي علي الكعبي، بالآتي:

- تنظيم البرامج التربوية لبناء أنماط السلوك الاجتماعي القويم بين الطلبة.

- تصحيح الاتجاهات السلبية التي يحملها الطلبة، خاصة ما يتعلق بتمجيد العنف.

- تدريب الطلبة على طرق حل المشكلات، وبناء مفاهيم تربوية تعتمد على الحوار والتعبير عن الذات.

- تقديم برامج الإرشاد النفسي والاجتماعي للطلبة ضحايا العنف، للتخفيف من آثاره على المستوى البعيد.

- انتماء الطلبة إلى مجموعات رياضية واجتماعية، وممارسة الأنشطة البدنية والحركية المفيدة.

- تعزيز انتماء الطلبة لمجتمعهم، عن طريق إشراكهم بالأنشطة الاجتماعية والتطوعية والإنسانية.

- اتخاذ الاحتياطات البيئية مثل زيادة الأمن وتركيب الكاميرات لمراقبة أماكن تجمع الطلبة مثل الساحات والحافلات ودورات المياه.

طرق العلاج

الخبير التربوي الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس في مصر، أوضح أن علاج ظاهرة التنمر مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والمنظمات الفاعلة في هذا الحقل.

وقال شحاتة لـ"العين الإخبارية" إن دور المدرسة أساسي في عملية تنشئة أطفال متصالحين مع أنفسهم قادرين على التعامل مع الآخر باحترام، وإعادة تنشئة الصغار الذين لا يدركون فكرة وجود الآخر ويسيئون لزملائهم وتابع: "المدرسة تربي الأطفال على سلوك احترام الآخر وتدربهم على طرق التعامل معه، أيضا المناهج الدراسية تحتوي على مضامين لتعليم الصغار كيفية التعامل الناجح مع الآخرين، وتدربهم عبر الأنشطة التعليمية" وأوضح أن الأسرة تلعب دورا توعويا وتوجيهيا في هذه القضية، قائلا: "عليها تنبيه أبناءها بضرورة الالتزام وتقبل الآخر إذا رأت أن أحدهم يتعامل مع المحيطين بشكل مجحف أو ظالم"، مشددا على أن وسائل الإعلام تلعب دورا عبر بث برامج تحض على احترام الآخر وقبوله.

وبشأن تعرض البعض للتنمر نتيجة إصابته بفيروس "كوفيد-19"، قال شحاتة: "يجب التحدث إلى الأطفال وإظهار أن هذا المرض يصيب الجميع، وعلينا التعاون سويا لاستخدام الوسائل الصحية الآمنة حتى يتحقق للجميع السلامة" وتابع: "على الأسرة تعليم أبنائها أن المصاب بكورونا أو من سبق تعرضه للإصابة يتطلب منا معاملة رحيمة سوية دون التفرقة بينه وبين زملائه الأصحاء مع اتباع الإجراءات الصحية" وشدد الخبير التربوي على ضرورة تكثيف المجتمع الدولي جهوده بالتعاون مع الجهات الصحية والتعليمية المسؤولة للتوعية من التنمر بعد ظهور نوع جديد يتعلق بوصمة كورونا، مع توظيف مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام لمحاربة هذه الوصمة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تلاميذ سورية يعودون إلى مدارس وسط توجس من فيروس "كورونا"

دراسة جديدة تكشف عن تعرض الطلاب للاكتئاب بعد إغلاق المدارس بسبب "كورونا"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجتمع المدرسي يحارب التنمر ووصمة كورونا أحدث أشكاله المجتمع المدرسي يحارب التنمر ووصمة كورونا أحدث أشكاله



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab